احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / زوايا خفية : لماذا مشاعر الكراهية تتغلب على البعض؟

زوايا خفية : لماذا مشاعر الكراهية تتغلب على البعض؟

نصادف في حياتنا بعض الأشخاص من يتسمون بمشاعر انسحابيه بها نوع من الاشمئزاز والغرابة في التعامل مع المحيطين بهم…
وهذه المشاعر عبارة عن نفور أو عدم تعاطف مع شخص ما، أو ظاهرة معينة…
لدرجة إن صاحب هذه النفسية يميل إلى الانعزال بالإضافة إلى النظرة السلبية دوما.
إن الكراهية ليست مقتصرة على كراهية شخص لشخص آخر، بل قد تكون أيضا كره لنمط معين في الحياة، أو ظاهرة معينة.
وصفة الكراهية (البغضاء)..
صفة سلبية إن لم يتم معالجتها يصبح صاحب هذه النفسية مريض بالبغض والكره لما تتولد منها داخل الذات صراعات داخلية وأفكار معقدة ومركبة غير مترابطة ومتضاربة مما قد تؤثر على طبيعة ملامح الفرد ولغة الجسد لديه.
إن مشاعر الكراهية هي مصدر تدميري للذات الإنسانية ولذات المحيطين بها…
وتصل كما ذكرت سابقا إن لم يتم تداركها إلى حالة مرضية بغيضة ومنفرة.
لها العديد من البوادر منها عدم حب الخير للآخرين، وعدم تقبل أي تغيير جديد يطرأ على نمط الحياة الاجتماعية والعملية.
وإن لم يتم تداركها ستتحول مشاعر الكراهية إلى الغيرة من الآخرين والحسد والحقد والكذب والقسوة والأنانية فعندما تتطور هذه الصفة البغيضة لهذه الأحاسيس المتراكمة هنا نصف هذه الحالة أنها مرضية بحتة ولابد من علاجها وتغيير مسار هذا النمط من المشاعر لسمة الحب والاعتدال.
إسلاميا هي من الأخلاق الذميمة الغير محبذة على الاطلاق ومتنافية مع الخلقيات والقيم الإسلامية.
الكراهية ليست سوى شعور بغيض يهلك من طاقة الشخص أكثر من أي شعور آخر مؤقت حيث إن الاشمئزاز أو الغضب مشاعر مؤقتة ولحظية بينما الكراهية إن لم يتم تداركها وحلها فهي شعور مستمر يتعب الأعصاب، وتصبح حالة مرضية مدمرة لتلك الذات، حيث إن لها العديد من الآثار السلبية في محيط العلاقات الإنسانية والصحة الجسدية والذهنية.
ومن أبرز علامات الكراهية الحسد والغيرة والتحقير من الطرف الآخر ومن مسبباتها التنشئة الاجتماعية أو تجربة سلبية سابقة أثرت تأثير مرضي على صاحب هذا النمط من المشاعر.
ومن أهم الأعراض الظاهرة على هذه العواطف المتغلبة على البعض لغة الجسد من حيث حركات اليد وملامح الوجه ونبرة الصوت.
ولكن لماذا أحاسيس الكره تتغلب على البعض؟ فهناك أراء في علم النفس تقول قد تكون الخوف من الآخرين والتعامل معهم والخوف من الذات الإنسانية من حيث الخوف من خوض التجربة أو التعامل مع الطرف الآخر أو الظاهرة المحيطة به….
وكذلك انحرام التعاطف الذاتي في المواقف مع الشخص نفسه ومع الآخرين من خلال التهجم على الآخرين بالنقد السلبي للتقليل من شأن المحيطين به.
فكيف يتم معالجة مشاعر الكراهية وكيف يتم التخلص منها؟ كما أسلفت إن الكراهية عبارة عن القالب المفضوح من الملامح والتصرفات والتقليل من شأن الآخرين والتقليل من شأن الذات الإنسانية.
وتتحول هذه المشاعر إلى الغضب، والعداوة، العنف…..
إن التعامل مع أحاسيس الكراهية أمرا شاقا جدا ومن أصعب ما قد يمر عليه الإنسان ولأنها مشاعر متولدة قد تمر على أي شخص فينا، ولا يخفى علينا إن مشاعر البغض تحول حياة الشخص فينا إلى دمار وتقلبات في المزاج بسبب المشاعر السلبية المتراكمة على الذات، إضافة إلى عدم الراحة والرضى والقناعة بما قسمه الله لنا…
فهي سمة سلبية متنافية مع الأخلاقيات الإسلامية.
لذلك من الحلول التي تتبع في مثل هذه الأحاسيس تقبل التغييرات التي قد تطرأ على الحياة الاجتماعية والعملية والاقتصادية المحاطة بنا، كذلك مواجهة الذات لنفسها للتغلب والانتصار على هذه المشاعر السلبية البغيضة، وإن كانت الكراهية من شخص لآخر فالمواجهة والحوار بالسلم مع تدخل شخص محايد وعادل لإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف.
فمن هنا يصل الإنسان إلى حل متوازن يتناسب مع الأخلاق والقيم الإسلامية، والأخذ بالقدوة الحسنة من الشخصيات الإسلامية أو التاريخية أو شخصية قريبة على المحيط الاجتماعي استطاعت أن تكون علاقات إنسانية واجتماعية ناجحة بحب وذكاء.
إن تقبل تغييرات وتقلبات الحياة وحب الذات واحترامها والقناعة والرضى والتوازن تبعد كمثل هذه الأحاسيس المريضة ويعم السلام مع الذات والتسامح مع الآخرين.

رفيف عبدالله الطائي
rafif.altaie@gmail.com


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى