باعتبارهم يمثلون القاعدة الأساسية للكوادر الطبية، تحرص السلطنة على توفير الاحتياجات المستقبلية من كادر التمريض بقدر حرصها على أن يكون هذا الكادر مؤهلًا على القيام بمهمته، التي هي إنسانية في جوهرها وعلمية وطبية في آلياتها وأهدافها.
فمهنة التمريض تجمع بين مسؤوليات وواجبات الرسالة المهنية الطبية إلى جانب الواجبات الأدبية والسلوكية لتتجمع هذه الواجبات في مهمة إنسانية، هدفها الأساسي شفاء المريض والمحافظة على صحته، والتخفيف من آلامه ومساعدته على تلقي العلاج، في إطار من حسن المعاملة، وخلق جو من الثقة التي تعطي الأمل للمريض.
وبالنظر إلى تقديرات النمو السكاني للسلطنة، فإن هذه التقديرات تشير إلى احتياج السلطنة بحلول العام 2040 إلى نحو 25 ألفًا و832 كادرًا تمريضيًّا، الأمر الذي يفرض تطوير البرامج الأكاديمية لتوفير هذا الكم من الكوادر بكفاءات عالية تراعي الحفاظ على المنحى التصاعدي للرعاية الطبية بالسلطنة.
وفي هذا الصدد يأتي برنامج ماجستير علم التمريض بجامعة السلطان قابوس والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى السلطنة؛ كونه برنامجًا متكاملًا وفق المعايير العالمية، ولقي قبول وثناء محكمين من أرقى الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العالمية.
فهذا البرنامج يهدف إلى الارتقاء بمهنة التمريض في السلطنة من خلال تطوير الكادر التمريضي بالسلطنة، ومده بممرضين قياديين قادرين على رسم السياسات الصحية، وقادرين على القيام بتقديم الاستشارة التمريضية في مجال تخصصهم، وذلك من خلال تقديم المادة العلمية والعملية عبر هيئة تدريسية على أعلى المستويات من الكفاءة والاقتدار.
وحتى يؤتي مثل هذا البرنامج ثماره، من المهم أن يكون في تطور مستمر عبر تأسيس شراكة بين جامعة السلطان قابوس ووزارة الصحة والخدمات الطبية للقوات المسلحة والشرطة والجهات الصحية الأخرى في السلطنة، من أجل ضمان ديمومة البرنامج، والتأكد من مواءمة البرنامج مع احتياجات سوق العمل.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن
