احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / في العمق : خطاب جلالة السلطان تأصيل منهجي لإدارة الأزمات ودرء المخاطر والأوبئة

في العمق : خطاب جلالة السلطان تأصيل منهجي لإدارة الأزمات ودرء المخاطر والأوبئة

د. رجب بن علي العويسي

شكل الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في الثالث والعشرين من فبراير لعام 2020، نهجا وطنيا أصيلا في إدارة الأزمات والتعامل مع المخاطر، وعبر استنهاض الممكنات الوطنية والفرص واستنطاق الدوافع والقيم والملكات الفكرية والنفسية والأدائية والأخلاقية للمواطن التي باجتماعها تصنع الفارق في الأداء والقوة في النواتج والتثمير في الفرص، ولعل ما حمله في بنيته ومحتواه من مسارات واضحة لاستمرار نهضة الدولة العمانية المتجددة، وتأصيل فقه بناء المسؤولية وتوجيه المواطن إلى التزام موجهات واضحة وأدوات مفصلية في إدارة الأزمة والتعاطي الواعي مع التحديات بما تتطلبه من بصيرة نافذة وحكمة بالغة وإصرار راسخ وتضحيات جليلة، مرحلة متقدمة في صناعة أخلاق الأزمات ووسائل إدارتها وأدوات التعامل معها ومنهجيات العمل الوطني في رسم ملامح الأداء وخريطة الطريق التي تسير عليها الحكومة بكافة قطاعاتها؛ مرحلة حاسمة قوامها الوعي، وهو المدخل الاستراتيجي في التعامل مع الأزمات، والحلقة الأقوى في تبني سياسات المعالجة وترجمتها لواقع العمل؛ وأساسها استشعار عظمة المسؤولية والواجب الوطني بأهمية استغلال الفرص واستثمارها في إعادة إنتاج الواقع في ظل الأزمات والأوبئة حفاظا على البلاد وحماية للعباد وصونا للمكتسبات والموارد.
لذلك جاء خطاب جلالة السلطان المعظم قويا في مضامينه السامية التي تبحر في عمق إدارة الأزمات والتعاطي مع التحديات، وبما حمله من معاني الولاء للوطن والانتماء له والتضحية من أجله والإخلاص له والمبادرة في سبيلة والانتصار لمبادئه وحب الخير لأبنائه والالتزام بقوانينه وأنظمته والاحتكام إلى شريعته، وأن يترجم ذلك على شكل ممارسات عملية تظهر في سلوك المواطن وإقدامه ومبادراته وتعاطيه مع أولويات الوطن في كل الظروف والأحوال في الشدة والرخاء والسراء والضراء، ليصل الأمر إلى البحث عن استثمار كل الفرص التي أتاحها للمواطن بما يضمن مسؤوليتهم في تحقيق أمنه واستقراره وحمل رسالته ونهضته وتحقيق رؤيته وتنفيذ غاياته، بالشكل الذي يضمن قدرتهم على إدارة مسيرة التحول الواعي للمستقبل، لتدخل معه عمان عهدا مباركا جديدا، تواصل خطواتها الواثقة نحو المستقبل بعزيمة قوية وإرادة أقوى وروح وطنية عالية لتحقيق طموحاتها التنموية المتعاظمة ومواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية المتسارعة، محورها الإنسان العماني القائم على مسؤولياته والمدرك لما تتطلبه منه هذه المرحلة والمراحل القادمة من التفاف وتعاون وتناغم وانسجام وتكامل بين مختلف طوائف المجتمع وفئاته، فيشد بعضهم بعضا، ويقف الجميع على مسؤوليته الاجتماعية بكل حزم ومهنية وصلابة مؤمنين بعقيدة التكاتف مع القيادة الحكيمة في كل ما من شأنه تحقيق أمن الإنسان واستقرار أرض عمان في التعاطي مع الكوارث والجوائح والأزمات والأوبئة، فإن استقراء إدارة الأزمات في الخطاب السامي لجلالة السلطان يأخذ في الحسبان كل المفاهيم والمفردات والقيم والمبادئ والموجهات الواردة في الخطاب ذات العلاقة باستنهاض همم أبناء عمان وبناتها واستنطاق قيم الخيرية فيهم نحو عمان، وهي تضع أبناء عمان اليوم وفي ظل هذه الظروف أمام مرحلة متقدمة من العمل الوطني المشترك، والسير خلف القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في العمل بتوجيهاته الكريمة السامية بتشكيل لجنة وطنية عليا لمتابعة مستجدات فيروس كورونا (كوفيد19)، وحزم الإجراءات والتدابير الوقائية والاحترازية التي اتخذتها السلطنة في التعامل مع المرض في ظل الرصد العالمي لمستجداته والمؤشرات الوطنية التي ترصد واقعه الوطني منعا من انتشاره، وفي إطار رؤية واعدة تحفظ لعمان كل مقومات النجاح والتفرد ولتستمر مسيرة العطاء الوطني آخذة بكل محطات الإنجاز النوعية التي حققتها في إدارة الطوارئ والأزمات منذ عام 2007، وتؤسس في إنسان اليوم وأجيال المستقبل مدد العطاء وروح الانتماء والولاء للوطن في سبيل تحقيق مبادئه والالتزام بقواعده وحدوده، ولعل ذلك هو ما عناه الخطاب السامي بقوله: “إن مما نفخر به، أن المواطنين والمقيمين على أرض عُمان العزيزة يعيشون بفضل الله في ظل دولة القانون والمؤسسات، دولة تقوم على مبادئ الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص، قوامها العدل، كرامة الأفراد وحقوقهم وحرياتهم فيها مصانة، بما في ذلك حرية التعبير التي كفلها النظام الأساسي للدولة”، ليؤكد على اتساع الرؤية العمانية في قراءة واقع الإنسان وموقعه في المنظومة الوطنية، فهو رهان المستقبل وهدف التنمية العمانية وغايتها وروحها التي تدير حركة الإنتاج وعجلة التنمية، فتستشعر في الجميع عظم الأمانة والمسؤولية الوطنية لتصنع التزاما يمشي على الأرض وسلوكا يقف المواطن عند محطاته ويتفاعل مع مرتكزاته، ليجسد ذلك في واقع ممارساته، وعندها تصبح مساحة للمنافسة وشحذ الهمم في المبادرة وإحداث بصمة تأثير تظهر نواتجها في استحضار المواطن لواجباته ووقوفه عند التعليمات والإجراءات الاحترازية التي تتخذها اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات فيروس كورونا (كوفيد 19)، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بتضافر جهود الجميع ووقوفهم صفا واحدا أمام التحديات والعقبات التي تواجه الوطن والمواطن وابتكار الأدوات والوسائل المعززة لمسيرة الأمن والنظام والصحة والسلامة العامة، فإن الانتقال بعمان إلى مستوى الطموحات والآمال والتوقعات في شتى المجالات وفي التعاطي مع هذه الجائحة، تضع الجميع أمام مسؤوليته في جلد الذات والتنزه عن الأنانية والمصالح الشخصية، وحس المسؤولية بالالتزام بالإجراءات المتخذة.
لقد جرب العمانيون الأزمات وعايشوها وعاصروها فأنتجوا من خلالها شواهد إثبات على صبرهم وعطائهم واندماجهم والتزامهم بتوجيهات القيادة الحكيمة ورؤية الدولة ومؤسساتها المعنية، فقد عززت الحالات المدارية والأنواء المناخية التي تعرضت لها عمان على مدى السنوات المتعاقبة من قدرة العمانيين على إدارة الأزمات والحالات الطارئة والتعاطي معها بكل جدية، وما أصلته إنسانية القيادة الحكيمة ورؤيتها الثاقبة في إنسان هذا الوطن وتعظيم جهوده وغرس الثقة ودعم روح المبادرة فيه، لتبني فيهم مدد العطاء بلا توقف والإنجاز بلا حدود والصبر والتحمل في التعاطي مع المواقف، والمبادرة في البحث عن توليد الحلول وإنتاج المستلزمات الداعمة لمعالجة الأزمات والمواقف؛ وهي الإرادة والحكمة والإصرار على العمل التي جاء الخطاب السامي لجلالة السلطان المعظم ليستنهضها في سيرة العمانيين ورصيدهم الحضاري الغزير وإنجازاتهم الخالدة، وما يحمله المستقبل من هواجس وطموحات ورغبات وأولويات ونهضة وشموخ ويستنطق فيهم قيم الخيرية والصلاح ونهضة الروح وسمو الوجدان من أجل تحقيق الأهداف بمنع انتشار هذا الوباء في بلادنا عمان، لتبقى الحكمة السامية دررا تستشرف في الإنسان نهضة الوعي وسمو الفكر وقوة الإرادة وحس المسؤولية، وعندما يتكاتف الناس في الوصول بوطنهم إلى مسار القوة ويصنعون له التفرد بسلوكياتهم وممارساتهم ويقفون عند تعليمات القيادة الحكيمة وتوجيهاتها موقف التنفيذ الأمين والتخطيط السليم، والتعاطي الواعي معها لحمايتهم من المخاطر، عندها يصبح الالتزام بالتعليمات والوقوف على الإجراءات وأخذ الاحترازات محمل الجد جزءا من الولاء المتفرد والوعي المتحقق، الذي ينتزع من النفس ران الأنانية والتهور والمغامرة غير المحسوبة والمجازفة والاستهتار بحياتهم وحياة الآخرين، فيقفون على مبادئ الوطن وحقوقه لتصبح لهم منهجا ونبراسا يضيء طريق المستقبل ويصنع منهم أمة واعية بغاياتها مدركة بالتزاماتها واضعة نصب عينيها مصلحة وطنهم العليا فوق كل الأولويات.
وشكلت هذه المعطيات قوة وطنية في استيعاب كل التحديات والأحداث التي أشار اليها الخطاب السامي، وهي أحداث ممتدة في تفاصيلها، متشعبة في مسبباتها، متنوعة في أوصافها، متغايرة في مسمياتها واشكالها بتعدد الظروف والأحوال، وعبر الاستثمار في الفرص تصنع القوة التي تولد من رحم هذه الأحداث وشاكلتها وظروفها لتظهر قيمتها المضافة فيما تؤصله في أبناء الوطن ومؤسساته التعليمية والاقتصادية والفكرية والصناعية وغيرها من اجتماع الكلمة ومساحات الابتكار والريادة والبحث العلمي والذكاء الاصطناعي، وقد جاء في النطق السامي “إننا نقف اليوم، بإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء في عمان، مرحلة شاركتم في رسم تطلعاتها، في الرؤية المستقبلية “عمان2040″، وأسهمتم في وضع توجهاتها وأهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يجسد الرؤية الواضحة، والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارا ونماء، وإننا لندرك جميعا التحديات التي تمليها الظروف الدولية الراهنة، وتأثيراتها على المنطقة وعلينا، كوننا جزءا حيا من هذا العالم، نتفاعل معه، فنؤثر فيه ونتأثر به”، لتشكل جميعها استراتيجيات عمل في استقراء متطلبات إدارة الأزمة والجاهزية القبلية والبعدية وأثناء حصولها، وعبر الأمل الذي رسّخه في أبناء عمان بقادم مشرق وإنجاز متحقق وعبر إرادة واعية وآمال حالمة تتجه إلى الفعل وتؤسس المبادرة وتصقل الخبرة وتجرب الفرص وتقف على أفضل الممارسات لتصنع منها فرص المنافسة لبلوغ الأفضل وتقديم الأجود وترقية المهارة وصناعة القدوة وإنتاج القدرة، مرحلة قوامها تعزيز دور التشريعات والقوانين في رسم ملامح التطور وإعادة هندسة الممارسة الوطنية وتأكيد مسارات الشراكة والتعاون والتكاتف بين القطاعات والمؤسسات والمواطنين وتوظيف كل منصات النجاح ومحركات العمل لصناعة أداء وطني يفوق التوقعات في الحد من انتشار الوباء والتعامل الحصيف مع الجائحة، لتقف اليوم أمام مشاهد جديدة وطموحات متعاظمة لتزهر بحاضر عمان الزاهي وتشرق بمستقبلها الوضاء، وترسم أمام شعبها الوفي تحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق المعظم، خارطة الطريق وهي تشق طريقها بإذن ربها حاملة معها عمان الأمانة؛ والبوصلة التي تضع المواطن وقطاعات الدولة ومؤسساتها المختلفة أمام صورة مكبرة للواقع الوطني والتحولات والتحديات والتوجهات الساعية لبناء عمل المستقبل استمرار لنهضتها المتجددة وتعزيزا لثوابتها الأصيلة التي جعلت منها دولة عصرية شهد لها القاصي قبل الداني، وهي صورة تتمازج فيها خيوط العطاء وتتناغم خلالها خطوط التأثير وتتفاعل معها مكونات بناء الدولة، وتتحاور معها سلطاتها التشريعية والتنفيذية والرقابية لضمان اكتمال جودة الصورة، في ظل رؤية البحث في العمق والدخول في جوهر الأشياء، وعبر ما يقدمه البحث العلمي والابتكار والريادة والحوكمة من فرص الوصول إلى حلول مبتكرة ونواتج عملية معتمدة ومبادرات قابلة للتطبيق تجد لها في أرض الواقع مساحة حضور واستراتيجية أداء لصناعة الفارق وتقوية ممكنات العمل وتعزيز رهان الاستحقاق الذي يضع المواطن في صورة الفعل الاستثنائي والإنجاز النوعي، وهو يواجه مصيره القادم للحد من انتشار هذا الوباء بروح عالية لا تقبل التنازل، ويجد في الالتزام بكل القرارات التي انتجتها اللجنة العليا مسارا استراتيجيا يحفظ عمان الأمانة وبصون انسانها الأمين، ويتعاطى مع قراراتها بروح رضية متفائلة بقادم مشرق تزول فيه غمامة الحزن وتنفرج فيه أسارير الحياة بتلاشي المرض وعودة الأمور إلى سابق عهدها؛ وهو في كل المواقف والأحوال والأحداث المصاحبة لهذه الجائحة يجد في التقيد بالتعليمات والالتزام بالحجر المنزلي والبقاء في المنازل مدخلا يجنبه عثرة الاختلاط وهاجس مظنة الشبهة في انتقال المرض كمدخل للسلامة والأمان.
من هنا جاء الخطاب السامي لجلالة السلطان المعظم واضحا في رسم ملامح التحول المطلوبة من الإنسان العماني في قراءة عمان المستقبل، ولمّا كانت النُهج واضحة، والأدوات معلومة، والطريقة مفهومة لذوي الاختصاص، فقد مضت في استكمال خطتها بحكمة، وأرست دعائم عملها بكفاءة لتصل إلى استقرار، وتحقق أهدافها بكل افتخار، حاملة لأبناء وطني والقاطنين على أرضيه وعبر القرارات التي أنتجتها، رسائل الأمن والسلام وإجراءات الحماية والرعاية وتحقيق النظام ليسعد الجميع ويعود الناس إلى سابق عهدهم في اطمئنان لتعبر جميعها عن كفاءة العمليات المستخدمة في إدارة الأزمة الحاصلة الناتجة عن كورونا، بعزيمة أبناء عمان ومضائهم والتزامهم ومحافظتهم على سلامتهم الشخصية وسلامة وطنهم؛ ممارسة أصيلة تعكس عظمة المسؤولية وإخلاص الواجب، وخيار استراتيجي يحتكم في مسيرة عمله إلى محكات الواقع ومسلماته وأطر واستراتيجيات أداء عالية الدقة، انطلاقا من كون المواطن رهان التنمية الواعد، وغايتها التي تتجه بالوطن إلى تحقيق أعلى درجات الأمان والاستقرار، وهي تتجه إلى قراءة المواطن في رؤية الوطن الإنسان وإنسانية المواطن الذي توجه له كل أولويات الاهتمام وتحاط به كل ممكنات الحماية والاحتواء وتجيّش من اجله كل الجهود والقرارات من أجل أن يعيش حياة الأمان والرخاء، وهو النهج الذي جاءت به الإرادة الحكيمة “إن الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم في شتى المجالات، سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله، واضعين نُصب أعيننا المصلحة العليا للوطن، مسخرين له كافة أسباب الدعم والتمكين… وإننا إذ نعاهد الله عز وجل، على أن نكرس حياتنا من أجل عُمان وأبناء عُمان؛ كي تستمر مسيرتُها الظافرة، ونهضتها المباركة”، غير أن الوصول إلى هذه الغاية يبدأ بوعي المواطن وإدراكه لمتطلبات المرحلة ووقوفه مع قيادته الحكيمة ومساندته لها، في كل الظروف والأحوال، فإن الحالة الاستثنائية التي يعيشها العالم أجمع اليوم الناتجة عن فيروس كورونا المستجد(كوفيد19)، والضرر الكبير الذي لحق بالإنسان والأوطان وأحدث شللا شبه تام في كل مناحي الحياة، يصنع من هذه المنغصات ممكنات داعمة ومصدر قوة للمستقبل يضع عمان في موقها المتفرد، بما تحمله من طموحات لصالح الإنسان العماني وزيادة قدراته وبناء كفاءاته في التعاطي الواعي معها وإدراك مسؤولياته نحوها والتزامه الإجراءات المنفذة بشأنها، منطلقا لحماية النفس ووقاية لها من الضرر كأحد مقاصد الشريعة الإسلامية ومبادئها العليا، وهو يضع المواطن والمقيم على حد سواء أمام استحقاقات أكبر في صناعة الفارق بإخلاصه وإنجازاته ومبادراته وعطائه وولائه وانتمائه وحبه لعمان وتعظيم جهود الدولة وما اتخذته من قرارات في سبيل الحد من انتشار المرض بالحجر المنزلي أو العزل الصحي أو لزوم البيت ومنع الخروج من المنزل أو ترك الممارسات المجتمعية والعادات التي تسبب الاختلاط وتسهم في زيادة انتشار المرض كالمصافحة ومنع التجمعات المجتمعية في مناسبات الأفراح والعزاء وغيرها.
وأخيرا فإن تجسيد وعي المواطن واستشعاره عمان في كل حركاته وسكناته وتصرفاته وتعبيراته ووضعها في أولوية العمل، والتزامه التام والمطلق بكل الإجراءات الاحترازية للحد من وتيرة سرعة انتشاره بين سكان السلطنة، بما يصنعه من مبادرات ويمارسه من سلوكيات ويحققه في نفسه من التزامات واقعا يمشي على الأرض؛ عناصر رئيسية ومرتكزات جوهرية في كفاءة العمليات المستخدمة في إدارة الأزمة، ومدد يعصمها من الزلل ويبعدها عن الخلل ويصقلها بروح المسؤولية ويمنحها القوة وحسن الإدارة وسلامة التخطيط وأمانة التنفيذ ومهنية الأداء؛ ويلقي في الوقت نفسه على مختلف القطاعات والمؤسسات والشركات ومؤسسات القطاع الخاص وقطاع البنوك التجارية والبنوك التمويلية وشركات التأمين وشركات السيارات وشركات الاتصالات وشركات الكهرباء وشركات المياه وغيرها؛ مسؤولية اتخاذ مبادرات جادة في دعم المواطن والأخذ بيده في التعاطي مع هذه الأزمة الخانقة والظروف المتعسرة من أجل أن يستمر في تعاطيه الواعي مع الأزمة والتزامه التام بكل المتطلبات التي تفرضها عليه القرارات والواجبات الوطنية، وهي مسؤولية اجتماعية تصنع فارق في صنيع المجتمع وتفاعله الإيجابي مع كل القرارات الصادرة من اللجنة بكل مهنية ومصداقية وموضوعية، انطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية في هذه الظروف، لتبقى إرادة العمانيين في التعامل مع كورونا نموذجا أصيلا في مواجهة التحديات والتعامل مع أخلاق الأزمات، ليزيد ذلك من لحمتهم الاجتماعية وتعاطفهم وتعاونهم مع قيادتهم الحكيمة وما تقره اللجنة العليا من قرارات وقواعد للعمل والتعامل مع مستجدات المرض، وعبر التزام وطني بكل الإجراءات الاحترازية بإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين، وأخذها مأخذ الجد والتنفيذ والمتابعة والتطبيق الفعلي لها، لتكون لهم سنة محمودة وميزة معهودة، وشاهد إثبات في حجم التغيير النوعي الذي صنعته أزمة كورونا وغيرها من الأزمات في إنسان هذا الوطن المعطاء، والجاهزية التي أثبتها في بناء أرصدة نجاحات قادمة لتخطي الأزمة وانفراج الكربة وزوال الظلمة وانجلاء الخطب وانقشاع الغمة … حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها وسائر بلاد العالم من شر الأوبئة والأمراض.

د. رجب بن علي العويسي
Rajab.2020@hotmail.com


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى