احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : عندما تدعم المسؤولية الاجتماعية ريادة الأعمال

رأي الوطن : عندما تدعم المسؤولية الاجتماعية ريادة الأعمال

تشكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة جوهر العملية التنموية لأي قطاع من القطاعات، فالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعد أحد مفاتيح استدامة النمو، لما تملكه من مقومات في عملية التوظيف، وخفض الاستيراد، وإضافة قيمة مضافة للمنتج الوطني، لكن يظل التدريب أحد أبرز التحديات التي تواجه تلك المؤسسات، فهي تحتاج لإدارة فنية تعرف الكثير عن المنتج الذي تتصدى لإنتاجه، لهذا تسعى السلطنة دومًا ـ ممثلة في العديد من الجهات والهيئات الحكومية ـ إلى العمل كحواضن لتلك المؤسسات، ومدها بكل الدعم والمساندة اللازمة لمساعدتها على القيام بدورها الاقتصادي المنشود.
وحرصًا على تمكين تلك المؤسسات، فقد بدأت العديد من مؤسسات قطاع الخاص والشركات الكبرى في المبادرة على إعداد جيل واعد من رواد الأعمال، وذلك من باب المسؤولية الاجتماعية لتلك المؤسسات. ولعل هذا من أفضل النواحي التي يتم فيها الدعم المجتمعي، فتدريب الأيدي العاملة على الحرف اليدوية التي تشكل مفتاحًا لطرق باب ريادة الأعمال، بعد التأهيل والتدريب اللازم، يعد أكثر فاعلية؛ فالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الخاصة يجب أن تتجه دومًا إلى هذا الدور الواعد، الذي يعد أكثر من مساهمة اجتماعية، فهذ يتعدى الدور الاجتماعي، لتقديم خدمات جليلة تسهم في نمو مستدام للاقتصاد الوطني.
إن هذا الدور الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسات القطاع الخاص يتماهى مع الدعوات التي تطالب بفتح أبواب التمويل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من أموال الزكاة أو أموال الأوقاف، لما يسهم في تدوير رأس الأعمال بشكل أكثر نجاعة اقتصادية، ويفتح للأسر المعوزة أبواب رزق مستدامة، تفتح الأبواب لمشاريع واعدة اقتصادية، وأبواب رزق للمزيد من الأسر المعوزة.
وتعد شركة تنمية نفط عمان نموذجًا لهذا الدور الاجتماعي، حيث احتفلت الشركة أمس بإكمال ٢٠ مواطنة بنجاح برنامجًا تدريبيًّا مهنيًّا بتمويل من الشركة لتصميم وصناعة الحقائب للأطفال والبالغين، حيث ستتمكن هؤلاء المواطنات من بيع المنتجات بما في ذلك حقائب الظهر والكتف، فضلًا عن نقل معارفهن للأخريات في مجتمعاتهن، وأصبح بإمكان هؤلاء المواطنات الآن صنع مجموعة متنوعة من الحقائب التي يستخدمها طلبة المدارس أو الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة مثل تسلق الجبال والتسوق والذهاب إلى الصالة الرياضية.
ولعل هذه البادرة ليست بالجديدة، فهي تأتي في إطار برنامج “بنات عمان” الذي تتبناه الشركة في إطار المسؤولية الاجتماعية والذي وفر حتى الآن التدريب المهني للمئات من النساء من ذوات الدخل المحدود في مجالات مثل الخياطة والتطريز وتصنيع منتجات الألبان وصياغة المجوهرات.
وفي هذا الصدد، مما أهلهن إلى الخروج من البرنامج وفتح وإنشاء مشاريع خاصة بهن أو العمل معًا لصنع منتجاتهن وبيعها، ما سيساعد في
إمداد السوق بمنتجات مصنوعة في السلطنة، ويفتح موارد رزق جديدة للباحثين عن عمل، وإيجاد فرص عمل مستدامة لهن في مختلف أرجاء السلطنة.
إن تنفيذ مثل تلك المبادرات التي تراعي العادات والتقاليد العمانية، وتفتح للمرأة أبواب العمل في بيتها، وإتاحة الفرصة لهؤلاء النساء لتطوير مهاراتهن، خاصة أنها تتجه إلى دعم الأسر من ذوي الدخل المحدود، وتساعدهن ليعتمدن على أنفسهن دائمًا، وهو نوع من التكافل البناء الذي يطور من فكرة ريادة المسؤولية الاجتماعية، فقديمًا قالوا “لا تعطيني سمكة يوميًّا، لكن علمني كيف أصطاد”.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى