في أمسية رائعة برعاية وزير الإعلام
تتويج المغربي رشيد المرابطي بطلا لفئة الرجال والمغربية عزيزة الراجي في فئة السيدات
عبد المنعم الحسني : الماراثون يعد إنجازا رائعا لعمان وبدية ونجح في التعريف بالمقومات السياحية والثقافية للسلطنة
عامر الحجري : الجميع بذل جهدا كبيرا في سبيل إنجاح فعاليات الماراثون وإظهاره بهذا الشكل الرائع
بدية ـ من محمد الحجري :
رعى معالي وزير الإعلام الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني مساء أمس الأول في احتفال بهيج أمام حصن الواصل التاريخي بولاية بدية حفل ختام ماراثون عمان الصحراوي الرابع الذي احتضنته السلطنة خلال الفترة من ( 5 إلى 10 نوفمبر الجاري )، كما كرّم اللجان المنظمة ، الوطن ، والجهات الداعمة والمشاركة في إنجاح هذا العرس الرياضي الذي استمر ستة أيام .
وقد قام معاليه بتتويج البطل العربي المغربي رشيد المرابطي بطلا للماراثون في فئة الرجال وفي المجموع العام بعد سيطرة مطلقة على الماراثون منذ انطلاقته وحتى النهاية، حيث تمكن من احتلال المركز الأول في كل مراحله وجولاته الست بزمن كلّي بلغ 14 ساعة و 49 دقيقة و 44 ثانية .
واحتل العدّاء الأوكراني افجيني جليفيا المركز الثاني بزمن 15 ساعة و45 دقيقة 54 ثانية ، متقدما بفارق 11 دقيقة عن صاحب المركز الثالث الأردني سلامة الأقرع ( 15,56,02 ) .
وجاء بطل السلطنة في مثل هذه الماراثونات الصحراوية سامي السعيدي رابعا بزمن كلي وصل إلى 16 ساعة و 3 دقائق و 10 ثوان ، في حين جاء زميله موسى البلوشي في المركز الخامس بزمن ( 17,48,34 )
وبالنسبة للسيدات تُوجت البطلة المغربية عزيزة الراجي بطلة للماراثون قاطعة مسافة السباق البالغة ( 165 كم ) في 22 ساعة و 51 دقيقة و 21 ثانية تلتها في مركز الوصافة البرتغالية كارلا آندري بزمن (25,01,43) ثم السويسرية باربارا في المرتبة الثالثة ( 26,24,08 ).
وجاء فريق بوديستي بيركاسو أولا بالنسبة للفرق تلاه فريق لس شامز في المركز الثاني .
كما قام معالي وزير الإعلام بتكريم أوائل العدّائين العمانيين في الماراثون حيث استطاع سامي السعيدي اقتناص المركز الأول بكل اقتدار تلاه في المركز الثاني موسى البلوشي بينما جاء أحمد الصلتي ثالثا .
كذلك تم خلال الحفل تكريم المتسابقة العمانية ميعاد الصبحي كأول شابّة عمانية تشارك في الماراثون ، وقد استطاعت ميعاد بكل عزيمة وإصرار وإرادة من تكملة السباق حتى النهاية رغم كل الصعوبات متفوقة بذلك على نفسها وعلى العديد من المتسابقين الذين انسحبوا خلال مراحل الماراثون المختلفة .
وقد اشتمل الحفل ــ الذي حضره أصحاب السعادة محافظ جنوب الباطنة وعضو مجلس الشورى ممثل ولاية بدية ورئيس بلدية ظفار ووالي بدية وشيوخ واعيان الولاية وجمهور غفير والمشاركين في الماراثون ــ على عدد من الفقرات من ضمنها الفنون الفلكلورية الشعبية وعرض مصّور لمراحل الماراثون طوال جولاته الست وما واكبه من أحداث وفعاليات مصاحبة .
