احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / جولة في عالم الشاعر العراقي حميد سعيد وأبرز محطات شعره المضيئة

جولة في عالم الشاعر العراقي حميد سعيد وأبرز محطات شعره المضيئة

احمد صبري

مثلما جال الصديق الدكتور عبد المطلب محمود في عالم الشاعر العراقي الكبير حميد سعيد، وتوقف عند أبرز محطاته المضيئة في مسيرته الشعرية وحتى السياسية، فإن الشاعر حميد سعيد يرى في مرجعيات الإبداع، بأنها مرجعيات الحياة، ليس في الشعر حسب، بل في جميع عناوين الإبداع، وأن من يحاصر أفق إبداعه، بمرجعية واحدة، أو بمرجعيات محددة، سيكون بمنأى عن جوهر الإبداع. وهكذا اختار الأكاديمي والشاعر عبد المطلب محمود (كمن لا يعرف الشاعر) عنوان كتابه الذي صدر في بغداد مؤخرا بحثا عن مرجعيات التراث وموجباتها في شعر حميد سعيد.
والبحث أو الدراسة عن عالم الشاعر حميد سعيد توزعت على أربعة فصول عن التراث العربي الإنساني، وتراث الأفق والفوضى والورد والرماد وتراث المشهد المختلف والموريسكي، فيما كان الفصل الرابع عن تراث الأصحاب والمتاخر من القول. وما يبهج الروح حين يؤكد الباحث التزامه وأمانته في قراءته لشعر حميد سعيد لكي يبدو بالفعل متطابقا مع ثرياها (كمن لا يعرف الشاعر).
وفي معرض شرحه لدوافع دراسته يوضح “لقد عمدت إلى نظريات التلقي الحديثة واتخذتها منهجا لقراءة تجارب حميد سعيد الشعرية الممتدة بين أواخر العقد الستيني من القرن الماضي والمتواصلة حتى الآن”.
وما دفع الباحث كما يقول “نحو دراسة مكامن التراث وحدوده وأنواعه موجباته هو شعر أبرز الشعراء العراقيين والعرب المعاصرين الشاعر الستيني المهم حميد سعيد الذي شكل أحد مرتكزات أسس البنية الشعرية العميقة للشاعر”.
ويرى المؤلف أن الوقوف على مدلولات التراث المفتوح على المستقبل أي المتجه نحو تثوير بؤرة النص المركزية؛ لأنها بؤرة مورثة “زمكانيا” بمداليل محددة، حيث يتوقف الباحث عند ديواني الشاعر حميد سعيد (الأغاني الغجرية) و(حرائق الحضور) التي عاشها في المغرب العربي وإسبانيا لما تضمنه هذان الديوانان من قيم تراثية شخصية وإنسانية متداخلة.
ويوضح المؤلف أن شخصية الشاعر حميد سعيد تتمثل في أنه بدا في معظم قصائده الأولى وقد كان في حزنه مشدود الرأس إلى الأمل إلى الشمس المشرقة، وكان قريبا إلى الناس البسطاء.
وبواكير الشاعر حميد سعيد ـ كما يوضح المؤلف ـ التي ضمتها دواوينه الثلاثة الأولى كانت تتألق من ثراء مفرداته المرتبطة بالأمة العربية تاريخيا، وأن نقطة تقاطع الشاعر حميد سعيد وشعراء الرومانسية التقليدية تتمثل في أنه لم يعمد مثلهم إلى أن تستخلص من سلبية الواقع مثلا أعلى للحياة الخيالية.
ولأن حميدا ـ كما يوضح المؤلف ـ لم يكن شاعرا بسيطا وثبوتي النوازع الداخلية غدت حتى ملامح الرومانسية التي بدت في بعض نصوصه التي تعاملت مع (غابة الرماد) ملامح تنحو مناحي ثورية تشرق بالأمل والتفاؤل.
ويستذكر المؤلف ما قاله الناقد ماجد صالح السامرائي “إن حميدا في معظم ما كتب على امتداد مسيرته الشعرية التي تجاوزت نصف قرن يقع شعرا بين (التجربة – المعاناة) و(الرؤية بآفاق التطلع الرؤوي) وما يشتق لذلك من رموز أخذت شبها واقعيا بنفس أسطوري/المور بسكي في أزمته التاريخية”.
ويوضح المؤلف أنه اقترب من الدخول في فضاء الديوان الثاني (متأخر من القول) ودرت دورة كاملة مستمرة كتلك العجلة التي ابتكرها السومريون الأوائل للوصول إلى إحدى مرجعيات الدراسة ومرجعياتها (التراث الشخصي) لأن حميدا كما يشير إلى أنه لم يفعل عبر ما قدمه من تجاربه الشعرية المكتنزة بمرجعيات التراث التي أغنت هذه التجربة وساعدتها على الدوران كالعجلة السومرية.
ويخلص الباحث الدكتور عبد المطلب محمود إلى القول “إن حميدا لم يكن شاعرا بسيطا وثبوتي النوازع الداخلية، وإنما كان إنسانا مناضلا، وله من النوازع النفسية ما دام يشعر أكثر من غيره ثانيا بأبعاد ومعطيات الأحداث من موقعه شاعرا ومناضلا صلبا”.
المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى