الجزائر تطالب بضرورة إجراء إصلاحات عميقة على منظومة العمل العربي
القاهرة ـ الوطن ـ العمانية:
بدأت اليوم بمقر جامعة الدول العربية أعمال
الدورة 128 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين للتحضير لاجتماعات الدورة على المستوى الوزاري غدا الثلاثاء. ومثل السلطنة في الاجتماع سعادة الدكتور علي بن أحمد العيسائي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية. وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية ان جدول الدورة الجديدة يتضمن 28 بندا تتناول مجمل قضايا العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي صدارتها القضية الفلسطينية وتطوراتها والأزمات العربية في سوريا وليبيا واليمن والعراق ومكافحة الإرهاب وإعداد مشروع جدول أعمال القمة العربية المقبلة في الأردن والعلاقات العربية مع التجمعات الإقليمية إلى جانب ملف تطوير وإصلاح الجامعة. وأكد السفير نذير العرباوي سفير الجزائر بمصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية ضرورة إجراء إصلاحات عميقة على منظومة العمل العربي المشترك وتطوير آليات جامعة الدول العربية وأجهزتها ومؤسساتها واساليب عملها لتتمكن الجامعة من تأدية دورها القومي كأداة رئيسية للعمل العربي المشترك ومواجهة التحديات ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم إقليميا ودوليا. جاء ذلك في كلمة العرباوي أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في دورته ١٤٧ بعد تسلمه رئاسة الاجتماع الذي سيتم خلاله التحضير لاجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر غدا الثلاثاء. وقال العرباوي إنه يجب التصدي للتحديات التي تواجه الأمة بإرادة سياسية قوية ومن منظور توافقي لتعزيز التضامن العربي وتوحيد المواقف وإضفاء قدر من الفاعلية على العمل العربي المشترك حتى نتمكن من تجاوز الواقع الراهن وتفادي التسليم لحسابات القوى الإقليمية والدولية في إدارة هذه الأزمات. واعتبر أن التحدي الاصلاحي أصبح أشد حاجة وإلحاحا إذ يتطلب معالجة تتسم بالمصداقية والمسئولية. واستعرض مندوب الجزائر رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين التحديات التي تواجه المنطقة العربية لا سيما في الدول التي تواجه أزمات داخلية مثل سوريا واليمن وليبيا، مشيرا إلى أن بلاده طالبت منذ بداية هذه الأزمات بالوصول لحلول سلمية توافقية تمكن شعوب هذه الدول من ضمان مستقبلها وتحقيق تطلعاتها في الاستقرار والحرية والديمقراطية. وأشار إلى مساعي الجزائر لحل هذه النزاعات لا سيما في ليبيا من خلال مشاركة كافة الفرقاء باستثناء الجماعات المصنفة ارهابيا من قبل الأمم المتحدة. ونوه في هذا الإطار بالاجتماع الثلاثي الذي عقد بين وزراء خارجية مصر والجزائر وتونس بشأن ليبيا في تونس مؤخرا. كما تطرق لجهود الجزائر للتوصل لاتفاق دول الأوبك والدول خارجها لمعالجة تراجع أسعار النفط في القمة الاستثنائية التي عقدت في سبتمبر ٢٠١٦ بالجزائر. وشدد على خطورة ظواهر الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود المرتبطة باستمرار الفوضى في المنطقة، لأن الارهاب يتغذى من الفوضى السائدة ويسعى للنيل من كيان الدول والعمل على تقويضها داعيا ل لتضافر الجهود لاستئصال هذه الظاهرة وفقا لمقاربة جماعية شاملة. وقال إنه رغم جسامة هذه التحديات التي تواجه الأمة العربية ستظل القضية الفلسطينية على رأس الأولويات خاصة في ظل انسداد الأفق نتيجة، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاته للمقدسات الدينية والاستمرار في سياساته الاستيطانية والتنكر للعملية السلمية والشرعية الدولية. وقال إنه أمام هذه الممارسات وانسداد الأفق يجب حث المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن على تحمل مسئولياته التاريخية والقانونية وإرغام الاحتلال الإسرائيلي للانصياع للشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وكان السفير نجيب المنيف سفير تونس في مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية رئيس الدورة السابقة ال١٤٦ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين قد سلم رئاسة الجلسة لمندوب الجزائر. وقال السفير نجيب المنيف في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية إن بلاده تسلمت أعمال الدورة المنصرمة للمجلس في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية بالغة الدقة. واستعرض الجهود التي بذلت خلال رئاسة بلاده لمجلس الجامعة من خلال التنسيق مع الأمين العام والدول العربية الأعضاء وذلك لاضفاء ديناميكية وحركية على العمل العربي المشترك وتفعيل دور الجامعة للتوصل لحل الأزمات بالمنطقة، مشيرا في هذا الصدد إلى الجهود التي بذلت لدعم القضية الفلسطينية وقرار مجلس الأمن بشأن الاستيطان. وقال المنيف إن ظاهرة الإرهاب تفاقمت حتى بلغت مستويات خطيرة أصبحت تهدد أمن المنطقة مما يستدعي مواصلة الجهود للتنسيق والتصدي لها من خلال تبني استراتيجية مشتركة مختلفة الأبعاد. وأشار إلى دور بلاده في دفع المبادرة العربية بشأن ليبيا واختيار الدبلوماسي تونسي صلاح الدين جمالي مبعوثا للجامعة العربية هناك وكذلك تفعيل آلية دول الجوار وجهود تونس ومصر والجزائر في دفع الحل الشامل. ونوه بمبادرة الرئيس التونسي القايد السيبسي لحل الأزمة وتمثلت في اجتماع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر في فبراير الماضي حيث أصلحا محصلته مرجعا أساسيا في المشاورات والسياسية بشأن ليبيا. وأشار إلى أن الدورة الماضية شهدت انعقاد عدد من الاجتماعات المهمة في إطار جامعة الدول العربية منها الاجتماع المشترك الوزاري العربي الأوروبي والحوار الاستراتيجي بين الجانبين وعقد القمة العربية في موريتانيا. وأكد ضرورة التصدي لتفاقم ظاهرة الارهاب واجتثاثها بما يجنب الدول العربية تداعياتها الكارثية. وقال إن الرئاسة التونسية لمجلس الجامعة شهدت جهودا لمواصلة الإصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك تنفيذا لقرار القمة العربية في نواكشوط حيث تم عقدت اللجنة المعنية بتطوير الجامعة اجتماعا لها الْيَوْمَ.
المصدر: اخبار جريدة الوطن