وهنأ معالي الدكتور عبدالمنعم الحسني في تصريح لـ (الوطن) ولوكالة الأنباء العمانية القائمين على الماراثون على التنظيم الرائع للماراثون مؤكدا معاليه أن الماراثون لا يقل عن مثيلاته من الماراثونات العالمية في تجربته وأهميته ومسافته وحجم المشاركات الدولية فيه . وقال إنه بحق إنجاز رائع لعمان ولبدية .وأضاف إن ماراثون عمان الصحراوي يقوم بالتعريف بالمقومات السياحية والثقافية للسلطنة .
متوجها بالشكر والتقدير لكل القائمين على الماراثون على هذا النجاح الذي حققه .
من جانبه أعرب عامر بن خليفة الحجري ــ المسئول عن وضع خط سير جميع مراحل السباق ـ عن سعادته بالختام الجيد للماراثون ، مؤكدا أن الجميع بذل جهدا كبيرا ليظهر بهذا الشكل الرائع ، وتقدّم بالشكر لجميع زملائه المنظمين ، واعدا بتقديم الجديد والأفضل في الماراثون الخامس القادم بإذن الله . ويقول سالم بن حمدان الحجري ــ المدير التنفيذي لشركة الأبعاد الثلاثية للتصميم والإنتاج الفني ــ إنهم بذلوا جهدا في إعداد الفيلم الخاص بجميع مراحل السباق والفيلم الملخص الذي عرض في الحفل الختامي ، موضحا أنهم قاموا أيضا بتوفير الصور الفوتوغرافية لوسائل الإعلام وللمنتديات ومواقع التواصل
الاجتماعي وأيضا تصوير فيديوهات وفيديوكليبات قصيرة للنشر اليومي .
إبراهيم الرجراجي ــ خبير ماراثونات دولية ومسئول نتيجة التحكيم في هذا الماراثون ــ بارك للجميع الختام الجيد للماراثون ، وأنه يتوقع أن يصبح ماراثون عمان الصحراوي خلال العشر سنوات القادمة بإذن الله تعالى أفضل وأهم الماراثونات العالمية لعدّة أسباب منها إقامة كل مراحله في بيئة صحراوية بحتة وبكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ولكونه من أصعب السباقات ، إلى جانب ميزة الأمن والأمان التي شجّعت وستشجع بالتأكيد المتسابقين من مختلف الدول والقارات على المشاركة والتواجد للاستمتاع.
البطلة العالمية عزيزة الراجي ــ بطلة الماراثون عن جدارة واستحقاق ــ قالت إنها تشعر بالفخر كونها احتفظت ببطولة الماراثون بالنسبة للسيدات منذ نسخته الأولى ،كما أنها جاءت في مراكز متقدمة بالنسبة للمجموع العام ، وأعربت عن دعمها وتشجيعها للمتسابقة العمانية ميعاد الصبحية كونها أول شابة عمانية تشارك في الماراثون .
زميلها رشيد المرابطي حمد الله كثيرا على تتويجه ببطولة الماراثون ومحافظته على اللقب منذ النسخة الأولى لماراثون عمان الصحراوي ، وقال إن هذا سيزين بالتأكيد لوحة شرف مشاركاته في السباقات العالمية والتي وصل عدد التتويج فيها إلى 20 بطولة ، وتقدّم بالشكر لجميع القائمين على إنجاحه ، مشيرا إلى أنه في كل عام كان يجد الجديد سواء من حيث حسن التنظيم أو زيادة أعداد المشاركين ، وتمّنى التوفيق للجميع في قادم البطولات .
من جانبه قال البطل العماني سامي السعيدي ــ من عبري ــ أنه سعيد جدا بالمشاركة في ماراثون بدية الصحراوي وبفوزه بالمركز الرابع . ووجه سامي نداء خاصا للشباب العمانيين للمشاركة في السباقات المختلفة والصبر والمثابرة وممارسة الرياضة مؤكدا أن الإرادة سلاحا فعّالا لتحقيق النجاح .
ومن جانبه دعا العماني أحمد اليحمدي ــ من ولاية بدية ــ زملاءه من الشباب العماني إلى المشاركة في الرياضات والسباقات المختلفة والصبر والعزيمة والتدرب ، وشكر منظمي الماراثون على دورهم المتواصل حاثا إياهم على الوصول إلى مختلف الفئات العمرية في السلطنة والخارج للمشاركة في الماراثون .
أما الفنلندي هيكي فقال إنه استمتع كثيرا بالتواجد في عمان وأنه سيدعو أسرته وأصدقاءه لزيارة عمان والاستمتاع بمقوماتها السياحية .
وشاركه في الحديث الايطالي ماركو الموند موضحا أنه شعر في عمان بالأريحية والبساطة وحسن التنظيم وكرم الضيافة ، وأُعجب بطيبة ودماثة خُلق الشعب العماني وبأهالي ولاية بدية.
وكان الماراثون الذي تبلغ مسافته 165 كم (المرحلة الأولى 21 كيلومترا ، الثانية 28 كلم ، الثالثة 26 كلم ، الرابعة 28 كم ، الخامسة الليلية 42 كلم ، السادسة والأخيرة 20 كلم ) قد بدأ يوم السبت قبل الماضي تحت رعاية سعادة الدكتور محمد بن سعيد الحجري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية بدية ــ وقد أقيم مواكبة له عند الانطلاقة سباق للهواة هدفت اللجنة المنظمة من إقامته إلى تشجيع المشاركين للتواجد في السباقات القادمة بالإضافة إلى تعريف المشاركين بما يحويه ماراثون عمان الصحراوي وفي نفس التوقيت التعرف على المشاركين عن كثب.
أبرز النجوم المشاركين
وشهد الماراثون مشاركة كبيرة من العمانيين وبقية دول العالم حيث وصل عدد المتسابقين إلى (120) عدّاء من (26) دولة من مختلف قارات العالم ، كما شهد مشاركة ابرز العدائين في مثل هذه السباقات وأسماء لامعة لها العديد من الانجازات الدولية مثل البطل رشيد المرابطي من المغرب بطل ماراثون الرمال الدولي بالمغرب 2011 و 2013 و 2014 و 2015 و2016 وبطل ماراثون عمان الصحراوي في نسخه الثلاث ، وهو من ابرز المنافسين على لقب هذا السباق ، وشارك كذلك كليفا افجيني من اوكرانيا صاحب المركز الثاني في النسخة الثالثة والثاني عالميا في مسافة 100كم على الطريق ، والأردني سلامة الأقرع صاحب المركز الثالث والعديد من الألقاب في مختلف البطولة الدولية في المغرب والنمسا وعمان وآخرها كان عام 2015 ، وشارك كذلك جون ماريا من اسبانيا صاحب المركز الرابع عالميا في ماراثون أوروبا 2013 والرابع في النسخة الماضية من ماراثون عمان الصحراوي وأيضا الإيطالي ماركو اولمو أشهر عداء عالمي في ماراثونات الصحراء الملقب بثعلب الصحراء وغيرهم من الأبطال العالميين من فرنسا وإيطاليا والنرويج.
ويعد ماراثون عمان الصحراوي من الأحداث الهامة التي تضع السلطنة في خارطة السباقات الدولية وخاصة في السباقات الصحراوية لما تتميز به السلطنة من مقومات جمالية تساهم في إقامة مثل هذه المسابقات ، وقد استطاع الماراثون أن يفرض نفسه كأحد الماراثونات الصحراوية المهمة على مستوى العالم وان يحقق نجاحا باهرا وذلك بشهادة الخبراء والمشاركين العالميين سواء من خلال التنظيم أو من خلال اختيار المسارات أو من خلال الطبيعة الصحراوية التي تخللتها مراحل الماراثون وتوج هذا النجاح بالإعتراف والاعتماد الرسمي من قبل UTMB كأحد الماراثونات العالمية المعتمدة .
ونقلته محطات التلفزة الرياضية والسياحية والصحافة العالمية حيث تم التعاقد مع وكالة الأنباء الرياضية العالمية SNTV ، وتمت تغطية الحدث من قبل أثير الراعي الإعلامي للحدث وبقية الصحافة المحلية المقروءة والمسموعة والمرئية والصحافة الإلكترونية .
المساهمون في إنجاح الحدث
ساهم في إنجاح ماراثون عمان الصحراوي العديد من الجهات من القطاعين العام والخاص سعيا منها لإخراج هذا الحدث بالصورة المثالية ومنهم وزارة الشؤون الرياضية كداعم رئيسي للحدث وشرطة عمان السلطان ومستشفى القوات المسلحة والاتحاد العماني لألعاب القوى ونادي بدية وكل من البنك الوطني العماني الراعي الاستراتيجي للماراثون والشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران) الشريك الاستراتيجي وعمان للإبحار والطيران العماني الناقل الجوي للحدث وشركة مواصلات الناقل البري للحدث والشركة العمانية للاتصالات(عمانتل) وشركة شابورجي وشركة لارسن وتبرو والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة تنمية نفط عمان ومياه بدية وبوكاري سويت وغيرها من الشركات وعدد من الجهات الحكومية والأهلية التي تتواجد وبشكل بارز في المساهمة في هذه الاستضافة بالإضافة إلى الدعم الإعلامي الكبير المقدم من أثير الرعاة الإعلاميين ومختلف وسائل الإعلام المختلفة .
يذكر أن من أهم الأهداف المرجوة من تنظيم هذا الماراثون وضع السلطنة على الخريطة العالمية في تنظيم رياضة التحدي والمغامرات ، ودعم السياحة والاقتصاد من خلال إيجاد هذا النوع من رياضة المغامرات والتي تستهوي الملايين في العالم ، وتحريك وإنعاش السياحة الداخلية .
ويشهد هذا الماراثون الصحراوي نجاحات كبيرة نظرا للحشد الجماهيري الغفير والمتزايد والقاعدة الجماهيرية الكبيرة التي تحظى بها مثل هذه السباقات، وأيضا ما تمثله الرمال من مقومات سياحية وبيئية ملائمة ومرغوبة من قبل المواطنين والسياح ، وما يكتنفها من تنوع جغرافي نادر حيث كان لها الأثر الكبير في تسويق السلطنة عالميا كإحدى الوجهات العالمية في رياضة المغامرات ، والمنافسة الشديدة من قبل المشاركين، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة كبيرة من الزائرين والمقيمين من جنسيات عربية أوروبية وأميركية وما سيتبع ذلك من تأثير على زملائهم الأجانب .
لمحة تاريخية عن الماراثون
والماراثون هو الجري لمسافات طويلة على الأقدام لمسافة تصل إلى 42.195 كيلومترا 26) ميلا و 385 ياردة)، وعادة يكون في طرق معبدة أو مهيأة في المدن أو الأرياف. وتم إطلاق الاسم تخليدا للجندي اليونانيPheidippides الذي جرى لحمل الرسائل أثناء معركة ماراثون طبقا للرواية التي قدمها هيرودوت . ويعد هذا السباق من السباقات الرئيسية التي أقرت في اولمبياد أثينا عام 1896 ثم جرى اعتماد مسافة السباق وهي 42.195 كيلومترا (26 ميلا
و385 ياردة) عام 1921م .
ويوجد حاليا في العالم أكثر من 500 من سباقات الماراثون يتم التنافس فيها كل سنة كماراثون نيويورك وبوسطن ولندن ودبي، حيث يشارك فيها عشرات الآلاف من المتسابقين ولكن الغالبية العظمى يشاركون للترفيه والمتعة .
أما الماراثون الصحراوي فيختلف نوعا ما عن الماراثون العادي حيث إن مسافته من 165 إلى 250 كم تقسم إلى أربع مراحل أو خمس مراحل لمدة خمسة أو ستة أيام حيث يسلك المتسابقون الطرق الصحراوية والرملية والوديان محملين بحقيبة تحمل جميع المواد الغذائية والماء والمعدات التي يحتاجونها ليعيشوا في الصحراء حسب المدة ويقام في نهاية كل مرحلة مخيم للتزود بالماء والأكل والطبابة والنوم.