احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / نصر.. لم يرحل

نصر.. لم يرحل

الوليد بن زاهر العدوي:
وقوفا عند جدليات الموت والحياة.. يذهب أشخاص ويأتي آخرون لتستمر عجلتها المتسارعة إلى الآخرة، حيث المصير الخالد لبني البشر.
رحيل «نصر» الذي يطوي أسبوعه الثاني يتجدد بدواخلنا لأن ذكراه التي غرسها باقية ما حيينا، فزرع نصر يؤتي أُكله كلما مر طيف ذكراه العطرة التي ما نذكر منها كدرا ولا سوءا قطا.
ليس هي حالة من التقديس والتنزيه لبشر بقدر ما تكون ذكرا لمحاسن صفاته وسمو أخلاقه وابتسامته التي لم تفارق محياه لحظة وإن كان غاضبا.
ذهب نصر لعالم أوسع وفضاء أرحب، حيث ما أعده الله لعباده الذين أخلصوا القول وأقرنوه بالعمل، ولا نزكي على الله أحدا.
فنور نصر: نصر ينطلق النور من وجهه الباسم ليهدي القلوب نسيما من الود يشعر من يقف بجانبه أنه يعرفه منذ نعومة أظفاره.
وستظل روح نصر بجانبنا، نتذكره مع كل موقف ومشهد كنا فيه معا.
لسنا في مقام عزاء.. فالعزاء حتما للذين يرحلون عن ذاكرتنا مع أجسادهم.. لكن نصر، وإن رحل جسدا، فهو في ذكرياتنا باقٍ في روحه الشفافة التي ستظل تطوف حولنا عندما نستذكر أيامنا معه.
أقول أولا لأقارب نصر: ثقوا أن إنسانا كنصر لن يرحل لأن ذكراه باقية.. بل ادعو الله أن يجمعكم مع ابنكم البار هو أخوكم الودود، في جنته، فنصر طالما كان قدوة حسنة للشباب بمحاسن أخلاقه، لكن الموت يظل إحدى سنن الله في خلقه، فلله مع أعطى، وله ما أخذ، وإنا لقضاء ربنا لراضون.
أصدقاء وأصحاب نصر: بقدر فقدكم لنصر كونوا القدوة الحسنة لأخلاقه وصفاته، وتمثلوها لتبقى ذكراه بينكم.. فأنتم أدرى وأعلم من هو نصر وكيف يتعامل معكم في كل موقف.
نفسي: وأقول كلمة لنفسي كلما مرت بي روح نصر وحادثتني إنني على يقين أنه كأمثال نصر لن ينسوا، فالعمل الحسن والخلق الرفيع لن تطويه الرياح .. وجميل قدمته يد نصر لي، لن ينسى.. فكانت يده باذخة بالعطاء.. تجود بلا حدود.. تمتد بل وتربت على كتفي عندما كنت أقف بجانبه وأسترق ابتسامته في جميع اللحظات.
أيها التراب.. هنيئا لك أن احتضنت روحا فضفاضة بالخير، مقدمة في العطاء، باسمة بالصدق لم تتكلف يوما عاملت البشر، ولم تتأفف من خدمتها.

aladawi78@gmail.com


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى