احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / كلمات أبوية أثلجت الصدور

كلمات أبوية أثلجت الصدور

انحنت الرؤوس وخضعت الرقاب إكبارًا، وأصيخت المسامع طربًا، وأمعنت العيون شوقًا، وفاضت القلوب والأرواح حبًّا وحنينًا للأب الكبير وصاحب القلب الرحيم، لباني مجد عُمان ورافع تاج عزها وفخرها ومؤسس نهضتها الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وهو يرسل كلماته الرقراقة والحانية والمعبرة عن حالة استثنائية في تاريخ بناء دولة وشعب، وحالة استثنائية جادت بها الأقدار لتصنع فلسفة قيادة معبَّأة بكل معاني الحكمة والحنكة السياسية وبُعْد الرؤية وغزارة الحب والصدق والوفاء والإخلاص والأمانة والانتماء، إكرامًا إلهيًّا لذات صاحبها ـ جلالة السلطان المعظم ـ وإكرامًا إلهيًّا لأبناء عُمان الماجدة، بأن يُنعم عليهم المولى عز وجل قائدًا حكيمًا في قامة جلالته ـ أيده الله.
وبقدر الشوق والحنين والحب والتطلع لرؤية جلالته ـ أبقاه الله ـ، كانت محيطات البِشْرِ والسعادة والسؤدد تفيض على عُمان من أقصاها إلى أقصاها تترنم منتشية تلك الدفقات الحميمية التي حملتها أمس كلمات جلالة عاهل البلاد المفدى ـ أعزه الله ـ من مقر إقامته في جمهورية ألمانيا الاتحادية باعثًا تهنئته الكريمة لأبناء شعبه الأوفياء بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين للنهضة المباركة، ومُطَمْئِنًا إياهم على صحته، وناثرًا الرياحين والياسمين بهذه المناسبة على عُمان الماجدة وشعبها.
إنها كلمات ـ كالعادة ـ تسجل حضورها في دفاتر المجد والتاريخ لنهضة عُمان الماجدة فتملأ المكان والزمان، كانت تلك المشاهد لتهافت أبناء عُمان على أجهزة التلفزة والمذياع ومواقع التواصل الاجتماعي، وتسمرهم أمام الفضائيات، ورص آذانهم بالمذياع لسماع تلك الكلمات الأبوية الوطنية المعبرة، دليلًا وبرهانًا له خصوصيته المتفردة على ما حازته قامة جلالته في القلوب والوجدان، فاتسعت آفاق المكان والزمان لكلماته الوجدانية وصداها، حيث كان للمشاعر الجياشة والتلاحم والإرادة والعزم واليقين في التوقيت، حضور له وقعه الوطني الخاص بخصوصية المكان والزمان، وبخصوصية الهوية الوطنية العمانية، حضور يتجاوز تلك الأنساق التقليدية المتداولة على خشبة المرافعات السياسية بعد أن تخلع ثوبها الباهت في غير المكان والزمان ذَوَي النكهة العمانية الوطنية الخالصة.
اليوم تستعد عُمان الماجدة وهي تصيخ السمع لكلمات باني نهضتها الحديثة لحمل سجلاتها مترعة بصفحات إضافية تعيد إلى الذاكرة النبض الذي أشعل مشاعل البناء بيقين وإرادة الانتصار على الصعاب طوال مراحل النهضة المباركة، بعد أن أمضت وأبناؤها حوالي أربعة أشهر من انتظار البشرى بصحة جلالته ـ أبقاه الله.
وإذا كان المشهد يزداد حضورًا بالمعنى الوطني والشعبي والإعلامي على حد سواء، ولا يخلو من الازدحام الحقيقي في تجلياته الإنسانية، وخصوصًا حين يندرج في سياق التعبير عن أشكال الولاء والانتماء والعرفان لجلالة السلطان، فإن كلمات جلالته بالتأكيد على الثوابت التي قامت عليها الدولة العمانية العصرية الراسخة الأركان، ومضيها بكل عزيمة نحو مستقبل مشرق واعد بالتطور والنماء، وكذلك تعبير جلالته عن سروره العميق وشكره البالغ على ما أبداه ويبديه أبناء شعبه الأوفياء من مشاعر صادقة ودعوات مخلصة، متوجهًا إلى الله العلي القدير بأن يحفظهم ويرعاهم كرامًا أوفياء، فإن هذه الكلمات تضيف إلى الإيقاع الشعبي المزيد من التفاعل والغنى الذي يراكم في نهاية المطاف النظرة التفصيلية للدولة العمانية العصرية المتشكلة في العقل المبدع لجلالة السلطان وقائد مسيرتها المظفرة، وبالتالي حرص جلالته ـ كعادته ـ على إسداء النصح بأهمية المحافظة على المكتسبات والمنجزات لهذا الوطن العزيز، وحمايته ودعم استقراره، ومواصلة مراحل البناء والتطوير دون كلل أو ملل. ولا ريب أن ثقته كبيرة في أبناء شعبه الأوفياء الذين عودوه على الالتزام والإصرار والعزم والإرادة والكبرياء والكدح من أجل عُمان. ‏

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى