تتواصل مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد في محافظات السلطنة، وذلك لما تمثله هذه المناسبة الوطنية المجيدة من مكانة عظيمة في القلوب، ولما يحظى به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ من علاقة حب وحميمية، حيث يجد أبناء عُمان الأوفياء في هذه المناسبة الغالية سبيلًا للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم، وفرصة لتجديد الولاء والعرفان لجلالة عاهل البلاد المفدى.
إن لوحات التعبير التي صاغها أبناء عُمان احتفاء بهذه المناسبة الوطنية الغالية عكست حقيقة المشاعر الوجدانية الجياشة وعمقها التي يكنونها تجاه جلالة قائد مسيرتهم الظافرة وباني نهضة عُمان الحديثة، وموقد جذوتها، معاهدين جلالته ـ أيده الله ـ بالسير خلف قيادته الحكيمة التي منحتهم ـ بتوفيق الله ـ هذا البناء الجميل للدولة العمانية العصرية، وأوجدت لهم أسباب الاستقرار والرخاء والأمن والأمان والاطمئنان، وحرصت على بنائهم تعليميًّا وصحيًّا وثقافيًّا، متيحة لهم فرص التعليم والعلاج والعمل، والعيش الكريم، بل أحاطتهم بجميع أنواع الرعاية والعناية.
ومع كل ما تحقق لم تتوقف حركة البناء والتعمير، والبحث عن كل ما يرفد جوانب التنمية البشرية أو الأساسية، فجلالة عاهل البلاد المفدى لم يألُ جهدًا تجاه ذلك، ولا يزال يتابع مفردات التنمية الشاملة في البلاد، وكل حالة لإنسان أو مكان بحاجة إلى دعم وتعزيز، سواء بتحسين الوضع المادي والعلمي لشرائح مختلفة من المواطنين، أو بتهيئة بنية أساسية خدمية تعود على الجميع بالنفع، فالهدف هو تحقيق الاستقرار والرخاء لكل مواطن، وتهيئة البيئة المحيطة به لتكون مذللة له في استخداماته المعاشية، ومن ثم فإن كل مواطن يشعر بأنه محط اهتمام القائد المفدى فيزداد تقديرًا وتوقيرًا لهذا الجهد السامي في المتابعة، وسرعة اتخاذ القرار والذي يتبعه بالقطع سرعة مماثلة في التنفيذ بسواعد المختصين في الجهات المعنية على اختلافها، وفي إطار من ترتيب الأولويات لتعميم الفائدة على أكبر عدد ممكن من أبناء الوطن أينما كان محل إقامتهم فيه.
وفي هذا الإطار، يأتي مثالًا عليه فتح مجال التجنيد للمواطنين من أجل تأمين فرص عمل لهم ترجمةً للحرص المتواصل الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لتوظيف الشباب العماني، حيث دعت الهيئة العامة للقوى العاملة في بيان بعد التنسيق مع شؤون البلاط السلطاني والجيش السلطاني العُماني المتقدمين لتلك الوظائف والحاصلين على دبلوم التعليم العام ودبلوم بعد دبلوم التعليم العام والدبلوم التخصصي (الذكور) بضرورة الالتزام بحضور برامج التقييم والمقابلات عند الاستدعاء.
ما من شك أن توفير هذه الوظائف في القطاع العسكري أو في أي قطاع آخر عامًّا كان أو خاصًّا، هو من الأهمية بمكان ويحظى بتقدير عالٍ من قبل المواطنين، ذلك أنه يأتي تعبيرًا عن حرص جلالة السلطان المعظم ـ أبقاه الله ـ وحكومته على توفير الحياة الكريمة من خلال فرص العمل المتاحة، ما ينعكس بدوره إيجابًا على المواطن في تحقيق استقراره الاجتماعي والمعيشي.
جعل الله أيامنا أعيادًا، وزادنا من فضله، وحفظ لنا راعي نهضتنا الحديثة وأمد في عمره، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة، وأسبل عليه أثواب الصحة والعافية، إنه سميع مجيب.
المصدر: اخبار جريدة الوطن