احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : نهج سياسي عماني يوالي تأكيد ثوابته الحكيمة

رأي الوطن : نهج سياسي عماني يوالي تأكيد ثوابته الحكيمة

لا تزال توالي السلطنة تقديم نهجها السياسي الحكيم على المسرح السياسي العالمي، وتحت قبة المنظمات الدولية، بما يمتلكه من ثوابت عقلانية وموضوعية أهَّلته لأن يتبوأ مكانته دوليًّا وإقليميًّا، ويحوز اهتمام الساسة والمهتمين والراسمين لسياسات الدول، فقد أثبت النهج السياسي الحكيم للسلطنة صحة التوجه وسلامة الفكر وعلو الكعب والعقلانية في الخطاب السياسي العماني، لا سيما فيما يخص ملفات القضايا العربية والدولية الشائكة.
الكلمة التي ألقاها سعادة السفير الشيخ خليفة بن علي الحارثي المندوب الدائم للسلطنة لدى الأمم المتحدة في نيويورك أثناء الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط خاصة القضية الفلسطينية، جسدت رؤية السلطنة تجاه الوسائل المثلى لمعالجة القضايا العالقة والناشئة نتيجة الحراكات والمتغيرات التي تشهدها بعض الدول العربية والإقليمية والدولية. وفي الوقت الذي حثت فيه كلمة السلطنة المجتمع الدولي على الفعالية تجاه حل القضايا العالقة، وإشاعة أجواء الاستقرار والأمن والتنمية وتحقيق مصالح الشعوب وحماية حقوقها واحترامها، واحترام إرادتها ورغبتها في الاستقرار والتنمية واختيارها لنظامها، والبُعد عن إثارة مشاعر الكراهية والتخلي عن الأنانية التي ينتج عنها تقاطع المصالح وتناقضها، وبالتالي بات على منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يضطلعا بدورهما ومسؤوليتهما بشكل إيجابي وملموس في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وفي الوصول إلى توافقات سياسية حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وأن هذا الدور يجب أن يتعزز ليرتقي إلى مستوى طموحات الشعوب وتفعيل آلياتها وأنظمتها لوضع حد لبعض الهواة من ذوي المطامع والأجندة الذين لا تزال تحركهم ميولهم نحو الاستعمار وضرب استقرار الدول، وردع الهواة وأصحاب المشاريع الاستعمارية. فالصراع العربي ـ الإسرائيلي يجب أن يتحرك في مساراته الصحيحة نحو الحل العادل وإقامة السلام ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، كما لا يصح أن يبقى الكيان الإسرائيلي المحتل هو المستثنى دائمًا من عدم المساءلة، ويترك بل ويشجع على سياساته القائمة ضد الشعب الفلسطيني وقضيته السائرة نحو تصفيتهما، وخلق أجواء التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
ولأن قضية فلسطين هي قضية العرب المحورية، والسلطنة معنية أشد العناية بالعمل على تسويتها على نحو عادل، لذلك أكدت الكلمة على محورية القضية، وحتمية إيجاد حل للصراع المزمن في الشرق الأوسط، بالنظر إلى أن السياسة الإسرائيلية ما زال يكتنفها الصلف والتنمر، من حيث عدم الإقرار بمسؤوليتها تجاه متطلبات السلام، مع الأمل في أن يضطلع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بدور نشط ومستمر وإيجابي للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لهذا الصراع المزمن، كما أن على كيان الاحتلال الإسرائيلي أن يفي بما عليه من استحقاقات واجبة حيال عملية السلام، ويؤكد أنه يسعى إلى السلام عملًا وفعلًا لا قولًا وادعاءً، وأن يتخلى عن سياساته وانتهاكاته القائمة والمتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وأن يسارع إلى اغتنام هذه الفرصة التاريخية للتسوية، وإعادة ما اغتصبه من حقوق للشعب الفلسطيني ويسلم بحق هذا الشعب في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أرضه وعاصمتها القدس.
إن السلطنة انطلقت في كلمتها من ضميرها الحي، وحبها للتنمية والاستقرار والأمن والسلم في العالم بأجمعه، واحترام حقوق الشعوب وإرادتها وعدم التدخل في شؤونها، مؤكدة أن الحلول السلمية عبر الحوار هي الركيزة المثلى والقاعدة المتينة.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى