احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن: الاحتلال الإسرائيلي نحو مزيد قضم الحقوق الفلسطينية

رأي الوطن: الاحتلال الإسرائيلي نحو مزيد قضم الحقوق الفلسطينية

بين الاكتفاء بالتعبير عن القلق من سرطان الاستيطان الآخذ في الانتشار في ما تبقى من الجسد الفلسطيني، وبين الإفصاح الإسرائيلي عن انتهاء فكرة الدولة الفلسطينية بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية، تتجه القضية الفلسطينية بل ما اصطلح عليه بـ”الصراع العربي ـ الإسرائيلي” نحو مزيد من التراجع اللافت والمشين، والمعبِّر عن حالة الوهن والتضعضع التي أصابت مفاصل المواقف العربية عن قضيتهم الفلسطينية التي تباهوا عقودًا من الزمن بتسميتها “القضية المركزية للعرب”، وأصابت كذلك أبصارهم وبصائرهم عن رؤية وإدراك واقعهم بعين وقلب الحصيف المتبصر.
ففي الوقت الذي أعرب فيه الاتحاد الأوروبي عن قلقه من مخطط إسرائيلي جديد لنهب وسرقة جزء آخر مما تبقى من الأرض الفلسطينية، وذلك من خلال التصاريح التي أصدرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لبناء 181 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة “جيلو” غير القانونية جنوب القدس الشرقية المحتلة، يعلن كيان الاحتلال الإسرائيلي وعلى لسان وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بنيت، في تصريح مكتوب: “ولَّى عهد الدولة الفلسطينية”، وذلك في معرض رد الفعل على فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، معللًا هذه الصراحة بأن “هذا كان موقف الرئيس المنتخب (ترامب)، كما هو مكتوب في برنامجه الانتخابي، وينبغي أن يكون سياستنا بشكل واضح وبسيط”.
وفي شأن المخطط الاستيطاني الجديد ـ في تقديرنا ـ أن الاتحاد الأوروبي يملك وسائل أكبر من التعبير عن القلق والاكتفاء به إذا ما كان جادًّا حيال هذا الأمر، وهو ما يجعل هذا الموقف نوعًا من ذر الرماد في عيون العرب والفلسطينيين، وذلك لعمق العلاقات القائمة بين دول الاتحاد الأوروبي وكيان الاحتلال الإسرائيلي والموصوفة بأنها علاقات استراتيجية، فلا يزال الإرث التاريخي للاستعمار البريطاني ـ الفرنسي هو الحاكم لهذه العلاقات عبر استمرار الدعم غير المحدود للسياسات الإسرائيلية، والدفاع عن جرائم الحرب والانتهاكات ضد الإنسانية التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين العزل. كما أن الاكتفاء بالتعبير عن القلق في الوقت الذي تستعد فيه باريس لعقد مؤتمر للسلام يمكن أن يكون عنوانًا تشاؤميًّا للمؤتمر، خاصة وأن القوة القائمة بالاحتلال ـ وهي كيان الاحتلال الإسرائيلي وعلى لسان رئيس حكومته المتطرف بنيامين نتنياهو ـ ترفض المشاركة في المؤتمر بحجة أن المؤتمر يقضي على المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. أما ما أعلنه كيان الاحتلال الإسرائيلي عن إلغاء فكرة الدولة الفلسطينية فهو ليس من قبيل التمني، وإنما مدار سياسات الاحتلال يهدف إلى هذا الأمر، وبالتالي وضع الهدف الإسرائيلي في موضع رد الفعل على فوز ترامب بالرئاسة هو نوع من الإيحاء إلى الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب بأن تكون مواقفه وسياساته خادمة لهذا الهدف، وفقًا لما أعلنه من برنامج انتخابي يتعلق بوضع القدس المحتلة، مع أهمية الإشارة هنا إلى أن الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش “الصغير” قد خدم مشروع الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة والمنطقة من خلال حروب التدمير والإسقاط التي قادها ضد العراق وأفغانستان وضد السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات، وأيضًا من خلال ملهاة “خطة خريطة الطريق”، و”رسالة الضمانات” التي بعث بها إلى أرييل شارون.
لذا ومع كل هذا التردي والتواطؤ ومع واقع القضية الفلسطينية وإرهاصات مستقبلها المجهول، لا يزال الأمل معلقًا على الشعب الفلسطيني وفصائله المناضلة والقيادات الوطنية المناضلة في استعادة الحق الفلسطيني، وقطع يد الأعداء واللصوص.

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى