احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن: مساع مقدرة للوصول إلى جودة تعليمية عالية

رأي الوطن: مساع مقدرة للوصول إلى جودة تعليمية عالية

شرعت السلطنة منذ الصيحة الأولى التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ توليه الحكم بالتعليم ولو تحت ظل شجرة، في بناء منظومة تعليمية حديثة، تحتوي على بنى أساسية متطورة، تسعى للاستفادة من التقنيات الحديثة، حيث شهدت المنظومة التعليمية تطورًا نوعيًّا وكميًّا في مكوناتها وعناصرها المختلفة، وذلك إدراكًا من القائمين عليها أن قطاع التعليم من أهم القطاعات التي يجب على كل الشعوب أن تضعه في سلم أولوياتها، فإذا صلح التعليم صلحت كل قطاعات المجتمع، فبالعلم ترقى الشعوب وتسمو الأمم، وبه تشاد وتعمر الأوطان ويقاس تقدمها.
فالسلطنة تمضي بخطوات ثابتة في تطوير مسيرتها التعليمية منذ بدايات النهضة المباركة، فبعد أن كانت الخطط الخمسية من الأولى وحتى الرابعة، والبرامج التربوية المرتبطة تهتم بالنشر الكمي للتعليم، سعت الخطط الخمسية المتعاقبة من الخامسة وحتى الثامنة، إلى تجويد التعليم لبناء مواطن عُماني قادر على خدمة وطنه ومجتمعه، والتفاعل مع العالم الخارجي، فالنهضة كانت وما زالت تضع الإنسان العماني كمحور رئيسي له، حيث تسعى إلى تطويره وتدريبه ليواكب العصر الحديث، ويستطيع بتلك العلوم، وضع لمساته البنيوية في لبنات النهضة المستمرة، بهدف تحقيق الرفاهية والحياة الكريمة لكافة أبناء هذه الأرض الطيبة.
وحتى تفعل ديمومة السياسة التعليمية الناجحة، فقد ركزت السلطنة على التقييم الشامل لمنظومة التعليم بكافة مكوناتها، وذلك بهدف الانطلاقة للتطوير المنشود، عبر العديد من البرامج والمشاريع التطويرية. لذا شهدت السنوات الأخيرة تطورًا نوعيًّا، يتواكب مع التطور الكمي المستمر، يظهر ذلك من خلال التنامي في أعداد المدارس والمعلمين والطلاب.
وقد اعتنت السلطنة بشكل رئيسي بتجويد نظام التعليم، عبر وضع التشريعات والأسس التي تتطلبها عمليات التطوير، بالإضافة إلى الاستمرار في نشر التعليم، وإتاحته لكل المواطنين والمقيمين على أرض السلطنة، وإنشاء مدارس جديدة، والتوسع في تطبيق نظامي التعليم الأساسي والتعليم ما بعد الأساسي، وزيادة كفاءتهما، وتطوير بيئة التعلم بما يتلاءم واحتياجات سوق العمل، وتطوير نظام القياس والتقويم ومناهج التعليم بما ينسجم مع متطلبات التنمية، وتوفير البيئة المناسبة لإجراء البحوث والدراسات عن طريق توفير الموارد والحوافز اللازمة.
وإيمانًا منها بضرورة الالتزام بالنهج السامي، الموصي بتضافر الجهود من أجل تطوير التعليم، وتحقيق جودة تعليمية عالية، فقد أقامت كلية الدفاع الوطني ندوة دراسة القضايا الاستراتيجية حول جودة التعليم في السلطنة وآفاق المستقبل، والتي تهدف إلى الوقوف على واقع وتحديات جودة التعليم في السلطنة، وبيان الآليات المتخذة من قبل المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة في هذا الشأن ومناقشة الخطط المستقبلية وجودة المخرجات التعليمية، ودراسة السبل والآليات الكفيلة بتحقيق التكامل بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص لتعزيز جودة مخرجات التعليم في السلطنة، ومواءمتها لمتطلبات سوق العمل، وتقديم التوصيات المناسبة لتعزيز وتحسين جودة التعليم، حيث تعد كلية الدفاع الوطني نموذجًا للتعليم على المستوى الاستراتيجي.
وتسعى الندوة من خلال تناول عدة محاور في الجودة في التعليم بمختلف فئاته وأنواعه، إلى الاستماع إلى آراء المختصين وأصحاب الخبرات في النظرة المستقبلية لقطاع التعليم في السلطنة، عبر دراسة وتحليل القضايا والمواضيع المتعلقة بجودة التعليم واستشراف اتجاهاتها المستقبلية، ورفد أصحاب الشأن بنتائج الدراسات والبحوث الاستراتيجية التي من شأنها أن تسهم في إيجاد الحلول المناسبة لمعالجتها.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى