احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن: ورقة قديمة لانعدام الحيلة

رأي الوطن: ورقة قديمة لانعدام الحيلة

ثمة حقائق باتت واضحة ولا تحتاج إلى عناء جهد لتبيانها، وهي أن هناك صراعًا واضحًا لمواصلة بقاء الأزمة السورية على حالها ليتواصل معها نزيف الدم واستنزاف مقدرات الدولة السورية وتدمير بنيتها الأساسية، فما أن يحط رحال هذه الأزمة من محطة هنا يمكن أن يبصر فيها الحل السياسي النور، أو أخرى هناك تشهد تحولًا في موقف سياسي لدولة ما أشهرت سكاكينها وسواطيرها في وجه سوريا حتى تتدخل القوى الشيطانية لتعرقل وتعطل.
فقد أصبح معلومًا للقاصي والداني أن معشر المتآمرين على سوريا قد ضاقوا ذرعًا بصلابة الجيش العربي السوري وقدرته على تحقيق الانتصارات وإنجاز مهماته، وتفويته كل مخطط تآمري تريد أن تنفذ منه القوى المتربصة بسوريا، وهو ما يدفعهم إلى النبش المتكرر في دفاتر تآمرهم لعلهم يجدون حيلة أو مدخلًا ينفذون منه، ويحققون أحلامهم وأهدافهم التآمرية.
ويعد الهجوم الكيماوي المروع على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا تعبيرًا واضحًا عن مدى اليأس والإحباط والقهر الذي أصاب مرتكبيه، ما دفعهم إليه واستخدامه ورقة لانعدام حيلهم، وضد المدنيين، حيث أوقع الهجوم 58 قتيلًا بينهم أطفال ونحو 170 جريحًا متسببًا في موجة غضب دولية، وهو ما نفاه الجيش العربي السوري بشكل قاطع أن يكون استخدم سلاحًا كيميائيًّا.
إن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، وإنما سبقه هجمات متعددة حملت أصابع التنظيمات الإرهابية التي لا يمكن أن تُقدِم على هذه الجريمة من وحي فكرها وتصرفها وسلوكها دون أن تتلقى الأوامر، حيث اقترن على الدوام هذا النوع من الجرائم أن لا يتم ارتكابه إلا حين تحدث مستجدات وتطورات تصب في صالح الدولة السورية. فهذا الهجوم الكيماوي المشين والمدان جاء إثر تطورات مهمة على صعيد الأزمة السورية، وفي مقدمتها النجاح اللافت للجيش العربي السوري في إلحاق الهزائم بالعصابات الإرهابية والأدوات المأجورة في محيط دمشق، وضرب مخطط استهداف العاصمة السورية عبر حي جوبر باتجاه ساحة العباسييين من أجل السيطرة عليها التي ستسمح للعصابات الإرهابية بالسيطرة النارية على أكثر من حي في العاصمة، وكذلك نجاح الجيش العربي السوري في إحباط الهجوم الكبير في القابون بحماة وتكبيد العصابات الإرهابية خسائر فادحة. كما أن هذا الهجوم الكيماوي البشع جاء بُعيْدَ التغيير اللافت للموقف الأميركي الذي عبر عنه وزير الخارجية ريكس تيلرسون بأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يقرره الشعب السوري، وهو ما مثَّل ضربة ماحقة لذوي الرؤوس الحامية الساعية إلى الإطاحة بالحكومة السورية وتدمير الدولة السورية وتفتيتها.
لذلك كان لا بد من بحث عن وسيلة أو بالأحرى جريمة تعيد الأزمة السورية إلى مربعها الأول، وتجبر الجانب الأميركي على تغيير موقفه الأخير، وبالتالي لم يجدوا إلا ورقة قديمة سبق وأن استخدموها دون تورع ولا مراعاة لمعاني الإنسانية والحياة مستهدفين الأطفال والنساء وعموم المدنيين لإثارة الارتباك والتشويش والتحريض كما في كل مرة، ولكن طابخ السم آكله، وهذه هي النهاية.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى