احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن : خطوة لتوطين الابتكار والاقتصاد المعرفي

رأي الوطن : خطوة لتوطين الابتكار والاقتصاد المعرفي

مع ارتفاع وتيرة التحديات التي تواجهها الاقتصادات حول العالم، اتجهت العديد من الدول إلى التفكير خارج الصندوق؛ أي عبر البحث المعرفي المستدام لإيجاد حلول مبتكرة، تساعد على مواجهة هذا الكم من التحديات والصعوبات المعاصرة التي تواجه النمو المستدام، حيث أضحى الابتكار محركًا رئيسيًّا في الاستراتيجيات التنموية الوطنية في الدول التي تسعى إلى تنمية مستدامة شاملة، واتجهت هذه الدول إلى بناء اقتصاد معرفى ديناميكي عالي التنافسية قادر على الاستدامة في نموه الاقتصادي، وخرجت النظريات الاقتصادية بأفكار جديدة تدعو الدول إلى الالتزام بالمبادرات الابتكارية بشكل يتواكب مع مراحل النمو الاقتصادي المتدرجة.
وقد جاءت النظريات الاقتصادية والتجارب العملية لبعض الدول المتقدمة والنامية، بأسس ومفاهيم جديدة، ثمنت الدور الكبير للابتكار في دفع عجلة التنمية المستدامة، وما له من أثر اقتصادي واجتماعي كبير يعزز مقدرات الدول، ويضاعف القيمة المضافة لثرواتها الطبيعية. وأضحى مفهوم الاقتصاد المعرفي توجهًا لا حياد عنه للدول التي تسعى لإيجاد مكان مرموق لها في المستقبل، حيث تتسابق معظم دول المعمورة نحو إيجاد صيغة رئيسية لإنشاء قاعدة علمية راسخة، تؤسس للاقتصاد المعرفي، وتعلو بالدور الذي يلعبه الابتكار كمحرك أساسي ووحيد يحظى بالثقة في بناء منظومة اقتصادية تتسم بالديمومة، وتفتح آفاقًا جديدة للأجيال القادمة في المستقبل المزدهر.
لذا سعت دول العالم ومن بينها السلطنة إلى خلق مجالات محفزة للابتكار إيمانًا منها بالمقومات الكبيرة والدور الفعال الذي يضطلع به الابتكار في إحداث نهضة شاملة، ودوره الراسخ في تأمين شروط الانتقال إلى اقتصاد معرفي كفء قادر على المنافسة، حيث سعت إلى تعميم مفهوم الابتكار في كافة مكونات عملية النمو والتنمية، والاستيعاب السريع للمعرفة الفنية، والتقنية لأن عملية التعلم بطبيعتها أسرع من عملية الابتكار ولا بد أن تسبقها، فهي تضمن انتقال المعرفة الإنتاجية والمؤسسية.
ويأتي تحدي “هاكاثون إنت 2017 ” لمدينة مطرح، كأحد العوامل المحفزة لخلق اقتصاد معرفي قائم على الابتكار، فالمسابقة التي ينظمها مجلس البحث العلمي بالتعاون مع شركاء منصة المدن الذكية تهدف إلى توظيف التقدم التقني وما يصاحبه من إبداعات شبابية في تطوير حلول تقنية للتحديات التي تواجهها مدينة مطرح كونها المكان الذي احتضن المسابقة، بالإضافة إلى إمكانية تعميمها في كافة ربوع السلطنة أو إقامة مثلها في مختلف المحافظات، كما روعي في المسابقة أن تولد من رحم التحديات التي تواجهها ولاية مطرح. فقد تنافس المشاركون على مدار 36 ساعة لإيجاد حلول ناجحة للعديد من التحديات، عبر أربعة محاور وهي: المحور السياحي والذي من خلاله تعاني المدينة من ضعف أو انعدام تمثيل الهوية العمانية للسائح عند زيارته لمدينة مطرح، والمحور الثاني في المجال اللوجستي والذي يسعى إلى إيجاد حلول لتسهيل عملية تنقل المقيم أو السائح في مدينة مطرح. أما المحور الثالث فهو تحدٍّ تجاري، وهو عدم قدرة السائح على تمييز البضائع العمانية الأصلية من المقلدة في سوق مطرح، والمحور الأخير هو المحور التاريخي، والتحدي فيه غياب التوثيق التاريخي صوتًا وصورة لمدينة مطرح، وعلى المتسابق اختيار المنافسة على تحدٍّ واحد من التحديات الأربعة، ومن ثم ضرورة إيجاد حلول ذكية تقنية بدون أن تتطلب أي تغييرات إضافية على المدينة.
إن تلك المبادرات تسعى إلى إتاحة الفرصة للمبتكرين الشباب لتقديم حلول للتحديات التي تواجه المدن الذكية، ولاكتشاف الطاقات الشبابية العمانية، وتوفير بيئة تنافسية بين المبتكرين في السلطنة، وتعزيز دور الشباب في خدمة الوطن، والتأكيد على أهمية الحلول القائمة على تقنية المعلومات والاتصالات في مواجهة تحديات المدن، وتعزيز الوعي حول هذه التحديات والفرص.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى