طاقة ـ من أمين المعشني:
احتفل مساء أمس بإفتتاح مهرجان طاقة 2017م الذي يستمر لغاية 16 من شهر إبريل الجاري بدأ الحفل الذي رعاه معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والشيوخ وأعيان محافظة ظفار بالسلام السلطاني ومن ثم تقديم أوبريت اشتمل على ثماني لوحات ،اللوحة الأولى بعنوان( صوت المقود) وهي من كلمات وغناء الشاعر سعد رجب المغني وألحان من التراث وصوت المقود هو فن زراعي يمارس في البيئة الحضرية وهو عبارة عن جلب الماء من البئر عن طريق الحبال والأدوات القديمة مثل جلود البقر أو الإبل وأثناء نقل الماء من البئر يتم ترديد بعض الأغاني التي تكسر الملل والتعب وعادة الرجال هم الذين يقومون بعملية سحب الماء ومن ثم حلت الإبل بدلا من الرجال في سحب الماء.
أما اللوحة الثانية فهي بعنوان (دق السبول) من كلمات وألحان الشاعرالمرحوم: سالمين بن عوض الغزال وغناء: إلهام فايل وزهية فاي ، حيث أن هذا الفن هو فن زراعي يتم فيه دق السبول أي سنابل الذرة بعد قطفها من المحصول الزراعي حيث تقوم النساء باستخلاص الحبوب من السنابل وتتم هذه العملية مع ترديد النساء لبعض الأغاني وهو فن تقوم به النساء.
بعد ذلك قدمت اللوحة الثالثة التي هي بعنوان (دق المناحز) وهو فن خاص بالرجال يتم فيه طحن الحبوب بعد استخلاصها من السنابل ويتم ترديد بعض أغاني الهمة والعزيمة وهذه اللوحة من كلمات وألحان رضوان المغني وغناء المجموعة.
أما اللوحة الرابعة فقد كانت حول( فن الشرح) وهو فن رجالي مكون من ثلاثة مقاطع ، المقطع الأول مقطع بطيء في الإيقاع والأداء الحركي ويسمى بالقصبة بعدها يأتي المقطع الثاني وهو مقطع سريع الإيقاع والأداء الحركي وهذا المقطع يشارك فيه الرجال فقط.
ثم يأتي المقطع الثالث وهو مقطع قريب من المقطع الثاني من حيث سرعة الإيقاع والأداء الحركي ويسمى هذا المقطع بالهوج أو الوقيع وتشارك فيه النساء ، حيث إن كلمات (صوت القصبة والشرح السريع) للشاعر سعد بن رجب المغني والحان رضوان المغني و(صوت الوقيع) من كلمات وألحان الشاعر المرحوم : نصيب فرحان بوسلاسل والغناء جماعي.
وكانت اللوحة الخامسة عن (فن الوشاعة) وهو فن بحري خاص برجال البحر وهذا الفن يؤدى أثناء صناعة شباك الصيد وأصابتها بعض الأضرار التي تسببها بعض الأسماك ويرددون أثناء هذه العملية بعض الكلمات التي ترفع الهمة والعزيمة وهذه اللوحة من أداء الفنان سعد المغني ورضوان المغني وألحان من التراث.
وتواصلت لوحات الأوبريت حيث جسدت اللوحة السادسة (فن الهمة) وهو فن مشترك بين البيئتين الزراعية والبحرية وهو يتكون من مقطع يتم ترديده بين مجموعتين من الرجال، وكلمات ولحن هذه اللوحة من التراث وأداء المجموعة.
وقد اشتملت اللوحة ما قبل الأخيرة على (فن صوت الركاب) وهو من الفنون المشهورة في الخط الساحلي في محافظة ظفار وهو فن بحري وسمي بفن الركاب نظرا لوجود الإبل التي تقوم بنقل الأسماك ( السردين ) بعد عملية الصيد البحري من الشاطىء إلى المكان المخصص لتجفيف الأسماك ، ويأتون البحارة وهم مبتهجين على ظهور الإبل مرددين كلمات جميلة تسمى بفن الركاب ويتوجهون إلى صاحب العمل الذي بدوره يقوم بتوفير وجبة العشاء والتي عادة تكون عصيدة أو تمرا واللوحة من كلمات وألحان الشاعر المرحوم رجب بن فرج الله المغني وأداء المجموعة.
أما اللوحة الختامية فقد كانت مسك ختام لوحات الأوبريت وهي لوحة( فن الزنوج) وهو فن جماعي مشهور في الولايات الساحلية لمحافظة ظفار وهو فن مكون من ثلاث مجموعات الأولى مجموعة العدة والمجموعة الثانية مجموعة الراقصين والراقصات والمجموعة الثالثة مجموعة المفوضين، حيث أن الصوت الأول من كلمات رضوان المغني واللحن تراثي ، والصوت الثاني والثالث كلمات وألحان تراثية جدير بالذكر أن الأوبريت هو من إخراج الفنان رجب بن خميس سعد مشرف عام المهرجان 2017م والتوزيع الموسيقي طلال بشير والمكساج رضوان المغني وطلال بشير وتسجيل استوديو:مجدي شعبان.
عقب انتهاء حفل الأوبريت قام سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان طاقة 2017م بتقديم هدية تذكارية لراعي المناسبة ، بعد ذلك قام معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار راعي الحفل الحضور بالتجوال في أركان المهرجان.
وقد أشاد معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار بأنشطة وفعاليات مهرجان طاقة 2017م في تصريح لـ(الوطن) قال فيه : مهرجان طاقة كعادته متميز دائما بكل ما يحتضنه من فعاليات رياضية وشبابية متنوعة وبرامج وأنشطة دينية واجتماعية إضافة إلى العروض المسرحية والأنشطة الترفيهية الأخرى التي يحتضنها المهرجان.
وأعرب معاليه عن سروره لرعايته حفل افتتاح مهرجان طاقة في نسخته الخامسة والذي كان أكثر من رائع حيث إن الأوبريت تضمن العديد من اللوحات الجميلة التي تعبر عن الفنون الثراثية الأصيلة التي تشتهر بها ولاية طاقة ومحافظة ظفار بشكل عام مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالحرف التقليدية القديمة من أجل المحافظة على موروثنا الأصيل فمن لا ماضي له.. لا حاضر له.
وأشار معاليه إلى أن الولاية تنتعش اقتصاديا خلال فترة المهرجان من حيث توفير فرص العمل للشباب بالإضافة إلى إثراء المجتمع ثقافيا من خلال الأنشطة الثقافية التي تنظمها إدارة المهرجان وقال سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان طاقة 2017م اشتمل الأوبريت على عدد من اللوحات الغنائية التراثية التي شارك بها طلبة المدارس وفرق الفنون الشعبية بولاية طاقة وقد نال استحسان الحضور ونأمل التوفيق لجميع الفعاليات والأنشطة التي ستقام خلال عشرة أيام من فترة المهرجان.
وأضاف : يتميز مهرجان طاقة دائما بموقعه الجميل وهو الفرضة على الشارع البحري ويهدف إلى إحياء التراث والعادات والتقاليد العمانية الأصيلة ويتضمن مناشط وفعاليات تراثية وثقافية واجتماعية ورياضية.
وقال سعادة علي بن أحمد المعشني عضو مجلس الشورى ممثل ولاية طاقة : يأتي افتتاح مهرجان هذا العام بحلة جديدة وفعاليات متنوعة مستمدة من الموروث العريق لهذه الولاية بشكل خاص والمحافظة بوجه عام ، ويتم التخطيط لهذا المهرجان ليتجه اتجاهاً تصاعدياً في مختلف المجالات وأن يبرز المواهب الشبابية والمخزون الثقافي لأبناء هذه الولاية والأخذ بأيدي القائمين على المهن والحرف التراثية والفنون الشعبية التي تعكس الموروث الشعبي وأن ينتقل من المراحل التقليدية إلى مرحلة المساهمة الفاعلة في تنمية وتحريك الحركة الاقتصادية الذي يعود بالفائدة على الجميع.
المصدر: اخبار جريدة الوطن
