احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / محمد بن شيحيت العمري: شعر المحاورة دائما ما يجسّر العلاقات الإنسانية والاجتماعية وبيان الواقع الثقافي

محمد بن شيحيت العمري: شعر المحاورة دائما ما يجسّر العلاقات الإنسانية والاجتماعية وبيان الواقع الثقافي

أحد ابرز شعراء المحاورة في السلطنة
إعداد ـ خميس السلطي:
يعتبر الشاعر محمد بن علي بن شيحيت العمري من أبرز شعراء المحاورة في الشعر الشعبي في ولاية مرباط خصوصا، ومحافظة ظفار عموما، والذين تعرفت عليهم الساحة الشعرية من خلال العديد من الفعاليات والبرامج التي تقام في المناسبات الرسمية والخاصة والدينية، حول البدايات يتحدث الشاعر بن شيحيت العمري فيقول: البدايات لو أردنا التحدث عنها فأنا كأي شاعر ومهتم يدفعه الحماس وروح الشباب حيث إن الموهبة بالوراثه وأحيانا مكتسبة بحكم تطلع الشخص وثقافته، فبدايتي المتواضعة كانت في عام 1982م تقريبا وظهر اهتمامي في هذا الجانب برغم الصعوبات في ذلك الوقت بعكس ما نشهده اليوم من سهولة الحصول على المعلومه ويسر الخدمات وتوفر البيئه المناسبة للقراءه والمطالعة.

التأثير والتأثر
وحول التأثير والتأثر يتحدث الشاعر محمد العمري عن أصدقاء الشعر والكلمة في محافظة ظفال فيقول: إذا قلت تأثرت بشخصية معينه قد لا أكون منصفا ولكن أحببت الاستماع لبعض الشعراء في المحافظة أنذاك أمثال الشاعر مسعود قيضار العمري (العود) والشاعر علي بن محسن أل حفيظ والشاعر أبن النقيب اليافعي وكذلك بن دغابان باعمر وأيضا الشاعر سالم كيهود العمري رحمهم الله جميعا، هؤلاء هم الشعراء والجيل الذي سبقنا والذين كنا نستمع لهم وحفظنا لهم العديد من الروائع، أما بالنسبه للشعراء الحاليين من جيلي فهم كوكبة كبيرة، أمثال الشاعر سالم مسعود العمري ومسلم محمد مغليل الشحري بالإضافة إلى العديد من الشعراء المتميزين والأدباء، ونحن عموما نستمع لبعض ونتابع كل ما هو جديد وإن كان هناك تفاوت في الشعر وأغراضه المتعددة ولا خلاف حول من ذكرتهم، من ناحية القوة الشعرية وسرعة البديهة في فن المحاورة.

هاجس يلازمني
وينطلق الشاعر بن شيحيت ويتحدث عن علاقته بالشعر فيقول: بالنسبة لي كشخص يبقى هاجسا يلازمني أينما رحلت والشاعر بحد ذاته إنسان مبدع، وفي حقيقة الأمر لا أخصص وقتا للشعر ولكن أتركه لمناسبات الأفراح والتي ـ والحمد لله ـ لا تكاد تنقطع بين الحين والآخر في بلادنا الحبيبه.
وعن مشواره الشعري يقول: بالنسبة للمشوار الشعري فيما يتعلق بالارتباط الاجتماعي إذا كان في الولاية أو في المحافظه بشكل عام، وللشعر دور كبير في إحياء المناسبات الوطنية كالاحتفالات الرسمية والاجتماعية كالأعراس وغيرها من مباهج السعد التي يكون للشاعر حضور متواجد في كافة أرجاء المحافظه بحسب طبيعة المناسبة.
ويحاول الشاعر محمد العمري أن يكون واقعيا عندما يأتي الحديث عن الشعر والشعراء فيقول: لا أتميز عن أي شاعر بشيء، فالنسبة لشعر المحاورة أو (الميدان)، يبقى لكل شاعر بارز في المحافظة لديه المقدرة على المباشرة في المحاورة وأنا من الشعراء الذين يستهوون شعر المحاورة، أما من ناحية خصوصية التميز فأنا لا أدعي التميز ولا أحس بأنني متميز عن غيري وهذا رأيي في هذا الشأن.
ويقربنا الشاعر المتمييز بن شيحيت حول شعر المحاورة وخصوصيته قائلا: المحاورة الشعرية هي أصلا تكون مباشرة وارتجالية بين شاعرين حول موضوع معين وبالتأكيد هناك تفاوت بين شاعر وآخر في المقدرة الابداعية على سبيل المثال في الارتجال السريع مع الحفاظ على المعنى الذي هو يشكل عنصرا أساسيا ومحورا مهما في فن المحاورة، فعلى سبيل المثال ولو تحدثنا على وجه الخصوص أرى أن الشاعرين أبوقيس سالم بن بخيت المعشني ومحمد دعاس المعشني من الشعراء المميزين في محافظة ظفار بالذات في هذا المجال وأنا أستمتع بمحاورتهمت متى ما دعت المناسبة لذلك.

الميل إلى المباشرة
كما أن لشعر المحاورة خصوصية وتختلف هذه الخصوصية من شاعر لآخر وأنا أميل إلى المباشره في أي موضوع دعت الحاجة لطرقه في الميدان مع الالتزام بعدم الإساءة لأحد، فالمحاورة الشعرية لدينا في ظفار خصوصا، المعروف عنها تجسير التواصل الاجتماعي والثقافي ومعالجة قضايا اجتماعية وفصل في الأمور وانتقاد سلبيات وإشادة بمحاسن وغيرها من الأمور والقضاياء الاجتماعية التي يتطلب في كثير من الأحيان ذكرها ومناقشتها مع شاعر جدير بالمحاورة في مثل هذه المواضيع، وقد تكون هذه الصفة التي قد يراها البعض في ويعتبرها ميزة إن صح التعبير.
وفيما يتعلق بقرب فنون الزامل أو الهبوت إلى الشاعر محمد العمري يقول هنا: الإثنان قريبان من بعضهما ولي أنا أيضا ولا أحس أن هناك فرقا بينهما ففي الإثنين الارتجال مطلوب وكلاهما تستخدم فيه نفس الأغراض الشعرية، بينما إذا كان هناك ثمة فرق فهذا الفرق هو في الوزن الشعري فللهبوت وزن ربما يختلف قليلا عن وزن الزامل مع أن الزامل مغنى وصاحبه إيقاع معروف.
وحول ما يقول أو يكتب من شعر وإيجاد محتوى أدبي شعري يضم إبداعه كديوان شعري مثلا يقول الشاعر محمد العمري: الله أعلم ولكن هي الفكرة موجودة والكمية التي تغطي الديوان متوفرة إن ما بالغت في الأمر وللآن لم ابدأ بجمع هذه المحاورات وإن شاء الله في القريب القادم سوف أحاول لملمة بعض تلك الأوراق.
ويتحدث الشاعر بن شيحيت عن الترابط الشعري بين الفنون الشعبية في السلطنة من أقصاها لأقصاها وحضورها في الجانب الوطني والاجتماعي وبيان الألفة بين ابناء الشعب وهنا يعلق: يبقى أن نقول إن هذه الفنون هي بمثابة الروح الشعرية لدى الشاعر، حيث أن كل هذه الفنون المعروفه بها سلطنتنا الحبيبة عمان هي بمثابة الرابط الذي يجمعها وهو الارتجال بالإضافه لرابط الجغرافيا الواحده والنبض الوطني الواحد والقائد الأبي الذي جمع شمل هذا الوطن ووحده ليصبح وطنا واحدا، كل هذه الروابط لها علاقة كبيره بالارتباط بين هذه الفنون، ولاشك أن تجمع هذه الفنون المناسبات الوطنيه والاجتماعيه ولكل خصوصيه في ذلك.

ارتباط المجتمع العماني
ويضيف أيضا: هذه الفنون متصلة اتصالا مباشرا بالمجتمع العماني ومرتبطة بجميع مناسباته، فلا يمكن الاستغناء عنها ولا مجال للخروج من هذه الخصوصية ونلاحظ أن هناك في كل منطقة من مناطق السلطنة توجد بها فرق شعبية وكيانات ثقافية أدبية حافظت على هذا الإرث الجميل من تلك الفنون بالإضافه لاجتهاد المهتمين بها من عشاقها بقيت هذه الفنون على ما هي عليه من خصوصية وهوية.
وفي نهاية حديثه يأتي الشاعر محمد بن شيحت العمري متمنيا من كل الشعراء والمهتمين بهذا الجانب الأدبي والثقافي استخدام الشعر في الأغراض الإيجابية مشيرا: أتمنى أيضا منهم تطوير كافة الجوانب الثقافيه حتى يعد من الروافد الغنائية أو العناصر والعوامل المفيدة لنقد ونبذ ما هو سيئ والإشادة بما هو حسن ويخدم الصالح العام ونتمنى من المؤسسات الحكومية المعنية أن تستمر في اهتمامها الذي لمسناه منها للنهوض بهذه المواهب الأدبية في السلطنة إلى مستوى الطموح.

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى