احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن : استجابة المستهدفين عنوان نجاح الحملة

رأي الوطن : استجابة المستهدفين عنوان نجاح الحملة

ترتبط إمكانية النهوض الوطني دومًا بالصحة العامة لكل مواطن، لذا تسعى الدول المتقدمة على توفير مناخ صحي ملائم لمواطنيها، فالمواطن هو المحرك الأساسي للنهوض الوطني، والسلطنة اهتمت بالجانب الصحي منذ بواكير عصر النهضة، عندما أطلق حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ شعارًا خالدًا بأن الصحة حق لكل مواطن، وعلى مدار العقود المتوالية حققت السلطنة خطوات واسعة في التطور الصحي، شكلت طفرة حقيقية في خفض عدد الوفيات ورفع متوسط الأعمار، ونسبة المواليد، ما دفع العديد من الهيئات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية بالإشادة بتلك الجهود.
ويأتي تدشين المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة بمختلف محافظات السلطنة اليوم، ضمن تلك الجهود، خاصة وأنها تستهدف فئة الشباب التي تعد المحرك الأساسي للاقتصاد الوطني في كافة القطاعات والمجالات، فالفئة العمرية (من 20 إلى 35) هي فئة مهمة جدًّا في كافة مجالات التطور، فهي الفئة التي يقع فيها الغالبية العظمى من القوى العاملة، لذا فالحرص على هذه الفئة وصحتها العامة، وإعطائها التلقيحات المناسبة يعد من الأهمية بمكان، حيث تسهم هذه الحملة الوطنية في القضاء على مرض الحصبة، وقطع سريان المرض وتقليل حدته، وسد الفجوات المناعية، وتعزيز المناعة لدى المجتمع والمحافظة على خلو السلطنة من المرض.
ويعرّف مرض الحصبة بأنه مرض فيروسي حاد شديد العدوى ينتشر بين الأطفال خاصة وقد يصاب به الكبار أيضًا، وتنتقل العدوى به من الشخص المصاب إلى آخر سليم عن طريق الرذاذ المتطاير منه والناجم من العطس والسعال أو عن طريق الاتصال المباشر بالشخص المصاب وبملامسة إفرازاته كإفرازات الأنف والحلق الملوثة بالفيروس، كما أن الشخص المصاب بالمرض يصبح قادرًا على نقل المرض قبل أربعة أيام من ظهور الأعراض عليه، وتستمر قابلية نقل العدوى لأربعة أيام أخرى بعد ظهورها، وتتراوح فترة الحضانة لفيروس الحصبة ما بين 10 إلى 14 يومًا (تعرف فترة الحضانة بأنها الفترة الممتدة من لحظة دخول الفيروس إلى جسم الإنسان وحتى ظهور الأعراض والعلامات الأولى للمرض).
وتتمثل أعراض هذا المرض في: ارتفاع في درجة الحرارة، سيلان في الأنف وسعال جاف واحمرار وحرقان بالعينين، في اليوم الثالث ظهور بقع بيضاء داخل الفم تشبه ذرات حبات الملح، وفي اليوم الرابع أو الخامس ظهور طفح جلدي أحمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه ثم الجذع وأخيرًا يغطي سائر الجسد، وتتمثل مضاعفات المرض في الإسهال، والتهابات الأذن، والالتهاب الرئوي والنوبات والتهاب المخ والجهاز العصبي، وقد تسبب الحصبة الإجهاض والولادة المبكرة للنساء الحوامل، وتكون الحصبة أكثر خطورة على الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة من الأطفال والبالغين، ولا يوجد هناك علاج محدد لهذا المرض الفيروسي؛ لذلك يجب التركيز على طرق الوقاية والتحصين، ولتجنب المضاعفات الناتجة عن العدوى يجب توفير العناية الداعمة كالتغذية السليمة والسوائل ومخفضات الحرارة، بالإضافة إلى إعطاء فيتامين (أ) للحماية من العمى والتقليل من خطر الوفاة حسب توصيات الطبيب المعالج.
وتصنف السلطنة ضمن الدول التي هي في مرحلة القضاء على مرض الحصبة، حيث طبقت العديد من الاستراتيجيات التي تضمنت خطط التقصي الوبائية والإجراءات الوقائية لبلوغ هذه المرحلة والتي تم من خلالها الوصول إلى معدلات منخفضة للحالات المسجلة خلال الأعوام السابقة والذي وصل قرابة الصفر للحالات المحلية لكل مليون حالة، حسب المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للقضاء على الحصبة. إلا أن مؤشرات نظام التقصي والترصد الوبائي بوزارة الصحة سجلت عدة فاشيات لمرض الحصبة في مختلف محافظات السلطنة خلال الأعوام الثلاثة السابقة، حيث بلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة في السلطنة (114) حالة إيجابية في عام 2016، وقد استمر ظهور حالات المرض في بعض محافظات السلطنة، حيث بلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة (89) حالة من بداية عام 2017 حتى نهاية أغسطس الماضي. ومع انطلاق عمليات التحصين واستقبال الفئة المستهدفة فإن من الواجب الوطني والمسؤولية الفردية الاستجابة من قبل أفراد هذه الفئة بالذهاب إلى أقرب مركز صحي وأخذ اللقاح، فهذه الاستجابة هي عنوان نجاح الحملة وتكريم للجهود.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى