يعد الأطفال الفلسطينيون أبرز المتأثرين بهمجية الكيان الإرهابي الإسرائيلي، برغم أن البلطجة الإسرائيلية لا تفرق بين البالغ والأطفال، فالطفل الذي تعهدت جميع دول العالم بحمايته أوقات النزاعات بواقع اتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عالميًّا في العام 1989م لا تزال تنتهك حقوقه في عدد من دول العالم، وبصورة خاصة في فلسطين المحتلة من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث استشهد حتى نهاية العام 2004م أكثر من 676 طفلًا دون الثامنة عشرة من العمر، كما وأصيب ما يزيد عن 9000 طفل، وعانى الآلاف من الأطفال من صدمات نفسية نتاج معايشتهم ومشاهدتهم لأحداث مروعة، إضافة إلى اعتقال ما يزيد عن 3000 طفل خلال الانتفاضة، وما زال أكثر من 300 طفل منهم يقبعون في السجون ومراكز الاعتقال الخاصة بكيان الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظروف غير إنسانية.
كما أثرت الجرائم الإسرائيلية على مختلف مناحي حقوق الأطفال الفلسطينيين، سواء حقهم بالحياة، أو حقهم بالتعليم، أو حقهم بالحرية، أو حقهم بمستوى معيشي، أو صحي ملائم. فكيان الاحتلال الإسرائيلي يقتل حقوق الطفل الرئيسية وعلى رأسها حق الطفل الفلسطيني في الحياة الذي أكدته المادة (6) من اتفاقية حقوق الطفل بقولها: “تعترف الدول الأطراف بأن لكل طفل حقًّا أصيلًا في الحياة”، كما نصت المادة (38) فقرة (4) من اتفاقية حقوق الطفل على أن: “تتخذ الدول الأطراف، وفقًا لالتزاماتها بمقتضى القانون الإنساني الدولي بحماية السكان المدنيين في المنازعات المسلحة، جميع التدابير الممكنة عمليًّا لكي تضمن حماية ورعاية الأطفال المتأثرين بنزاع مسلح”. والحق في الحياة هنا يعني عدم جواز القيام بأي عمل يمس روح الإنسان أو جسده، ويشمل ذلك الطفل الذي أشارت له على وجه الخصوص الفقرة (4) من المادة (38) المذكورة سابقًا، فإنّ استهداف كيان الاحتلال الإسرائيلي للأطفال، وتعمدهم قتل أكبر عدد ممكن منهم يشكل مساسًا خطيرًا بحقوق الأطفال.
فبحسب بيان حديث أصدره جهاز الإحصاء الفلسطيني عن واقع الأطفال تحت الاحتلال الإسرائيلي، استشهد 35 طفلًا خلال العام 2016، وهو عدد يزيد عن العام الذي سبقه بنسبة 13%، ووفقًا لبيانات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فقد سجل خلال العام 2015م ارتفاعًا ملحوظًا في الأطفال الأسرى، حيث تم رصد 2634 حالة اعتقال للأطفال، وهي أرقام خطيرة تكشف حجم المعاناة التي يعيشها الأطفال الفلسطينيون، ناهيك عن مصادرة الهويات للمقدسيين التي يكون الطفل أحد أهم المتأثرين بها، وهدم المنازل وغيرها من الإجراءات الإجرامية التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي في كافة الأراضي الفلسطينية، وهذا ما جعل ضرورة وجود تحرك عربي ودولي سريع لرفع المعاناة عن الأطفال الفلسطينيين.
ومن هذا المنطلق تشاركت السلطنة ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية في المؤتمر الدولي حول “معاناة الطفل الفلسطيني في ظل انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لاتفاقية حقوق الطفل”، والذي تستضيفه دولة الكويت، بمشاركة عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية المعنية والمنظمات غير الحكومية والجمعيات ذات الصلة بحقوق الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب مشاركة عدد من المؤسسات العاملة في المجتمع المدني المعنية بحماية وتعزيز حقوق الأطفال في المنطقة العربية.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على نقاط الضعف والمعيقات التي تعيق عملية تطوير وتعزيز وتوفير واقع أفضل للأطفال الفلسطينيين، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود الاحتلال الإسرائيلي كعائق رئيسي، وأيضًا الخروج بآليات علمية يمكن من خلالها علاج هذه الفجوة بالشراكة مع الخبراء والمنظمات العربية المتخصصة في هذا المجال والمنظمات الدولية، وتوفير الموارد التي يمكن لدولة فلسطين من خلالها الإيفاء بالتزاماتها تجاه الأطفال وفقًا لمعايير الحقوق الدولية، إلى جانب وضع الآليات اللازمة لضمان الحماية القانونية للأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: اخبار جريدة الوطن