احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة تختتم اليوم باستهداف مليونا و631 ألفا

الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة تختتم اليوم باستهداف مليونا و631 ألفا

مسقط ـ الوطن :
تختتم اليوم فعاليات الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة والتي استهدفت تحصين الفئات العمرية بين 20 و35 عاما والتي بدأت مطلع الأسبوع في العاشر من سبتمبر حتى الـ 16 من سبتمبر واستهدفت مليون و631 ألفا و749 شخصا بتكلفة 5 ملايين ريال عماني والحملة غير محصورة في الفترة من 10 إلى 16 سبتمبر فقط بل إن التحصين متواصل وممتد لأكثر من أسبوع وإنما هذه الفترة هي للتأكيد على أهمية التحصين وتكثيف العمل .
والحصبة هو مرض فيروسي معروف ومن أكثر الأمراض انتشارا حيث ظهرت حالات في عدة دول ومنها السلطنة لذلك تم التنسيق مع منظمة الصحة العالمية وجهات علمية أخرى لإنجاز الحملة وبالفعل كانت هذه الحملة التي تعتبر الأضخم على مستوى السلطنة والتي تستهدف أكثر من مليون و631 ألف من الأعمار بين 20 و35 عاما وذلك بعد ظهور بؤر إصابة في السلطنة فحسب المؤشرات هناك 258 حالة بمسقط مشتبه بها منها 18 حالة إيجابية خلال 2017م حيث بلغ العدد الإجمالي للمصابين 89 حالة وهناك بعض الحالات مازالت تحت الفحص في حين أنه لأكثر من 3 أشهر لم تسجل أي حالة في محافظة ظفار .
وقد جاء اختيار الفئات العمرية بناء على أسس علمية حيث تم إجراء مسوحات أثبتت أن الفئة العمرية بين 20 و 35 عاما هي أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا المرض وأقل مناعة إذن هذه الفئات العمرية تم بناء على مبررات علمية واضحة التطعيم وقد شمل المواطنين والمقيمين في هذه الفئة العمرية مجانا بتعاون من جميع الجهات بما فيها الوزارات والهيئات التي ساهمت في الحملة بتحصين موظفيها أو تدبير مكان لممارسة الحملة فيها.
ويعود نجاح الحملة بفضل تكاتف كل القوى الوطنية التي ساهمت في الحملة والإعداد الجيد من جانب القائمين على الحملة حيث بدأ التحضير للحملة مبكرا بمشاركة العاملين في القطاع الصحي والمتطوعين والذين قاموا بزيارة الجوامع والمحلات التجارية والمؤسسات والهيئات للتنسيق للحملة والتوعية بأهمية الحصول على التحصين .
هذا وقد صاحبت الحملة شائعات ليس لها أي أساس من الصحة حيث إن اللقاح مستخدم منذ قديم الأجل للأطفال منذ سنوات سواء في السلطنة أو غيرها من الدول ولم تظهر له أي أضرار على الإطلاق لذلك دعت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين لعدم الاستماع والانجرار وراء الشائعات .
ومرض الحصبة يعرف بأنه مرض فيروسي حاد شديد العدوى ينتشر بين الأطفال خاصة وقد يصاب به الكبار أيضا، وتنتقل العدوى به من الشخص المصاب إلى آخر سليم عن طريق الرذاذ المتطاير منه والناجم من العطس والسعال او عن طريق الاتصال المباشر بالشخص المصاب وبملامسة افرازاته كإفرازات الانف والحلق الملوثة بالفيروس، كما أن الشخص المصاب بالمرض يصبح قادراً على نقل المرض قبل أربعة أيام من ظهور الأعراض عليه، وتستمر قابلية نقل العدوى لأربعة أيام أخرى بعد ظهورها. وتتراوح فترة الحضانة لفيروس الحصبة ما بين 10-14 يوماً (تعرف فترة الحضانة بأنها الفترة الممتدة من لحظة دخول الفيروس الى جسم الإنسان وحتى ظهور الأعراض والعلامات الأولى للمرض) وتعتبر جميع الفئات العمرية التي لم تتلق لقاح الحصبة أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا المرض وتكون الإصابة أخطر وأعلى بين الأطفال وخصوصا من لديهم سوء تغذية ، والنساء الحوامل ، والعاملين الصحيين ، ومرضى نقص المناعة او ذوي المناعة المنخفضة .
وتتمثل اعراض هذا المرض في : ارتفاع في درجة الحرارة ، سيلان في الأنف وسعال جاف واحمرار وحرقان بالعينين ، في اليوم الثالث ظهور بقع بيضاء داخل الفم تشبه ذرات حبات الملح ، وفي اليوم الرابع أو الخامس ظهور طفح جلدي أحمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه ثم الجذع وأخيرا يغطي سائر الجسد .
وتتمثل مضاعفات المرض في الإسهال ، والتهابات الأذن ، والالتهاب الرئوي والنوبات والتهاب المخ والجهاز العصبي ، وقد تسبب الحصبة الإجهاض والولادة المبكرة للنساء الحوامل ، وتكون الحصبة أكثر خطورة على الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة من الأطفال والبالغين.
ولا يوجد هناك علاج محدد لهذا المرض الفيروسي لذلك يجب التركيز على طرق الوقاية والتحصين ولتجنب المضاعفات الناتجة عن العدوى يجب توفير العناية الداعمة كالتغذية السليمة والسوائل ومخفضات الحرارة بالإضافة الى اعطاء فيتامين (أ) للحماية من العمى والتقليل من خطر الوفاة حسب توصيات الطبيب المعالج.
التطعيم (التحصين) باللقاح هو الطريقة الأكثر فاعلية للحماية من مرض الحصبة ومضاعفاتها، ويعتبر لقاح الحصبة من أكثر اللقاحات مأمونية وأسهم في خفض عدد الحالات والوفيات عالميا على مدى أكثر من خمسين عاما منذ اكتشافه. كذلك ينبغي تجنب طرق نقل عدوى المرض التي ذكرت أعلاه .
ولقاح مرض الحصبة لقاح آمن وهو عبارة عن لقاح ثلاثي فيروسي مدمج في لقاح ُواحد يسمَّى (MMR)ذو فعالية عالية للوقاية من ثلاثة أمراض هي الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ويستخدم في السلطنة لأكثر من عقدين من الزمان وهو نفس التحصين المستخدم حاليا في جدول التحصين الروتيني للأطفال والعاملين الصحيين حيث يعطى للأطفال بواقع جرعتين : الجرعة الأولى عند عمر الشهر الثاني عشر ، والجرعة الثانية عند عمر الشهر الثامن عشر . وفي حملات التحصين بواقع جرعة واحدة لكل شخص بالغ عن طريق حقنة واحدة تعطى في الذراع تحت الجلد كما أن هذا اللقاح من بين الطعوم المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية إذ تعتبره من أفضل الطعوم من حيث المأمونية والفعالية وساهم في منع انتشار الحصبة وخفض الوفيات الناجمة عنها بنسبة 79% في عام 2015 مقارنة بعام 2000م.
ويأتي الهدف من الحملة للقضاء على مرض الحصبة وقطع سريان المرض وتقليل حدته وسد الفجوات المناعية وتعزيز المناعة لدى المجتمع والمحافظة على خلو السلطنة من المرض من خلال لقاح الثلاثي الفيروسي للحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (MMR) .
جدير بالذكر أن الحملة في يومها الأخير قد وصلت إلى المستهدف وسيتم إعلان تفاصيل الأعداد التي تم تحصينها فور الانتهاء من عملية التحصين التي شهدت نجاحا منقطع النظير بفضل التعاون الكبير لكل أجهزة الدولة والمؤسسات والهيئات والوزارات من أجل إتمام عملية التحصين التي تتكلف أكثر من 5 ملايين ريال عماني بمشاركة مئات الفرق الصحية التي تسعى للوصول إلى الهدف المنشود من التحصين .
وقد اتخذت هذه الفرق المستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية والمناطق العامة والخيام المجهزة والمجالس العامة والجوامع من أجل إتمام المهمة بمشاركة خبراء من منظمة الصحة العالمية وبإشراف كامل من وزارة الصحة في السلطنة .
وقد جاءت هذه الحملة بعد ظهور حالات مصابة بالحصبة بلغ عددها في عام 2016م 114 حالة على مستوى السلطنة ، كما تم اكتشاف بؤرة لهذا المرض في ولاية إزكي بمحافظة الداخلية ، وبلغت عدد الحالات هذا العام على مستوى السلطنة حتى 20 أغسطس الحالي 89 حالة وخطورة المرض تكمن في سرعة العدوى حيث ينتشر المرض قبل 4 أيام من ظهور الطفح الجلدي وخاصة عند كبار السن ، وبالنسبة للفئة المستهدفة من 20 إلى 35 عاما جاء نتيجة البيانات الموجودة لدى وزارة الصحة بأن هذه الفئة أقل مناعة وعرضة للإصابة بشكل أكبر من غيرها، والوضع في السلطنة ليس بذلك الخطورة ولكن يتطلب أخذ الاحتياطات اللازمة كون السلطنة واقعة في إقليم البحر المتوسط الذي يضم عددا من الدول ينتشر فيها المرض بما في ذلك اليمن ولا تزال الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال في جميع أنحاء العالم فقد شهد عام 2015 وقوع 134 ألف و200 حالة وفاة بسبب هذا المرض في جميع أنحاء العالم، علماً بأنّ معظم تلك الوفيات طالت أطفالاً دون سن الخامسة، وقد تتضمن المشكلات الصحية التي تسببها الحصبة الإسهال وعدوى الأذن والالتهاب الرئوي والنوبات وعدوى المخ والجهاز العصبي وفي بعض الحالات، قد تسبب الحصبة الوفاة في النساء الحوامل، وقد تسبب الحصبة الإجهاض والولادة المبكرة وتكون الحصبة أكثر خطورة في الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف والبالغين من العمر 20 عاما أو أكثر وهناك 39 دولة خلال عام 2015 نظمت 66 حملة لاحتواء الحصبة وعمليات التحصين والتغطية للتعامل مع أكثر من 10 دول في العالم تعاني من الحصبة وللفيروس عدة سلالات وليس سلالة واحدة .
واستراتيجيات القضاء على الحصبة عالميا هو تعزيز المناعة لدى المجتمع ، والتي تأتي عبر رفع نسب التغطية للتحصينات الروتينية وعمل حملات تحصين ذات جودة عالية وقد تم نقل اللقاح عبر شحن جميع الكمية عن طريق الملاحة الجوية وتم تخزينها في ثلاجات المستشفى .


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى