احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / فريق علمي لسبر الخبايا الجيولوجية بالسلطنة

فريق علمي لسبر الخبايا الجيولوجية بالسلطنة

يبحثون ويسبرون خبايا جيولوجية السلطنة
شباب عمانيون يكونون فريقاً علمياً لاكتشاف الظواهر الجيولوجية والطبيعية الفريدة للسلطنة
ـ محمد الكندي : الفريق اكتشف سبعة كهوف لم يتم اكتشافها من قبل والآن نسعى للدراسة العلمية لهذه الكهوف
ـ انخفاض اليابسة في مسندم بمقدار 6 إلى 7 مل كل عام بسبب التصادم بين الصفيحة العربية والآسيوية
ـ صخور الأفيوليت وصدوع صلالة بشحيت وشعت وسلسلة جبال ظفار وصبخة الربع الخالي أغرب الظواهر الجيولوجية في السلطنة
كتب ـ وليد محمود :
من ينظر إلى الطبيعة الجغرافية والجيولوجية للسلطنة يدرك أن السلطنة فريدة في تكوناتها الجيولوجية والتي تشكلت عبر مئات الآلاف من السنين لذلك نجد هذه التكوينات قد أشعلت حماس العلماء في كل أنحاء العالم لدراسة طبيعتها وتكويناتها الصخرية والتي تقع في كل دول العالم في قاع المحيطات لكن جبال الحجر شاهد عيان على هذه التكوينات الصخرية التي ارتفعت لتظهر للعيان لذلك نجد الكثير من العلماء يتجهون صوب هذه الجبال لدراستها بدلا من الولوج إلى قاع المحيطات والبحار أملا في دراسة هذه الصخور في رحلة ربما لن يعود فيها.
شباب عمانيون
وفي هذه الفترة ظهر شباب عمانيون عاشقون لهذا الوطن اندمجت أرواحهم بترابه كونوا مع بعضهم البعض فريقا للبحث العلمي في جيولوجية السلطنة وكانت أولى الخطوات هي اكتشاف بعض الكهوف وقاموا في خلال أقل من شهرين باكتشاف 7 كهوف جديدة لم تكن موجودة من قبل لكن هذا الفريق المكون من مجموعة من الشباب العماني الطامح يريدون خدمة وطنهم بغير صخب أو شهرة عبر البحث في هذه الأرض وشقوقها وتكويناتها الصخرية العجيبة التي تمتلئ بها هذه الأرض الضاربة في عمق التاريخ.
يقول الدكتور محمد الكندي ـ أحد أعضاء الفريق: أغلب أعضاء الفريق أساتذة وهناك مدرب اسمه نبيل الزكواني وهو من سكان الجبل الأخضر لتدريب الفريق على التسلق وهو خبير تسلق وهناك خبير ألماني مقيم في السلطنة ولديه خبرة في تسلق الجبال وأعضاء الفريق هم: الدكتور محمد الكندي ـ علي الريامي ـ ناصر الريامي ـ حمد الزكواني ـ نبيل الصقري ـ نبيل الزكواني ـ سعيد الريامي ـ محمد الجامودي ـ طارق بن زياد ـ الألماني ماتيس كوري وقد تم التنسيق مع عدة أجانب لترتيب الفريق كفريق مختص بالدراسات العلمية لجيولوجيا السلطنة مستقبلاً.
تكوين الفريق
وقد تكون الفريق من مجموعة من الهواة في التسلق وشباب عندهم رغبة كبيرة في المغامرة والتسلق وما يميز هذه المجموعة هو قدرتهم على التواصل مع أهالي الجبل الأخضر وأيضاً رغبتهم في استكشاف الكهوف ولديهم عشق ورغبة في تسلق الجبال وميزة هؤلاء الشباب أن لديهم خبرة كبيرة بالجبل الأخضر مما أدى إلى اكتشاف الكثير من الكهوف بعد إحضار مجموعة من الأدوات، وقال: نزلنا في سبعة كهوف لم تكتشف قبل ذلك رغم أن هؤلاء الشباب ليس لديهم خبرة إلا أنهم مع التدريب الجاد والتعلم والقدرة البدنية استطاعوا في فترة وجيزة تحقيق إنجاز مهم وهو اكتشاف سبعة كهوف لم يتم اكتشافها من قبل.
8 كهوف
وأشار إلى أن الفريق لديه قدرة كبيرة على المغامرة حيث دخلنا حفراً كبيرة جداً ونتوقع بعد تبلور الطرق العلمية أن نكتشف كهوف أكبر حجما وقد دخلنا فتحات كهفية صغيرة ولكن الكثير من هذه الفتحات لم تكن لتسمى كهف ولكن هناك 8 كهوف كبيرة نستطيع أن نطلق عليها اسم كهوف لأنها عبارة عن فتحات في سطح الأرض وهي عبارة عن أنابيب صخرية يصل طولها إلى حوالي 50 متراً ولدينا شاب اسمه طارق بن زياد الريامي قام باكتشاف كهف وتم مسحه وتسميته وهو ربع حجم مجلس الجن تقريبا حيث تم اكتشاف كهوف (كهف خسلة رأس الشيخ ـ كهف عامر ـ كهف خسلة عقبة البيوت ـ كهف ساب العريض .. وغيرها) وقد تم اكتشاف عظام داخل هذه الكهوف وبعد تحليلها تم اكتشاف أنها حيوانات ولكن العظام متحجرة وسنعود لدراستها مرة أخرى إذا كانت عظام لحيوانات نادرة أو لا.
ويضيف الدكتور محمد الكندي: نستطيع القول إن المرحلة المبدئية للفريق قد تبلورت والآن بعد أن دخلنا في غمار اكتشاف الكهوف والتعرف على التكوينات الصخرية نريد أن ننتقل إلى المرحلة العلمية ومسح هذه الكهوف بطريقة علمية طولها وعرضها ومساحتها وعمل دراسة للفترات التي تكونت فيها وهل يوجد فيها كائنات حية وتغطية الكهوف من الناحية العلمية بطريقة علمية مناسبة.
طموح الفريق
وحول طموح الفريق يقول الدكتور محمد الكندي: لدينا طموح لإنشاء فريق علمي محلي لدراسة الكهوف بطريقة علمية حيث لا يوجد حصر لعدد الكهوف في السلطنة مثل كهف المرنيف والجن وهي الكهوف المعروفة لكن عدد الكهوف ليس محددا لذلك نطمح إلى اكتشاف الكثير من الكهوف الضخمة لان طبيعة صخور السلطنة تسمح بتكون كهوف بهذا الحجم الضخم، ونتوقع أن نصل إلى كهوف كبيرة جداً ونحن نعمل على ذلك وعلى سبيل المثال دخلنا إلى كهف في ولاية الحمراء به ماء ولكننا لم نكمل بسبب إجراءات فنية حيث وجدنا أن عمق الكهف يصل لأكثر من 200 متر.
وأشار الدكتور محمد الكندي إلى أن الهدف من إنشاء الفريق هو هدف علمي، أما من ناحية الاهتمام الحكومي بهذه الفكرة نطمح إلى الاهتمام بهذه الفكرة من جانب المسئولين حيث يتم دراسة الطبيعة العمانية بأيد محلية تستطيع سبر أغوار هذا الوطن لذلك لابد أن نفهم هذه الكهوف ونكتشفها شيئا فشيئا بالتعاون مع المجتمع المحلي وسبر أغوارها العلمية ومع دراسة هذه الكهوف اكتشفنا أن هناك مجموعة من الأساطير التي رسخت في عقول الناس ليس لها أساس من الصحة وقد اعتمدنا الكثير من الإجراءات من أجل الدخول في الكهف وهو مراعاة السلامة الشخصية حيث تحتوي الكهوف على العديد من الأفاعي والضيق .. وغيرها من المخاطر، وتم الاتفاق بين الفريق والمدرب على الالتزام بأمور السلامة التي تم اعتمادها.
ظواهر جيولوجية فريدة
واضاف الكندي: إن الإنسان عندما يتأمل الطبيعة في السلطنة يستشعر عظمة الخالق وجمال الطبيعة والوطن والتنوع البيئي والأحيائي ويتأمل الحيوانات والحشرات التي تعيش في هذه الكهوف حيث تفضل بعض الحشرات العيش في هذه الكهوف وأعتقد أن السلطنة لا تقل عن الكثير من الدول التي توجد بها كهوف مثل الصين وماليزيا وغير مستبعد اكتشاف كهوف أكبر حجماً من كهف الجن لأن طبيعة صخور السلطنة هي صخور جيرية تمتد من جبال الحجر حتى الجبل الأبيض ففي الفترات المطيرة كانت تنزل أمطار غزيرة فتشق طريقها نحو الشقوق لتسلك طريقها نحو الأرض مما يؤدي إلى تكوين فتحة في الجبل فيتكون الكهف وفي بعض الأحيان تصل هذه الفتحة لأكثر من 3 كيلو مترات مثل كهف الهوتة في الجبل الأبيض وهناك احتمال أن يكون فيها كهوف أكبر كثيرا من كهف الجن تحت هذه الكهوف.
ومن الأمور المهمة الأحافير التي يتم استخراجها من الكهوف حيث لدينا ارتباط مع متاحف عالمية وكذلك ارتباط مع وزارة التراث والثقافة وقد تم وضع أحافير كثيرة وتخزينها بمتحف التاريخ الطبيعي وأشار إلى أن الكهوف لها ارتباط بالمياه وهذه الكهوف تكونت تحت مستوى سطح المياه فكانت تحدث عملية الإذابة بصورة كبيرة وبعد عوامل جيولوجية معينة ارتفع الجبل بسبب الضغوطات الأرضية فتكون الكهف وبعد ذلك سار الوادي في مستوى المياه الجوفية الموجودة في مسامات الصخور المحملة بالمياه، حيث إن الصخور الجيرية تعتبر من الصخور التي تحتوي على مسامات أكثر من 30% والأغلب أن تكون المياه متغلغلة في مسامات الصخور أي أن الصخور تكون عبارة عن إسفنجة.
* ظاهرة عالمية
وأشار الدكتور محمد الكندي إلى أن جيولوجية عمان من أكثر الصخور التي تمت دراستها على مستوى العالم وعلى الرغم من ذلك لا زالت هناك إمكانيات كبيرة للاستكشاف حيث إن السلطنة موجودة على حافة القارة الآسيوية بجوار محيط ضخم جدا مرت به حوادث جيولوجية كبيرة جدا وتعرض لتغيرات مناخية ناهيك عن أن هناك الكثير من هذه الصخور في المحيط في فترة الارتفاع اعتلت الجبال فصارت ظاهرة فريدة على مستوى العالم.
أغرب الظواهر
أغرب الظواهر الجيولوجية في السلطنة تقع في مسندم الموجودة في منطقة تصادم بين الصفيحة العربية والصفيحة الآسيوية حيث تنخفض مسندم كل عام بمقدار 7 أو 6 مل وهي نسبة ضئيلة بالنسبة لمسندم التي تحتوي على جبال مرتفعة كثيرا عن البحر ولا يوجد ضرر في المستقبل من هذا الانخفاض، وهناك صخور الأفيوليت وهي قشرة من صخور المحيط التي تقع على بعد 3 آلاف متر تحت سطح المحيط وفي ظاهرة غريبة ارتفعت هذه الصخور في مسندم واعتلت اليابسة وهي اليوم موجودة على سطح جبال الحجر بداية من دبا إلى بدية وهي الصخور التي يستخرج منها النحاس والكروم وهي صخور نقية لا يعلوها غطاء نباتي ودراستها تكون سهلة أيضاً من غرائب الظاهر الجيولوجية الصدوع التي تتحرك في السلطنة مثل صدوع صلالة والتي تحدث فيها بعض الهزات، ومع نزول الأمطار تتكون حفر إذابة ضخمة في شحيت وشعت وهذه حفر إذابة ضخمة في البحر وعندها ترى انحدارا هائلا من الجبل نحو البحر والذي يكون صدع ضخما في داخل البحر والتي يصل عمقها إلى حوالي مئات الأمتار وهي شعت بولاية ضلكوت، وهناك صدع بسبب انفصال القارات انحدار مباشر من الجبل إلى البحر الصدع الضخم موجود في خليج عدن سوقطرة الصدوع الضخم بعيد عن ظفار حوالي 250 كيلو متراً عند جزيرة سوقطرة وهذه الصدوع الصغيرة في ظفار تتحرك ولكنها غير مؤثرة.
ومن الظواهر الغريبة أيضا سلسلة جبال ظفار والتي تعترض حركة الرياح الموسمية لترتفع الرياح مسببة تكثف السحب مما يؤدي إلى نزول الأمطار في ظاهرة تعرف بخريف صلالة وفيها تتحول منطقة شبه صحراوية شديدة الجفاف إلى منطقة خضراء في شهور معدودة، ومع نزول المطر على سلسلة جبال ظفار تتجه المياه نحو الربع الخالي مما يؤدي إلى تكون ظاهرة الصبخة البيضاء والموجودة في رمال الربع الخالي والتي تتكون نتيجة شق مياه الأمطار المتساقطة على سلسلة جبال ظفار تحت رمال الربع الخالي وتسير تحت الرمال مؤدية إلى نشوء ظاهرة الصبخة.
كل هذه الظواهر الغريبة والفريدة في السلطنة هي هدف لفريقنا في المستقبل وسنسعى لتحديد أهم الظواهر الجيولوجية في السلطنة وتكوين فريق علمي قادر على استكشاف الظواهر الجيولوجية ومحاولة إيجاد فريق علمي متميز في كل ظاهرة لتحقيق هذه الطموحات الجيولوجية.

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى