احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / وزير ديوان البلاط السلطاني يفتتح مركز المعلومات بمتنزه سمهرم الأثري بمحافظة ظفار

وزير ديوان البلاط السلطاني يفتتح مركز المعلومات بمتنزه سمهرم الأثري بمحافظة ظفار

صلالة ـ العمانية :
افتتح مساء أمس بمحافظة ظفار مركز المعلومات بمتنزه سمهرم الأثري تحت رعاية معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني بحضور معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية.
كما حضر الافتتاح معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار ومعالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون وعدد من المكرمين وأصحاب السعادة
والبروفيسور باولو ماريا مانشاريلا رئيس جامعة بيزا الإيطالية الذي يزور السلطنة حاليا والبروفيسورة اليساندرا افنزيني رئيسة البعثة الإيطالية الأثرية الى السلطنة.
والقى حسن بن عبدالله الجابري مدير إدارة المواقع الأثرية بمكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية كلمة أشار فيها الى الاهتمام منذ إشراقة فجر النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب ‏الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ‏‎ ‎‏– حفظه الله ورعاه ـ والعهد الزاهر لجلالته بالتراث الثقافي في ‏عمان وإرثها الإنساني الطويل ‏
الذي أثبت أن الإنسان قد استوطن هذه الأرض منذ حقب زمنية ‏وعصور تاريخية موغلة في القدم.
وأكد على أن تجربة السلطنة في العناية وتأهيل المواقع الأثرية للوصول ‏بها إلى متنزهات أثرية تعد نموذجا تمت الإشادة به من قبل الهيئات ‏المتخصصة في التراث الثقافي العالمي بمنظمة اليونسكو.
‏وأشار إلى أهمية المتنزهات الأثرية كتراث إنساني عالمي لكونها مركزا لنقل ‏المعرفة والمعلومة الثقافية وكمعلم تعليمي وترفيهي يقدم مختلف ‏الخدمات ‏ضمن إدارة فعّالة ومرافق ومعدات وتقنيات تحافظ على أصالة ‏وسلامة المعالم والمواقع الثقافية والطبيعية في المشهد العُماني ‏الأثري وتوفير تجربة ممتعة وتعليمية للزائر والسايح تشارك ‏المجتمع المحلي في أنشطتها المختلفة.‏
وأوضح الجابري أن تدشين مركز المعلومات في متنزه سمهرم الأثري يعد إضافة مهمة للمتنزه الذي يحتوي على قيم حضارية وإنسانية ‏وثقافية وتاريخية وأثرية وسياحية ‏
حيث أدرج متنزه سمهرم الأثري في قائمة التراث العالمي الثقافي ‏والطبيعي بمنظمة اليونسكو عام 2000م ضمن أربعة مواقع ‏بمحافظة ظفار ‏تحت مسمى أرض اللبان مع مواقع (متنزه البليد الأثري – وموقع ‏وبار الأثري – ومحمية أشجار اللبان بوادي دوكة).واضاف انه بإشراف مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية تم تنفيذ ‏برنامج متكامل للحفريات الأثرية والترميم والصيانة للمدينة ‏والمواقع الأثرية في سمهرم يحافظ على نمطها المعماري القديم ‏حسب المعايير المعتمدة في اليونسكو ‏وبإشراف فريق أثري وتاريخي متخصص برئاسة ‏البروفيسورة آليسندرا أفنزيني تحت مظلة جامعة بيزا الإيطالية منذ ‏عام 1997م مشيرا إلى أنه تم تجهيز المتنزه بالخدمات الضرورية للزوار والسياح وإنشاء ‏الصالة الأثرية ومركز المعلومات.‏
بعد ذلك قام معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني راعي المناسبة بتدشين مركز المعلومات .
كما قام معاليه والحضور بجولة ميدانية في أرجاء مركز المعلومات ومتنزه سمهرم الأثري.
يشتمل مركز المعلومات بمتنزه سمهرم الأثري على صالة للعرض ومظلة خارجية ومعلومات عامة عن الموقع بالإضافة إلى مرافق وخدمات رئيسية للزوار حيث تحتوي الصالة على شاشة لتقديم عرض مرئي تعريفي عن متنزه سمهرم الأثري بشكل عام ومستوطنة سمهرم بشكل خاص باللغتين العربية والإنجليزية تبين البعد الكامل للموقع وأهميته التاريخية والحضارية والجغرافية عبر العصور.
كما يتضمن العرض المرئي بالصالة لقطات افتراضية تجسد طبيعة ومظاهر الحياة اليومية في تلك الفترة الزمنية حيث تحتوي صالة العرض على شاشات عن طريق اللمس لتقديم مجموعة من المكتشفات الأثرية في متنزه سمهرم الأثري والمواقع المحيطة به والتي تعود لفترات زمنية مختلفة إضافة إلى شرح موجز عن مستوطنة سمهرم الأثرية.
وتكمن الأهمية التاريخية والأثرية لسمهرم ‎ ‎كونها إحدى مناطق ‏الاستيطان البشري المهمة في فترة عصور ما قبل التاريخ ‏حيث ‏يعود الاستيطان البشري بها إلى فترة قديمة منذ العصر الحجري ‏القديم (ستون ألف سنة).كما دلت الاكتشافات الأثرية أيضا على وجود آثار تعود إلى أواخر ‏العصر الحجري الحديث
( ستة آلاف سنة) وإلى ‏العصر البرونزي (ثلاثة آلاف سنة) قبل الميلاد والعصر الحديدي (ألف وثلاثمائة سنة) قبل الميلاد والعصور الوسطى ‏كما ذكرت النقوش الكتابية بخط المسند العربي الجنوبي أن سمهرم ‏تقع في أرض (سكلهن/ سكلن) أي أرض اللبان حيث استمدت المدينة نشاطها التجاري وازدهارها من تجارة اللبان ‏وموقعها الاستراتيجي المطل على المحيط الهندي الذي ساهم في ‏تشجيع التجارة الدولية.
وكان لسمهرم ومينائها دور تجاري نشط خلال الفترة من القرن ‏الثالث قبل الميلاد حتى القرن الخامس الميلادي ‏كونها تتوسط مناطق إنتاج اللبان وكمركز تجاري نشط في شبكة
‏التجارة العالمية بين موانئ المحيط الهندي والبحر الأحمر ‏وعبر القوافل بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط مما اكسبها أهمية ‏كبرى في العالم القديم.‏
وضمّت مدينة سمهرم المعابد والمباني الخاصة والعامة ومناطق ‏واسعة للتخزين وتحصينات دفاعية ضخمة ‏ومناطق صناعية نشطة داخل أسوار المدينة وحقول خارج حدود المدينة ‏وأعداد كبيرة من المدافن ‏حيث يمكن الاستدلال على البعد التجاري العالمي الذي يميز سمهرم من ‏خلال الأنواع الفريدة من الفخاريات المستوردة وغيرها التي عثر عليها في ‏الموقع.
كما تم العثور على ورش لتصنيع المعادن في سمهرم وتم تحديد أربعة أفران لإنتاج القطع الحديدية وواحد لإنتاج القطع ‏البرونزية في المنطقة المحيطة بالسوق وأفران مخصصة لصنع الخبز وأخرى لصنع الجبس المستخدم في ‏البناء والقطع الفخّارية ‏ويتم انتاج الأدوات والقطع المختلفة والأقمشة المصبوغة باللون ‏البنفسجي ‏.وتشهد القطع الفنية العديدة المكونة من مواد مختلفة ‏مثل المباخر الحجرية والقطع البرونزية على الذوق الراقي للسكان ‏الأغنياء في المدينة‏ التي يبدو انها ارتبطت خلال سنوات نشاطها التجاري بعلاقات ‏مع كامل مناطق العالم المعروفة آنذاك في العالم القديم ‏وأصبحت جسرا للتبادل التجاري بين الشرق والغرب‎.‎
‏تجدر الاشارة إلى أن مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون ‏الثقافية ‏ يقوم بتطوير مواقع أرض اللبان المسجلة ضمن قائمة ‏التراث العالمي وتزويدها بالمرافق الخدمية والجمالية بهدف تعزيز ‏السياحة الثقافية والأثرية بمحافظة ظفار‎.‎


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى