احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن : الشباب ومسؤولية الاهتمام والتوجيه

رأي الوطن : الشباب ومسؤولية الاهتمام والتوجيه

مثلت الرؤية السامية لمسيرة النهضة المباركة في مضمونها جوهر النهج الإنساني والحضاري الذي رسم معالمه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للتعاطي العماني مع قضايا التنمية وهموم البشرية، والقائم على أهمية التأكيد على دور الإنسان في إحداث النقلة اللازمة لتغيير واقعه نحو حياة أفضل وأسعد، تتكامل فيها مظاهر الاستقرار والرخاء والطمأنينة والعيش الكريم والتقدم والرقي، والرغبة في حصد المزيد من المكتسبات لصالح الإنسان والوطن.
فالرهان على الشباب في صنع المستقبل إحدى التجارب الرائدة للنهضة المباركة بما اكتمل لها من عناصر الإبداع والسبق الديمقراطي، وهي دليل حي وترجمة أصيلة لفلسفة عميقة تقوم على الرهان على الإنسان بتنمية طاقاته وقدراته وإمكاناته الهائلة، وكذلك احتضان الشباب في مؤسسات وهيئات رعائية وتعليمية وتدريبية وتأهيلية، وتخصيص جوائز وفعاليات ومناشط، ومن ثم استثمار هذا الرهان لفتح آفاق مستقبل جديد لشبابنا الفتي، من خلال إطلاق طاقاتهم المفعمة بالحيوية وتحفيز قدراتهم الفكرية والبدنية الزاخرة بالإبداع، والقادرة على الإبداع والابتكار واجتراح الحلول، لتشجيع المبادرات الخاصة والمشروعات المستقبلية، وخلق مجتمع واعٍ بما يدور حوله وحجم التحديات المحيطة به وكيفية مواجهتها، مجتمع يتمتع بمفهوم عميق بقيم الولاء والانتماء، ومعنى الوطنية، وعدم الانجرار وراء الإشاعات، والمغريات والغوايات التي تنحرف بأفراده وبشبابه، وترديهم في المهالك وتفقدهم زهرة شبابهم، وتحرم بالتالي المجتمع من طاقاتهم وقدراتهم. كما تلعب عملية التحفيز والتوجيه والإرشاد والرعاية والمتابعة والدعم للشباب والأفراد دورًا مهمًّا وكبيرًا في إيجاد مجتمع أعمال شاب يمثل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، ويعبر بالمجتمع من مشكلة البحث عن العمل بطريقة عصرية تتجاوز الحلول التقليدية.
ويمثل الأسبوع الاجتماعي الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية في محافظات السلطنة خلال شهري يوليو الجاري وأغسطس دورًا كبيرًا في مسيرة الرعاية المستمرة للشباب التي توليها حكومة جلالته ـ أعزه الله ـ وذلك عبر الفعاليات المتعددة المجالات والمناشط التي تهدف إلى السمو بالإنسان، وإيلائه المكانة التي أرادها الله له في الحياة، وتحريك الطاقات الهائلة والمخزونة فيه الفكرية والذهنية والعقلية والبدنية والنفسية، وإشعاره بمكانته التي كرمه الله بها بين الخلائق، وبدوره الذي يجب أن يقوم به في الحياة. فالأسبوع الاجتماعي ـ وكما بينت وزارة التنمية الاجتماعية موجبات إقامته وأهدافه ـ يهدف إلى تحفيز الشباب وتشجيعهم للانخراط في منظومة العمل التطوعي، وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية والثقافية، وآلية تفعيل دورهم وتوجيههم نحو حل المشكلات المجتمعية، وتوعية الشباب حول بعض القضايا الاجتماعية وكيفية الوقاية منها، وتحفيز الشباب وتشجيعهم للمشاركة في تطوير البرامج الاجتماعية الخاصة بهم بما يتناسب مع تطلعاتهم وطموحاتهم واحتياجاتهم، وسد فراغ وقت الشباب والمشاركين من جميع الفئات في فترة الصيف ببرامج تعزز من رفع قدراتهم ومهاراتهم بما يعود عليهم بالنفع، وأيضًا رفع الوعي لدى الشباب وأبناء الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود حول أهمية تبني المشاريع الاقتصادية وإدارتها بأساليب حديثة لضمان نجاحها واستمرارها، وغرس روح الانتماء والمبادئ والقيم الإيجابية لدى المشاركين من خلال تنفيذ مجموعة من الفعاليات، كما يهدف إلى إيجاد حلقة وصل بين كافة أفراد المجتمع بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الأهلي والقطاعات الأخرى وتعزيز روح الشراكة المجتمعية بينهم، إلى جانب الإرشاد والتوعية والتوجيه المجتمعي في تطوير مهارات أفراد المجتمع في مختلف الجوانب الحياتية ومواجهة المشكلات الناجمة عن المتغيرات المؤثرة على معتقدات وقيم وعادات المجتمع.
إن النجاح في تنظيم مثل هذه الفعاليات بقدر ما يعكس حالة الوعي لدى شبابنا عبر حرصهم على المشاركة في هكذا فعاليات تعنى بهم، بقدر ما يعكس المسؤولية التي حملتها على عاتقها حكومة جلالته تجاه الشباب، والتأكيد على أنهم الركيزة الأساسية في التنمية والبناء الوطني.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى