مديحة الشيبانية: استعراض المبادرات الجيدة والممارسات الناجحة لمواجهة التحديات التي تقف دون تحقيق أهداف التعليم للجميع.
-كيان تانغ: يجب أن يكون التعليم هدفاً بحد ذاته في جدول أعمال التنمية الدولية للفترة مابعد 2015.
– افتتاح معرض مصاحب يضم العديد من الإصدارات والمنشورات الخاصة بالتعليم.
– ناقشت الدول المشاركة أهم التحديات والحلول باتجاه تحقيق أهداف مبادرة التعليم للجميع.
– إقرار البيان الختامي لبلورة أهداف التعليم في مرحلة ما بعد عام 2015 في ختام جلسات الاجتماع اليوم.
تغطية: الفريق الإعلامي الخاص بالاجتماع تصوير: إبراهيم القاسمي وخلفان الجلنداني
يفتتح صباح اليوم تحت رعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد ممثل جلالة السلطان الاجتماع العالمي للتعليم للجميع (GEM)، وذلك بقاعة عُمان بفندق قصر البستان، وبحضور عدد من أصحاب السمو ومعالي رئيس مجلس الدولة، وسعادة الشيخ رئيس مجلس الشورى وعدد من أصحاب المعالي الوزراء، ، وأصحاب السعادة الوكلاء، وأعضاء لجنة التربية والتعليم بمجلسي الدولة والشورى، وعدد من مديري عموم المديريات بديوان عام الوزارة والمحافظات التعليمية، ورؤساء البعثات الدبلوماسية للدول المشاركة، ومديري مكاتب اليونسكو الإقليمية، وعدد من مديري عموم الجهات الحكومية ذات العلاقة.
وسيفتتح راعي المناسبة المعرض المصاحب الذي يضم العديد من الإصدارات والمنشورات الخاصة بالتعليم؛ منها منشورات اليونسكو وإصداراتها المتعلقة بالتعليم للجميع، إضافة إلى إصدارات المعاهد والمكاتب الإقليمية لليونسكو، كما يتضمن المعرض ركنا خاصا بالسلطنة، يُعرض فيه العديد من الإصدارات المتعلقة بالتربية والتعليم، بجانب الإصدارات التي تُعرف بالسلطنة سياحياً وثقافياً وتنمويا منها إصدارات وزارة التربية والتعليم، ووزارة القوى العاملة، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الصحة، ووزارة الإعلام، ووزارة السياحة، إضافة إلى إصدارات مكتب معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، واللجنة الوطنية للشباب، وهيئة ترويج الإستثمار.
برنامج اليوم الثالث
ويتضمن برنامج الإجتماع في يومه الثالث استكمالاً لجلسات اجتماع الوزراء/ القادة، ويضم الوزراء، ونواب الوزراء، ورؤساء الجهات الرئيسية الأخرى المعنية بالتعليم للجميع، حيث سيتم في الجلسة الثالثة الحديث عن التعليم ما بعد عام 2015م، وتترأس هذه الجلسة كل من معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، ومعالي أيرينا بوكوفا، وتتضمن الجلسة مناقشة الهدف الرئيسي للإجتماع، وهو تحليل التقدم المحرز في تحقيق الأهداف الستة التي أقرها العالم في المنتدى التربوي الذي عقد في داكار عام 2000م، ضمن مبادرة أطلق عليها “مبادرة التعليم للجميع”، وتم الاتفاق حينها على بذل كل الجهود والمساعي؛ لتحقيق هذه الأهداف بحلول عام 2015م، ومناقشة جدول أعمال التعليم في مرحلة ما بعد عام 2015م، ومخطط إطار العمل الذي سيُعتمد في المنتدى العالمي للتربية في عام 2015م وعناصره؛ فضلاً عن تحديد موضع جدول أعمال التعليم وشكله ونطاقه في إطار خطة التنمية العالمية لما بعد عام 2015م، وعرض الإقتراح المشترك للجنة التوجيهية للتعليم للجميع في التعليم ما بعد عام 2015، وإقرار البيان الختامي الخاص بهذا الإجتماع ومناقشته في الجلستين الرابعة والخامسة، حيث من المؤمل الخروج ببيان لبلورة الأفكار والرؤى حول أهداف التعليم في مرحلة ما بعد عام 2015 وأولوياته وغاياته، ووضع خريطة طريق وخطة عمل مفصلتين تمهيدا للمنتدى العالمي للتربية في كوريا عام 2015 ، مع توضيح عملية إعداد جدول الأعمال المقبل للتعليم وإطار العمل الخاص به، والاتفاق على استراتيجية تهدف إلى ضمان إدراج التعليم في صميم خطة التنمية لما بعد عام 2015، وتعزيز قاعدة المعارف بشأن التعليم للجميع
برنامج اليوم الثاني
من جانب آخر، تم صباح الأمس استكمال اجتماع كبار المسؤولين برئاسة دانكرت فيديلير رئيس اللجنة التوجيهية للتعليم للجميع، حيث استكملت الجلسة الثالثة والتي بدأ فيها كيان تانج مساعد المديرة العامة للتربية باليونسكو بتقديم ملخص ما دار من مناقشات في اليوم الأول، حيث قال: تعد عملية المناقشات التي قمنا بها والتي سنقوم بها عملية تشاورية والتي جرت بين اليونسكو والوكالات والمنظمات في الأمم المتحدة، كما أن تقرير الرصد العالمي قد أعان على توضيح التقدم المحرز لأهداف التعليم للجميع ، والذي عني بالمسائل المتعلقة بالتمويل وكل ما تم إجراؤه على الصعيد الأقليمي والنجاحات والانجازات التي تحققت وما ينبغي أن تتحقق لما بعد عام 2015، وماهية الأجندة التي يجب وضعها للدول النامية والتدابير اللازمة لذلك ، وكيف يمكن قياس تلك الإنجازات ــ لاسيما لدى المعلمين ــ، كما تم مناقشة مسألة الإنصاف في التعليم وعملية الدمج ، وكيفية تحقيق النجاح في هذه العملية.
كما قدم كيان تانج عدداً من التوضيحات حول الوثيقة المتعلقة بالتعليم لمابعد عام 2015،قائلا: إن الهدف الجوهري لهذه الوثيقة تقديم التعليم للجميع وإدراجه في جدول أعمال التعليم مابعد 2015، أما بقية الأهداف الخمسة فمنها هدفان متعلقان بالمدرسين والتمويل وهي تتعلق بمدخلات التعليم، لذلك يجب التأكد من من إحرازهما بالشكل الجيد، وضع المؤشرات لقياسهما،وأخرى تتعلق بالنتائج كالأهداف المتعلقة بالطفولة المبكرة والتعليم الابتدائي ومحو الأمية وتعليم الكبار.
وأكد تانج على ضرورة مشاركة الجميع في وضع المقترحات والرؤى لمناقشتها في المنتدى الدولي الذي سيعقد في كوريا عام 2015 وتطويرها في السنوات القادمة، وإحالة هذه الوثيقة إلى الدول الأعضاء ومنظمة الأمم المتحدة للمشاركة فيها والاستناد إليها في المراحل القادمة، وتطوير هذه الوثيقة واتخاذ النسب المئوية والمعايير في تطبيق الأهداف الستة ووضع إطار عمل لترجمة هذه الأهداف وربطها بالأهداف الوطنية مع ضرورة بذل قصارى جهدنا ومن خلال تعاونكم معنا للنهوض بالتعليم .
مناقشات ومقترحات
بعدها تمت مناقشة الهدف الرئيسي للتعليم لما بعد عام 2015تقديم العديد من الأهداف المقترحة من قبل الدول المشاركة في الاجتماع، ومن بين هذه المقترحات: ضرورة التركيز على تعليم الكبار ومحو أميتهم ،لأنه يشكل أهمية بالغة لاسيما في الدول التي لم تحرز تقدما فيه ،كما ان الجهل في القراءة يكلف العالم مليارات الدولارات لذا وجب الاهتمام بهذا الهدف بجانب أن أغلب العاملين اليوم في القطاعات غير النظامية هم من الفقراء الأميين لذا وجب التركيز على هذه الفئة من جانب التعليم والتدريب المهني والتقني، مع ضرورة الاهتمام بتعليم النساء لاسيما في البلدان الفقيرة، كما ركزت الأهداف الستة على الاهتمام بالطفولة المبكرة، وتوفير تعليم إبتدائياً مجانياً وإلزامياً أيضاً، وضرورة الاهتمام بمهارات القراءة والكتابة والحساب في مرحلة التعليم الابتدائي ووضع يرامج منوعة لتقييم القراءة في هذه الصفوف، مع التركيز على نتائج التعليم الابتدائي وتقييم كفاءات الطلبة في هذه المرحلة وعلى الدول أن تولي اهتمامها بتجويد التعليم باعتباره ركيزة اساسية لتقدمها، مع الاهتمام بالإنماء المهني بالمعلم، وتفعيل دور القطاع الخاص في تنمية ودعم التعليم بجانب إدراج أهداف التمويل.
أما في الجلسة الرابعة فتمت مناقشة مشروع البيان الختامي والملاحظات الختامية، التي ستعلن مساء اليوم في ختام أعمال الإجتماع.
الإجتماع الوزاري
وفي الفترة المسائية ترأست معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم جلسات الاجتماع الوزاري/ القادة، واستهلت معاليها الجلسة الأولى التي كانت بعنوان الدفعة الكبرى لعام 2015 بكلمة ترحيبية بأصحاب المعالي الوزراء المشاركين في أعمال الاجتماع، رحبت فيها بضيوف السلطنة، متقدمة بجزيل الشكر للمشاركين في فعاليات الاجتماع العالمي للتعليم للجميع، وصرحت معالي الوزيرة بأن هذا الاجتماع يعد الأخير الذي يضم الشركاء كافة في مبادرة التعليم للجميع قبل انعقاد المنتدى العالمي للتربية في كوريا في العام المقبل 2015 ، وهو تاريخ انتهاء المهلة المحددة لتحقيق أهداف داكار، وأكدت معاليها على الدول المشاركة أن لايدخروا جهداً في تقديم ما لديهم من أفكار ورؤى لإثراء هذا اللقاء العالمي والخروج بنتائج وتوصيات مهمة،
وحول اهمية هذا الإجتماع قالت معاليها: يشكل هذا الاجتماع فرصة حقيقية لتبادل المعارف والتجارب بصورة أكثر تفاعلية، واستعراض الالتزامات التي اتفق عليها خلال الاجتماع العالمي للتعليم للجميع، المنعقد في مقر اليونسكو في باريس خلال شهر نوفمبر من عام 2012 ، ومناقشة السياسات والنهوج ومقارنتها، والاتفاق على استراتيجيات وإجراءات مشتركة لمواجهة التحديات التي ربما ستعترض التعليم في السنوات القادمة، وتكمن في إجراء استعراض هادف للتقدّم المنجز على صعيد تحقيق أهداف التعليم للجميع الستة استنادا إلى التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع للفترة 2013-2014 وغيرها من الوثائق التي تم استعراضها خلال اجتماع كبار المسؤولين والذي اختتم أعماله قبل قليل، ولا سيما النتائج الأولية للاستعراضات القطرية للتعليم للجميع بحلول عام 2015 ؛ بهدف تحديد التحديات التي تعيق إحراز التقدم في هذا المجال، إلى جانب استعراض المبادرات الجيدة والممارسات الناجحة في سبيل تخطي كل العقبات والعراقيل التي تقف عائقاً أمام تحقق الأهداف المنشودة .
واختتمت معالي الوزيرة كلمتها بقولها: جاء عنوان هذه الجلسة (الدفعة الكبرى نحو 2015) ليحدد ملامح العمل المرتكزة على المناقشات التي يقدمها كل من كيان تانغ، وبولين روز، لنتمكن جميعاً من الخروج برؤى مشتركة ومقترحات بناءة تسهم في تحقيق الأهداف المبتغاة.
مقترح التعليم ما بعد 2015
كما قدم كيان تانغ المدير العام المساعد للتربية باليونسكو مقدمة توضيحية حول برنامج الاجتماع، أستهل كلمته بالترحيب بوزراء الدول المشاركة، وعبرعن امتنانه لمعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية لإلتزامها الشخصي في إنجاح هذا الإجتماع، ولحكومة سلطنة عمان على حسن الضيافة، ثم تحدث عن أهداف الإجتماع العالمي للتعليم للجميع 2014 وما تم مناقشته في إجتماع كبار المسؤلين خلال اليومين الماضيين، التي شملت على الحصول على فهم حول وضعنا الحالي حول تحقيق هدف التعليم للجميع في المدة المتبقية وهي من أقل من عام للوصول لهذا الهدف، ولمناقشة جدول أعمال التعليم للفترة ما بعد 2015.
ثم تحدث عن وضع التعليم للجميع ، فقد نوقش بالأمس تقريرالرصد العالمي للتعليم للجميع حول النتائج الأخيرة، إلى جانب تقارير الأقاليم الخمسة التي كانت حول التقدم الذي أحرزته في التعليم للجميع والمبادرات التي قامت بها لتسريع العمل في تحقيق الأهداف، وأقرت كل التقارير بحقيقة جوهرية بأنه في الوقت الذي تم فيه إحراز تقدم كبير، إلا أنه لا تزال هناك أعمالٌ لم يتم إنجازها مما ينبغي معالجتها بعد عام 2015،وبالأخص ما يتعلق بالمساواة، وكما تمت الإشارة إلى قضايا الموارد المالية والبشرية غير الكافية منخفضة النوعية كعائق رئيسي، وفي نفس الوقت تم تحديد الدوافع للنجاح، واستعراض لأفضل الممارسات ومناقشة الخبرات المحلية والدولية حول مواضيع المساواة والدمج وجودة التعليم والمهارات للحياة والعمل.
وأضاف تانج: هدفنا الثاني هو مناقشة جدول أعمال التعليم مابعد 2015 والذي سيتم تبنيه في منتدى التعليم العالمي 2015 في جمهورية كوريا كجزء لا يتجزأ من جدول أعمال التنميه الدولية للفترة مابعد 2015، فقد ناقشت اللجنة التوجيهية للتعليم للجميع الرؤية المقترحة ومحتوى جدول أعمال التعليم مابعد 2015 الذي يعتمد على ورقة اليونسكو عن وضع التعليم لما بعد 2015 ،وتم إعداد مقترح مشترك حول التعليم مابعد 2015 والذي تناولته الورقة الإطارية كمدخل مهم لهذا الإجتماع، وذكر الإقتراح المشترك للجنة التوجيهية بأن يكون التعليم هدفاً بحد ذاته في جدول أعمال التنمية الدولية للفترة مابعد 2015 ، وأن يؤطر بهدف شامل مع أهداف عالمية قابلة للقياس والمؤشرات المتعلقة بها.
وأكد تانج على ضرورة أن يزود هذا العمل الدول الأعضاء بالعناصر المطلوبة للتفاوض في جدول أعمال التنمية الدولية في نيويورك. ويتوقع أن تشكل نتائج الإجتماع العالمي للتعليم أساسا لإطار العمل الذي سوف يُتبنى في منتدى التعليم العالمي في مايو 2015 في جمهورية كوريا، ومن منطلق هذه الرؤية فقد ناقش إجتماع كبار المسؤولين ورقة الوضع المشترك، وعلى وجه الخصوص الأهداف والغايات الشاملة للخروج بعدد من المقترحات حول كيفية تعزيز الأهداف المقترحة، وبالتالي التشديد على ضرورة التوصل إلى إتفاق حول الأهداف والغايات الشاملة لتيسير المفاوضات بين حكومات الدول الأعضاء. وفي الوقت ذاته يمكن تعديل هذه الغايات في الأشهر القادمة.
حق التعليم للجميع
وقدمت بعدها بولين روز المديرة السابقة للتقرير العالمي لرصد التعليم للجميع عرضاً بعنوان (أين نحن من أهداف التعليم للجميع)، استعرضت فيه أهداف التعليم للجميع الستة التي وافقت عليها 164 دولة في عام 2000 في داكار بالسنغال، وقدمت في تقرير تقييمًا سنويا للتقدم المحرز منذ أن وُضعت الأهداف، ويتطلع تقرير هذا العام إلى مناقشة القضايا الرئيسة التي ستقدم بعد العام 2015، وأضافت بأن تقرير هذا العام يناقش أزمة التعليم العالمية ودور المعلمين الحيوي في ضمان حصول جميع الأطفال على حق التعليم، ولمناقشة الدفعة الكبرى لعام 2015 وما بعده، حيث بحلول العام 2015 سيكون هناك العديد من الدول التي لن تكون قد حققت جميع أهداف التعلم، ولذلك يجب أن تتابع خطة أهداف التعليم ما بعد 2015 تقدم الدول المتخلفة في هذا المجال، وأشارت أن هناك أزمة عالمية في التعليم أكثر من يعاني منها الأطفال الأقل حظا في التعليم، حيث أشارالعرض إلى عدم تكافؤ فرص التعليم بين الجنسين التي من المحتمل أن تستمر حتى عام 2015. فما زال هناك 57 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة، وهذا يوحي أنه بحلول عام 2015 (الموعد النهائي لتحقيق الأهداف) سيكون هناك الملايين من الأطفال ممن لا يذهبون إلى المدرسة، علاوة على ذلك، هناك مشكلة أخرى تواجهنا وهي أن هناك أطفالا لا يتعلمون حتى الأساسيات.
كما ناقش العرض قلة جودة التعليم الذي ترك وراءه أعداداً كبيرة من الأميين من صغار السن، فهناك 175 مليون طفل في الدول منخفضة الدخل لا يعرفون القراءة، ففي الدول الأفريقية بجنوب الصحراء هناك 40% من الأطفال غير قادرين على القراءة، كما أن النساء هن الفئة الأكثر تضررا حيث يشكلن نسبة 61% من الشباب الأميين، وفي جنوب آسيا وغربها هناك أمرأتان من بين كل ثلاثة أشخاص لا يعرفن القراءة.
ونبهت بولين روز في ختام عرضها على أهمية التركيز على نشر التعليم في المناطق الريفية وخاصة للفتيات مع أهمية وجود معلمين ذوي جودة عالية، والحرص على أن تكثف الدول جهودها لتحقيق الأهداف الستة قبل نهاية عام 2015.
التحديات والحلول
ثم أدارت بعدها آن تيريز مديرة مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في أفريقيا نقاشا مفتوحا للتعليق على ما تم من حديث، حيث تم مناقشة الإجراءات التي اتخذتها الدول المشاركة في الإجتماع لتسريع التقدم بإتجاه تحقيق أهداف التعليم للجميع ،وتأثيراتها،وعرض التجارب التي قامت بها في مواجهة التحديات والدروس المستفادة،كما تم مناقشة الدور الذي يمكن أن يقوم به مختلف الشركاء(المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، والوكالات الثنائية والمتعددة، ومؤسسات القطاع الخاص) في دعم جهود الدول من أجل تسريع التقدم بإتجاه تحقيق أهداف التعليم للجميع،والتطرق لمناقشة الصعوبات التي واجهت الدول في الدفعة الكبرى نحو 2015 م، من حيث التمويل وبناء القدرات،ومدى تحقيق الأهداف الستة للتعليم،وكيفية معالجة الصعوبات في جدول أعمال التعليم للجميع لمرحلة ما بعد 2015،حيث قام الوزراء وممثلو الدول المشاركة باستعراض التحديات والحلول التي واجهتهم في مبادرة التعليم للجميع،واختتمت الجلسة بتعقيب آليس أولبرايت الرئيس التنفيذي في الشراكة العالمية للتعليم (GPE) حول النقاشات التي دارت وأشارت إلى أن الأحصائيات التي أشارت لها الدول تدل على جهود كبيرة بذلت من قبلها،وأكدت على أن هنالك تطورا ملحوظا في تحقيق بعض أهداف التعليم إلا أن هنالك تراجعا في بعض الأهداف كالتمويل على التعليم والذي أنخفص بمقدار 5% سنوياً خلال الخمس سنوات الماضية، بجانب تهميش بعض الفئات من الذكور والإناث وعدم وصول التعليم إليهم،وبالتالي هذا يستوجب الإستمرار في مضاعفة الجهود.
الجلسة الثانية
بينما ترأس الجلسة الثانية والتي جاءت بعنوان (مراجعة التعليم للجميع: دروس مستفادة) سعادة كيان تانغ مساعد المديرة العامة للتربية باليونسكو،وأدار المناقشات الدكتور حمد الهمامي مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية ،حيث تم مناقشة الوضع العام للتعليم اليوم عما كان عليه الحال في عام 2000م ، بالإضافة إلى الإنجازات الرئيسية في مبادرة التعليم للجميع والعوامل الأساسية التي كانت خلف تحقيق التجارب الناجحة،كما تم مناقشة التحديات الرئيسية التي تواجه التعليم في الوقت الحاضر في عدد من الدول،ومناقشة سمات وعناصر الإطار العام للتعليم للجميع والتي كانت ذات قيمة خاصة في دعم جهود التنمية الوطنية ومدى تأثيرها في إعداد جدول أعمال التعليم لمرحلة ما بعد 2015، كما قدمت بعدها كاميلا كروسو رئيسة الحملة العالمية للتعليم (GCE) ختام الجلسة.
أفكار ومعلومات
وحول أهمية الإجتماع الوزاري الذي عقد بالأمس، قال المكرم الدكتور سعود بن ناصر الريامي نائب رئيس لجنة التعليم بمجلس الدولة: إن لجنة التعليم في مجلس الدولة معنية بكل ما يحدث من تطور في مجال قطاع التعليم؛ ولذلك تم دعوتنا من قبل وزارة التربية والتعليم ممثلة في معالي الوزيرة لحضور هذا الاجتماع وتمثيل مجلس الدولة، وأضاف الريامي: نسعى من خلال هذا اللقاء إلى الوصول إلى مجموعة من الأفكار والمعلومات التي تم طرحها خلال اليومين الماضيين، كما أننا سنقدم مجموعة من الآراء والأفكار التي من الممكن أن يستفيد بها الاجتماع، وأشار الدكتور إلى أهمية أن يكون التعليم جيدا ويشترط من أجل ذلك أن تكون لدى صناع القرار رؤية واضحة، وأهداف محددة يسعون إلى الوصول إليها، كما أشار الدكتور إلى أهمية مراجعة المناهج، حيث جرت العادة أن تركز المناهج على المعارف وهذا الأمر ما عاد مجديا في المرحلة القادمة التي تحتاج إلى التركيز على المهارات والاتجاهات والقيم. وشدد الدكتور على أهمية أن تكون المناهج جاذبة للمستقبل الذي هو الطالب والمرسل الذي هو المعلم. كما شدد الدكتور على أهمية مراجعة البرامج التي تعد المعلمين الذين ينغي أن تكون لهم حوافز مادية ومعنوية، وهو شرط رقي بالمعلم كما يراه الدكتور، ويؤكد الدكتور على أهمية أن تكون البيئة المدرسية جاذبة للطالب وغير منفرة له، ويتحدث عن التجربة اليابانية يقول: المدرسة اليابانية جاذبة للطالب، وهذا ما شدني فيها، فالطالب حريص على أن يكون حاضرا في المدرسة على عكس بعض الطلبة في دول أخرى حيث بيئاتهم المدرسية تشجعهم على التمرد على المدرسة والهروب منها.
من أجل تحقيق المساواة
وقال الدكتور عبدالكريم محسن المصطفاوي المنسق الوطني للتعليم للجميع: في البداية نجد أنفسنا ملزمين بتقديم الشكر الجزيل إلى سلطنة عمان على حسن الاستقبال وحفاوة الضيافة والكرم العربي الأصيل، وعن مشاركة الوفد العراقي في المؤتمر قال المصطفاوي: نشارك الدول في تطوير التعليم، ونسعى أن نتعاون مع الدول العربية والدول الصديقة المشاركة في الاجتماع في بلورة رؤيا حول أهداف التعليم لما بعد 2015م، وأضاف: لذلك سنقدم مقترحا واحدا يختص بتحقيق الإنصاف والمساواة بين البلدان، ويمكن تحقيق هذا الطلب من خلال مقترح ترفعه اليونسكو إلى الأمم المتحدة تطلب فيه الأمم المتحدة من الحكومات الالتزام بالوثيقة التي ستخرج من هذا المؤتمر وعدم الاكتفاء بكونها وثيقة مرجعية، ومبررا أن اليونسكو لا تتدخل في صنع القرارات في البلدان ليس كافيا لترك الدول تعمل وفق أهواء معينة، فنحن نعتقد أن هذا الموقف الجريء هو القادر على أن يحقق أهداف التعليم للجميع.
الخطوة الأولى
ومن جهته قال محمد الفالح من الجمهورية الليبية: لمنظمة اليونسكو دور كبير في دق ناقوس الخطر فيما يختص بتعليم الأطفال، وما شابه من تشوهات خلال الفترة الماضية. ويتأمل الفالح من العالم أن ينظر إلى التعليم نظرة فاحصة، وخاصة تعليم الأطفال في سنواتهم الأولى نظرا لما لخصوصية هذه الفئة، يقول: ستكون هذه النظرة الخطوة الأولى في التغيير، وفي زيادة وعي الشعوب، وإدراكها لمعنى التعليم والتربية، يضاف إلى ذلك المساهمة في محو أمية كبار السن الذين فاتهم إكمال دراستهم. وأضاف الفالح: ستقف الجمهورية الليبية جنبا إلى جنب مع المنظمات ذات العلاقة مثل منظمتي اليونسكو واليونسيف، وستسعى أن تواكب البرامج التي تشرف عليها، وأن تكون عنصرا فاعلا وداعما ليكون التعليم حسب الأهداف المرسومة له.
جهود كبيرة
وحول مدى تحقيق الدول العربية للأهداف الستة، قال الدكتور عبدالسلام الجوفي مستشار بمكتب التربية العربي لدول الخليج :” المؤشرات الملموسة في مكتب التربية العربي لدول الخليج تؤكد على أن دول مجلس التعاون قطعت شوطا كبيرا في تحقيق الأهداف الستة الخاصة بالتعليم للجميع والملاحظ أيضا من خلال المؤشرات المتوفرة لدينا على أن دول المجلس بذلت جهود كبيرة سواء كانت فنية أو مالية أو جهودا في مجالات العمل المختلفة من أجل تحقيق أهداف التعليم للجميع، وأضاف أيضا :” سيقوم مكتب التربية العربي لدول الخليج في الأسبوع القادم بتنظيم إجتماع خاص في الشارقة بهدف التأكد من التقدم المحرز في مجال التعليم “. وحول متطلبات التعليم قال :” أهداف الألفية الإنمائية للتنمية وأهداف التعليم للجميع هي حاجات مجتمعية محلية قبل أن تكون قرارت دولية ، فالجميع بحاجة إلى جودة في التعليم ، وكفاءة المعلمين ، وهي ضرورات ملحة ، أما الإجتماعات الدولية فهي عامل محفز لنا ومساعد للمقارنة بما حققناه مع الآخرين”.
تبادل الخبرات
وقال الدكتور منصور العصيمي المستشار التعليمي في المندوبية الدائمة بالمملكة العربية السعودية لليونسكو بباريس، حضرنا هذا الاجتماع للاطلاع على عدد من الوثائق والتعرف على وجهات النظر وتبادل الخبرات في مجال التعليم ،حيث تم تقديم العديد من الأطروحات الجيدة والتي قمت بتسجيل عدد منها، كما قمت بالتواصل مع الدكتور حمد الهمامي الذي أعد تقريرا للمنطقة العربية حول ما تم تحقيقه من أهداف التعليم للجميع، والذي سأقوم بإدراجه في ورقة عمل سأقدمها للجنة التوجيهية وأخذ الرأي فيها من قبل أعضاء هذه اللجنة فدوري في اللجنة حلقة وصل بين الدول العربية وهذه اللجنة التوجيهية”.
شكر وتقدير
وقالت الدكتورة أمينة بنت عبيد الحجرية المديرة العامة المساعدة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسسكو)، حول ما تم تقديمه من مقترحات ومناقشات لأهداف التعليم لما بعد عام 2015: “بداية أتقدم بالشكر والتقدير للجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم على هذا الاشراف المميز لهذا الاجتماع والجهود المبذولة، حيث هدف هذا الاجتماع إلى تقييم الأهداف الستة التي اتفقت عليها الأمم المتحدة في اجتماع داكار2000،وأيضا التوجه والأهداف المستقبلية التي ستوضع في منتدى كوريا في عام 2015، الذي سيتم فيه توضيح كل ما تم الاتفاق عليه في الفترة المقبلة (2015ــ 2030)
بيت خبرة
وتابعت الحجرية حديثها: “وبما أننا من منظمة (الأيسسكو) فقد أولينا اهتماما خاصا لتحقيق أهداف داكار من خلال تحقيق المساواة بين الجنسين وتكثيف وتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة في هذا المجال، وتأهيل الأطر التي تعلم وتدرب الفتيات ، كما أولينا اهتماما خاصا بالفئات المهمشة والفئات ذات الاحتياجات الخاصة وأبناء اللاجئين والمهاجرين وضحايا العنف والنزاع المسلح، كما أولينا اهتماما أيضا بجميع برامج التربية، كما تضع المنظمة باعتبارها بيت خبرة رهن إشارة الدول الأعضاء السياسات الرامية إلى تطوير التعليم ما قبل المدرسي، والذي يعد هدفا من الأهداف التي يسعى التعليم للجميع تحقيقها”.
استضافة كريمة
من جهته قال عبد القادر محمد حسن الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو بالسودان : سعدنا بالمشاركة في هذا الاجتماع الأخير للاجتماع العالمي “للتعليم للجميع” ، وبالاستضافة الكريمة من قبل حكومة سلطنة عمان التي نظمت هذا الاجتماع ، كما نشكر أيضا منظمة اليونسكو على توجيه الدعوة لنا للمشاركة في هذا الاجتماع الذي يسبق اجتماعات التشاور حول أهداف التنمية العالمية، حيث جاء هذا الاجتماع في وقته لأنه أخذ بآراء الدول المشاركة حول الأهداف التي رسمت حول التعليم لما بعد 2015 ، ومراجعة ما تم في الاجتماع الأسبق في الكونغو، حيث جاءت مشاركتنا في هذا الاجتماع للوقوف على الأهداف التي رسمت للعام ما بعد 2015التي تتسق مع رؤانا وأهدافنا، كما أننا نجد من جانبنا التأييد حول الهدف الشامل الذي يركز عليه المؤتمر إلى جانب الأهداف الفرعية الأخرى السبعة، والتي بها ستكتمل اعمالنا وبلوغ أهداف التعليم للجميع.
بادرة جيدة
وذكر الدكتور نبهان اللمكي المدير العام للمديرية العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم في السلطنة قائلا: “تعد الموضوعات التي تم طرحها في الاجتماع العالمي” التعليم للجميع “من الموضوعات التي تعنى بها جميع دول الأعضاء في منظمة اليونسكو ، كون ان خطة التعليم للجميع ستختتم مجرياتها في عام 2015 لتبدأ بخطة جديدة، وهذه بادرة جيدة نستفيد منها نحن في السلطنة، وذلك للتعرف على الآراء والخبرات المختلفة حول التعليم بشكل عام وهذه الأهداف بشكل خاص
الإتفاق حول البيان الختامي
ومن جانب آخر، تحدث جوردن نايدو مستشار أول للتعليم باليونسيف: غطى اجتماع الأمس قدرا كبيرامن المناقشات حول جدول الأعمال لمابعد عام 2015 والتحديات التي تواجه وضع الأهداف الملائمة للتعليم، لقد كان اجتماعا مثيرا للاهتمام حيث أنه يسلط الضوء ليس فقط على تقدم العمل بل كذلك على الثغرات في الإطارالمقترح للعمل، فقد تمت هيكلة الإجتماع لتشجيع مشاركات مختلفة، انه مثير للاهتمام من الناحيتين السياسية والتقنية، فالمجال كان مفتوحا للمناقشة بالاضافة إلى أحداث جانبية مفيدة، أتوقع أنه سيكون هناك نوع من الإجماع والاتفاق حول البيان الختامي الذي سيصدر عن الاجتماع والذي يمكن المضي به قدما ليقدم للمجتمع التربوي.
أهمية قضية التمويل
أما ماريا لورديزخان الأمينة العامة لرابطة جنوب آسيا والمحيط الهادئ للتعليم الأساسي وتعليم الكبار فقالت:كانت المناقشات مثيرة جدا للاهتمام فقد توفرت مساحة للدول الأعضاء في اليونسكو، والجهات المعنية المختلفة بأمرالتعليم للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم في جدول أعمال التعليم لمرحلة مابعد عام 2015 وحتى وقت قريب لم تتوفر فرص كثيرة للدول الأعضاء للتعبير عن وجهات نظرها، وذلك بسبب التزاحم في بعض الافكار التي تحتاج الى فرز، كما يعتبر التمويل قضية أساسية، حيث أنها برزت بوضوح في المناقشات،وعليه يحتاج الى قرار لأننا نعلم أن الاهداف ستبقى أهدافا بدون دعم مالي، وهنالك ايضا بعض اللبس حول العلاقه بين هذه العملية وما سيتم في نيويورك، وأنا متفائلة حول الإجتماع برمته، وأعتقد انه اتسم بالشمولية ولدي اعتقاد كبير في قيمة المناقشات التي طرحت، حيث ان الجهات المعنية المختلفة ـ وبصفة خاصة الحكومات الوطنية- تشارك وتفاوض حول مواقفها المختلفة،ونأمل ان يستمر ذلك، بحيث نستطيع تحديد أهداف طموحة وجريئة وواضحة وقابلة للتنفيذ في جدول أعمال للمرحلة مابعد عام 2015.