احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / في الحدث: إلى متى يتصدر كورونا المشهد؟!

في الحدث: إلى متى يتصدر كورونا المشهد؟!

طارق أشقر

يصادف اليوم الثلاثاء الثامن والعشرون من يوليو احتفال منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي لالتهاب الكبد “الفيروسي”، وذلك بهدف زيادة الوعي بهذا المرض الذي يتسبب في مجموعة من المشاكل الصحية، بما فيها سرطان الكبد.
ولكن رغم أهمية التذكير بهذا المرض الفيروسي الذي تشير المنظمة الأممية إلى أن ثلاثمائة وخمسة وعشرين مليون شخص بمختلف أنحاء العالم مصابون به “ومتعايشون” معه، وأنه يسبب تسعمائة ألف حالة وفاة “سنوية”، وأن 42% فقط من أطفال العالم يحصلون على جرعة اللقاح المضاد لهذا الالتهاب الفيروسي، إلا أن الراهن الصحي وأيام التذكير بخطورة التهاب الكبد تتصدر مشهده جائحة كورونا “كوفيد 19″ .. متسائلين إلى متى ستظل جائحة كورونا متصدرة المشهد على وجه العموم؟!
ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية نفسها وصل عدد حالات الإصابة حول العالم بفيروس كورونا حتى أمس الاثنين إلى أكثر من عشرة ملايين ومئتين خمسة وعشرين ألف حالة إصابة بمرض “كوفيد 19″ الذي يسببه فيروس كورونا مع بلوغ عدد الوفيات إلى أكثر من خمسمائة وثلاثة آلاف حالة وفاة بسبب هذا الفيروس المستجد.
ورغم أن كورونا من حيث المجمل لم تصل أعداد الإصابة به إلى ربع عدد الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي البالغ ثلاثمائة خمسة وعشرين مليون شخص، إلا أن خطورة فيروس كورونا تكمن في أن عدد العشرة ملايين إصابة، وعدد الخمسمائة ألف حالة وفاة، الذي وصل إليه كان خلال فترة وجيزة لم تتعدَّ السبعة شهور فقط وذلك منذ ظهوره حتى الآن، وهو مؤشر يعرف معناه أهل المعادلات الحسابية، آملين أن لا تسهم لا مبالاة البشر في تسهيل وتسريع وصول عدد إصاباته ووفياته إلى الرقم الذي وصلت إليه إصابات ووفيات فيروس الكبد الفيروسي.
إن ما وصل إليه حال البشر مع التهاب الكبد الفيروسي على مستوى العالم، هو بلا شك مخيف وغير سار، خصوصا عندما ندرك أنه رغم نجاح البشرية في الوصول إلى اللقاح المضاد للسلالة “بي” من ضمن سلالات هذا الفيروس منذ عشرات السنين، ولكن المؤسف حقا وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية أن 42% فقط من أطفال العالم يحصلون على جرعة هذا اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي.
بنظر إلى ضعف نسبة “الأطفال” الذين تمكنوا من الحصول على جرعة اللقاح المضاد لالتهاب الكبد المتوافر منذ عشرات السنين، وإلى عدد الوفيات بسبب هذا الفيروس التي تصل إلى تسعمائة ألف حالة سنويا رغم نجاح التوصل إلى اللقاح المضاد قبل عشرات السنين، ستصبح الصورة مخيفة لنا بشكل أكبر في حال أسقطناها على حالة معاناة البشرية اليوم مع فيروس كورونا الذي ما زالت المعامل ومراكز البحوث وشركات الدواء تواصل جهودها لتوفير اللقاح المضاد لهذا الفيروس، حيث تزداد المخاوف بأن لا يصل العالم في حصوله على مصل الكورونا حتى بنسبة حصوله على مصل التهاب الكبد وهي نسبة 42% رغم ضعفها… وهنا تكون الكارثة والفاجعة لفقراء دول العالم الثالث.
وعليه، تظل الحاجة إلى وقفة حقيقية وبكل شفافية من جميع دول العالم غنيها وفقيرها بأن تعيد النظر في أولوياتها البحثية والتنموية عبر إيلاء الأهمية القصوى للتنمية من بوابة تعزيز صحة الإنسان قبل تنمية أي جانب آخر من جوانب حياته، وذلك برصد الميزانيات اللازمة لتوفير لقاحات الأمراض الفيروسية، جنبا إلى جنب تعضيد التعاون الدولي مع منظمة الصحة العالمية، حتى يتمكن الجميع من التغلب على جميع الأمراض الفيروسية بما فيها فيروس الكبد الوبائي الذي يصادف اليوم الثلاثاء اليوم العالمي له، وفيروس كورونا الذي ما زال مسيطرا على المشهد حاجبا الأضواء عن غيره من الأمراض الفيروسية الأخرى حتى في يومها العالمي…. والله المستعان.
المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى