احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن: خطوات تؤكد أولوية الملف الصحي للمواطن

رأي الوطن: خطوات تؤكد أولوية الملف الصحي للمواطن

تهتم السلطنة منذ انطلاقة نهضتها المباركة بالملف الصحي، كونه أحد الملفات الأساسية في بناء الإنسان، الذي كان ولا يزال عماد تلك النهضة، فحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أكد منذ بدايات عصر النهضة المباركة أن الصحة حق للجميع، وسعى لتجسيد هذا الشعار من خلال الاستمرار في توسيع المظلة الصحية في البلاد، عبر مجموعة من المستشفيات والمراكز الصحية التي تغطي كافة ربوع السلطنة.
ومع دخول القطاع الخاص حقل المنافسة في المجال الصحي، سعت السلطنة إلى أن يكون ذلك عبر مجموعة من الصروح الطبية ذات الجودة العالية، لذا جاء الاجتماع التشاوري الأول لإنشاء نظام الاعتماد العماني للمؤسسات الصحية ليواكب هذا التوجه، لإدراك الحكومة أن وجود نظام الاعتماد للمؤسسات الصحية في السلطنة أصبح من الضروريات، فالخدمات الصحية المقدمة لكافة شرائح المجتمع في تطور مستمر، لذا لا بد من وضع معايير وضوابط معينة من أجل إنشاء مؤسسة خاصة بنظام الاعتماد للمؤسسات الصحية، لتلائم الواقع المحلي وتتوافق مع المعايير والضوابط الدولية، وتلبي احتياجات المرحلة القادمة من الخطة الخمسية التاسعة (2016-2020).
فالاجتماع يأتي لتسليط الضوء على أبرز مواصفات برامج الاعتماد ذات الأداء العالي، وتوفير الإرشاد والتوجيه بشأن الممارسات المبنية على الأدلة الخاصة بتطوير معايير الاعتماد للمؤسسات الصحية، كذلك تحقيق شراكة مستمرة وتعليم متقدم من أجل تطوير منظومة الاعتماد الوطني (المحلي)، فالسلطنة الآن في أشد الحاجة لإنشاء واستخدام أدوات تقويم تساعد على تنظيم ومراقبة أداء المؤسسات الصحية، وبالتالي رفع مستوى الجودة وضمان سلامة المرضى، وأولى تلك الأدوات والتي تعتبر أساسية وتحمل معايير وضوابط أساسية هي أداة “الترخيص” والتي لا يسمح من دون الحصول عليها للمؤسسة الصحية ممارسة تقديم أي خدمة صحية للمجتمع، والأداة الثانية “الشهادة” والتي تحمل معايير وضوابط على مستوى أعلى من تلك التي في أداة الترخيص، والأداة الثالثة والتي تحمل معايير وضوابط مستوى أعلى من الأداتين السابقتين وهي أداة “الاعتماد” والتي أصبحت إحدى السمات الأساسية لأي نظام يرغب في تجويد الأداء وضمان سلامة المرضى.
ولعل الاتجاه نحو جودة المؤسسات الصحية لم يجعل الحكومة تتوقف عن التوسع في بناء المستشفيات بكافة ربوع السلطنة، مما يمنح المواطنين خدمات صحية ذات جودة عالية في أماكن وجودهم. ويأتي مستشفى مصيرة الجديد الذي افتتح رسميًّا أمس الأول أحد الصروح الجديدة، حيث تعد إضافة جديدة للخدمات الصحية بجزيرة مصيرة بشكل خاص، وبشكل عام للخدمات الصحية التي تقدم في محافظة جنوب الشرقية، حيث تبلغ مساحة المستشفى 181540 مترًا مربعًا، ويشتمل على جميع المرافق الحيوية المهمة لأي مستشفى تقدم فيه خدمات الرعاية الصحية الأولية بوحداته وأجنحته وأقسامه المتعددة العلاجية والتخصصية، كما تم تزويده بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية وبكافة المواد المختبرية والجراحية التي تمكن الطاقم الطبي من تأدية دوره تجاه المريض بفعالية وعلى أكمل وجه.
أخيرًا جاء اهتمام الحكومة بتخفيض أسعار الأدوية ليرسخ السياسة العمانية التي تتمسك بأن العلاج حق للجميع، فقرار وزارة الصحة ببيع الدواء للجمهور على أساس سعر ميناء الوصول والذي تقره اللجنة الفنية مضافًا إليه هامش ربح بنسبة 45% بدلًا من 55%، والذي سيعمل على تخفيض أسعار جميع أنواع الأدوية المسجلة والمسوقة في السلطنة والتي تصل إلى 4300 دواء، فالقرار يعد خطوة إيجابية ترفع معاناة أسعار الأدوية عن المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، حيث يأتي التخفيض الأخير استكمالًا لمراحل سابقة تم من خلالها تخفيض أسعار تصدير الأدوية للسلطنة، حيث تجاوزت نسبة التخفيض 60% لبعض الأدوية وتراوحت بين 20 ـ40% لأغلبها، وهي خطوات جميعها تصب في الاهتمام الأكبر الذي تقوم به السلطنة في قطاع الصحة.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى