لأن استمرارية مسيرة التنمية واستدامتها هي مسؤولية جيل سيأتي دوره لتحمل الأمانة، فإن واجبنا هو إعداد هذا الجيل وتسليحه بالعلم، وتعزيز قدرته على الإنتاج المعرفي، حيث لا يتأتى هذا الإنتاج إلا بالإقبال على النهل من معين العلوم.
ولأن الدراسات دائمًا ما تشير إلى عزوف بين الطلاب عن المواد العلمية وذلك نتاج حاجز نفسي نشأ جراء تخوفات بين الطلاب من صعوبة المواد العلمية، كان لا بد من المبادرة بتبسيط العلوم لتشجيع الطلاب منذ المراحل الدراسية الأولى على الإقبال على المواد العلمية لاتخاذها مسارًا أكاديميًّا وعمليًّا فيما بعد.
ومن هذه المبادرات يأتي مهرجان عمان للعلوم 2017م في نسخته الأولى والذي تنظمه وزارة التربية والتعليم في الفترة من الـ24 ـ 28 من أكتوبر الجاري بمشاركة عدد من المؤسسات العلمية ومؤسسات القطاع الخاص.
فالمهرجان الذي يعد الأول من نوعه على مستوى السلطنة يأتي ترجمة لخطابات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ التي تحث دائمًا على حب العلوم وخلق اتجاهات إيجابية لتعلمها.
ووفقًا لما تكشف من تفاصيل المهرجان فإنه سيضم بين جنباته العديد من الفعاليات والبرامج التي تستهدف زوارًا من أعمار مختلفة، وذوي اهتمامات مختلفة، كما أنه سيجمع بين المعرفة والاستكشاف والتجربة والتطبيق في قالب من المرح والمتعة، حيث سيتيح هذا القالب للزوار التفاعل بالتجريب والتطبيق الفعلي لكل ما يتم تقديمه من قبل فنيين متخصصين في مجالات وفروع العلوم المختلفة كالتفاعلات الكيميائية، وأشكال الطاقة، والطب، والعلوم الطبيعية، والبيئة، والنبات، والجيولوجيا، والهندسة ليجعل المهرجان العلوم المرتبطة بالتعلم في قلب اهتماماته.
ومع الاهتمام بمثل هذه المبادرات لا شك أن نتاجها سيكون جيلًا محبًّا للعلوم، مقبلًا على البحث والتجريب، ما يضمن استدامة مسيرة التنمية عبر رفدها بإنتاج معرفي متواصل.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن