اكتشف فيها مصنع للصخور الصابونية كأول اكتشاف في شبه جزيرة العرب وتنسب إلى العصري الحديدي
ينقل ـ من محمد بن سعيد العلوي :
وادي الحريم بينقل هي إحدى قرى ولاية ينقل واسعة الصيت ، تقع بين مفترق طرق فهي تبعد عن مركز الولاية ( 45) كيلومترا وتبعد عن ولايتي صحار وصحم ( 70 ) كيلو مترا وعن ولاية البريمي ( 120 كيلومترا، فيحدها من الجهة الشرقية بلدة الوقبة أما من جهة الشمال بلدة بيحا ويحدها من الجنوب قرية المعيدن أما من الغرب فهي امتداد لأحد الطرق التي تؤدي إلى محافظة البريمي ، وتعتبر هذه المنطقة مجرى واد يبلغ طوله حوالي 11 كيلومترا يمتد من منطقة تسمى قرون السويدي حتى بلدة الوقبة.
والسؤال الذي يتردد دائماً، لماذا سمي بهذا الإسم؟ هناك روايات عديدة لسبب تسمية وادي الحريم فالبعض يرجح السبب إلى فترة الحرب حيث تم تحريم الحرب في هذه المنطقة ، أما الرواية الأخرى تقول : إن وادي الحريم هو حرم لبلدة (بيحا) ، بينما يتفق الوالد حمد بن سالم العلوي مع الوالد سيف بن محمد البادي أن سبب التسمية يرجع إلى قلعة الحرامة التي أطلالها مازالت شاهدة على قدم حضارة المكان ، وتعني تسمية الحصن أن المكان له حرمة وحماية خاصة وبمرور الزمن تحرف الاسم إلى وادي الحريم وكان اسمه في القديم وداي قلعة الحرامه، وتاريخ القلعة غير معروف لحد الآن وهذا تاريخ مروي وليس مكتوبا.
أما عن تاريخ الوادي فقد عُثر مؤخراً وأثناء عمليات إنشاء الطريق المؤدي إلى الوادي على مجموعة من الآثار من أوان فخارية وأواني طبخ تشبه مثيلاتها في حضارة أم النار مما يدل على وجود حياة في الوادي منذ مئات السنين ، كما عثرت بعثة أميركية من جامعة هوبكنز على موقع لصناعة الأواني الحجرية في منطقة عقير الشموس ، حيث تم اكتشاف مصنع تصنيع الصخور الصابونية كأول اكتشاف في شبه جزيرة العرب ، وهذه الحضارة تنسب إلى العصر الحديدي الذي يمتد من 1300 ق. م.
والزائر بإمكانه أن يسمع خرير المياه التي تنساب من واحات الوادي مثل السويدي وهامة وبيحا وهليب الذي تضفي روعة على المكان ويتسم بهدوء النفس وسكينة الروح من ضجيج الحياة ، وتنتشر على ضفتي الوادي ما يقارب 50 مزرعة متصلة ومنفصلة مما يجعل تعدد في المحاصيل الزراعية كما يذكر المهندس الزراعي علي بن عبدالله البادي أنه يزرع في الوادي المحاصيل الحقلية مثل الذرة والشعير والقمح، والخضراوات مثل البطيخ والخيار والقرعيات بمختلف أشكالها والطماطم والباذنجان والخضراوات الورقيه بالإضافة إلي البقوليات بأنواعها المتعددة ومن ضمنها السمسم ولا ننسى أيضاً المحاصيل الجذرية مثل البطاطس والجزر والفندال،ويزخر الوادي أيضاً بأصناف عديدة من النخيل وتعتبر التمور المنتجة فيه من أجود الأنوع من حيث التصنيع لأن المنطقة توفر جوا جافا قليل الرطوبة يلائم إنتاج التمر،كما يعتبر وادي الحريم منطقة ملائمة لزراعة الكثير من المحاصيل الزراعية التي قد لا تنبت في أماكن كثيره غيره ، حيث أن الانخفاض الكبير في درجات الحرارة يسهم في تحفيز بعض الأشجار مثل التفاح والرمان والنكترين على التزهير حيث إن هذا النوع من الأشجار يحتاج إلي متطلبات حرارية منخفضة فمثلا بعض أصناف التفاح تحتاج على الأقل إلي 300 ساعة برودة ؛ ودرجة الحرارة فيها في حدود 7 درجات سيليزية حتى تستطيع التزهير .
ورغم كل تلك المناظر الخلابة ، والطبيعة البكر ، والطقس العليل الذي يزخر به الوادي ولكن ما زال هناك ما يعكر صفو ساكنيه، فيقول سالم بن نجيم البادي كنا نطالب ومازلنا ببعض الخدمات التي تنقص الوادي كالشارع وتوفير شبكة الإنترنت وتوفير المياه للسكان ، ولم نترك باباً إلا طرقناه ولكن لا حياة لمن تنادي.
من جانبه أوضح حمدان البادي أنه في زمن أصبح فيه العديد من الجوانب الحياتية والمعيشية والتعليمية تدار عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والتواصل بين أفراد المجتمع عن طريق الاتصالات والتواصل الهاتفي.
ومن خلال استطلاعنا لبعض القرى التابعة لهذه الولاية وما تحتاجه من خدمات وجدنا بعض المناطق تعاني من عدم التغطية الهاتفية.
هذه المنطقة هي الجزء السفلي من وادي الحريم بولاية ينقل فهم يعانون من عدم توفر شبكة الاتصال للهاتف النقال وقد سبق وأن قام الأهالي بمخاطبة الجهات المختصة ومكتب سعادة الشيخ الوالي ومكتب المحافظ والهيئة العامة لتنظيم الاتصالات وما تركوا بابا إلا وطرقوه وتمت مراجعات إلى الجهات المختصة حول شبكات الاتصال بالهواتف النقالة ولكن منذ تلك المراجعات والمخاطبات لم يجد سكان تلك المنطقة لطلبهم أية فائدة ما عدا الزيارات للمنطقة والوعود التي لم تأت بنتيجة، وهذه المنطقة المذكورة لم تحظى بنصيب من التغطية الهاتفية.
كما إن الأهالي وحسب قولهم : إنهم تقدموا بطلب منذ 15 عام، كما تقدموا أيضا إلى الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات أكثر من خمس مرات.
وما زال يحدوهم الأمل في توفير هذه الخدمة لما لها من مردود اجتماعي وتعليمي بالمنطقة فهم في أمس الحاجة لذلك بسبب ارتباط أبنائهم بالدراسة في المدارس والكليات والجامعات والبعض لديه دراسة عن بعد في الكليات التي يكون التدريس فيها عن بعد ، كما أن التواصل بينهم وبين الآخرين عن طريق الاتصال الهاتفي.
محمد بن نجيم البادي أحد سكان وادي الحريم يقول : إن السكان يعانون من قلة الخدمات الضرورية للوادي فالطريق عصب الحياة للأهالي كما أن الطريق الترابي يسبب مشاكل صحية كأمراض الربو والتنفس وذلك بحكم قرب منازلهم من الطريق.
وقال زيد بن علي البادي من الوادي : نتطلع أن تقوم الجهات المعنية بتوفير الخدمات الأساسية للوادي حتى ينعم الأهالي بالخدمات الضرورية التي تقدمها الحكومة في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة ـ أبقاه الله ـ .
وقال محمد بن صالح البادي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية ينقل : إن أهالي وادي الحريم منذ سنوات يطالبون برصف الشارع، وتمت مخاطبة وزارة النقل والاتصالات ومقابلة معالي الوزير أكثر من مرة والردود كانت سيتم دراسة الموضوع .
المصدر: اخبار جريدة الوطن