اعداد ـ علي بن صالح السليمي:
يقول سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ـ المفتي العام للسلطنة في احدى محاضراته عن حب الاوطان والنهوض بها: أدعو الجميع إلى التعاون على الخير والنهوض بهذا الوطن في ظل القيادة الرشيدة والدفع بعجلته إلى الأمام والحرص على تربية النشء التربية السليمة وأرجو ان يكون الآباء والامهات قدوة لآبائهم وأبنائهم وكذلك على المدرسين والمربين ان يكونوا قدوة لتلامذتهم، كما أرجو من الكبار أن يكونوا قدوة للصغار حتى تكون القافلة في طريقها الصحيح ولتصل لغايتها المرجوة.
كل نهضة تقوم على قيم
موضحاً سماحته: من المعلوم أن كل نهضة إنما تقوم على قيم، وبما اننا امة لها قيمها ولها تاريخها ولها استقلالها في التطورات وفي مناهج الحياة، فإننا علينا ان نرجع إلى اصولنا الفكرية والتاريخية، ويجب ان نرجع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين التربية الصالحة التي كان عليها السلف الصالح، وإلى الاستفادة من كل علم ومن كل تجربة في هذه الحياة في حدود ما اذن الله به وفي حدود ما هو مشروعً لنا من قِبل الله تعالى.
وقال: من الواجب على الامة عموماً وعلى هذا المجتمع، بطريقة خاصة في المحافظة على كل المواريث التاريخية والفكرية والاجتماعية والاخلاقية وعدم التفريط في شئٍ من ذلك.
التضحية من أجل الخير
موضحاً بأن الامم إنما تسمو وتنخفض بأخلاقها فبقدر ما تكون أخلاقها فاضلة تسمو إلى الدرجات العلا، وبقدر ما تكون درجاتها متدنية تتدنى إلى الدرجات السفلى، فلذلك كانت المحافظة على ما كان عليه السلف ومضى عليه الآباء من الشهامة والكرامة والتسامح والرغبه في الخير والتضحية من اجل الخير والمسارعة الى مافيه خير الناس والقيام بكل الواجبات الاجتماعية فهذا امر تحكمه الرغبة في إعداد هذا النشئ الأعداد الصالح حتى يكون قائماً بما يجب عليه وحتى يكون امتدادا لسلفه الصالح وليكون ايضاً حريصاً على سير بناء هذا الوطن والسير به للامام.
خيانة الأوطان
وحول خيانة الأوطان يشدد سماحة الشيخ بقوله: الخيانة أمر خطير، يقول تبارك وتعالى:(إن الله لا يهدي كيد الخائنين) ويجب الحذر لكل الاسباب التي تفضي إلى الخيانة، ويجب تجنب الذين يخونون أماناتهم ولا يحفظون عليها كما امر الله تعالى عليها، لذلك لا يجوز أن يؤثر الإنسان مصلحة نفسه على مصلحة مجتمعه وأمته، وعلى مصلحة دينية اولاً فإن هذا يعد من الخيانة لله تعالى وعلى الأمانة المُلقاة على عاتقه.
مسئولية مشتركة
وحول مسئولية تربية النشء قال سماحته: إن مسؤلية تربية النشء مسؤولية يشترك فيها الجميع، ومن المعلوم ان كل تربية تخلو من روح فهي خواء وانما يحب الاعتناء بالروح اولاُ وذلك بان تغرس المفاهيم الدينية الصحيحية في ادمغة النشىء ليتصور الحقيقة كماهي ويتصور المبدأ والمعياد والسمؤلية بين المبدأ والميعاد، والمحاسبة على كل ما قدّم وما أخّر، وبهذا يكون لدينا نشأً صالحاً يراعي حق الله تبارك وتعالى اولا ثم الحقوق الأخرى حقوق قيادته ووطنة ومجتمعه وحقوق جميع الامة وحقوق جميع الجنس البشري والكون بأسره لأن لكل شي حق على الإنسان بأعتباره الإنسان خليفة في الارض ومُمكِناً في هذا الكون.
المصدر: اخبار جريدة الوطن
