احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : إنجازات السياحة .. تحتاج لعمل دؤوب يحافظ عليها

رأي الوطن : إنجازات السياحة .. تحتاج لعمل دؤوب يحافظ عليها

تشير كل الأرقام والدلائل إلى سير قطاع السياحة العماني في الاتجاه الصحيح، وتحقيق نمو مطرد يشهد به القاصي والداني، فالقطاع الواعد، أوجد له في سنوات معدودة مكانًا، ولو أنه لا يزال صغيرًا إذا ما قورن بالإمكانات السياحية الواعدة التي تمتلكها السلطنة على خريطة السياحة العالمية، إلا أن هذا النمو الملاحظ في هذا القطاع يعد إنجازًا يصل لحد الإعجاز، ما يؤكد أنه قطاع يتسارع بشكل كبير نحو تحقيق غايات محددة طموحة وضعها في استراتيجيته، ويسير في خطوط متوازية تسعى إلى جذب الاستثمار السياحي من جهة، وفي نفس الوقت يدخل المنافسة ليضمن له مكانًا بين أهم الأماكن السياحية في العالم.
ويأتي التقرير الذي يصدره منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، كشهادة تؤكد أن صناعة السياحة في السلطنة تخطو بثبات نحو العالمية، حيث حصلت السلطنة على المركز السادس عربيًّا في مؤشر تنافسية السفر والسياحة للعام الجاري 2017م، فيما حازت السلطنة على المركز الـ66 عالميًّا، وحصلت على 78ر3 نقطة طبقًا للمؤشر الذي يصدر كل عامين ويتضمن 136 دولة، وهو مركز مميز، سواء على المستوى العربي أو العالمي، فالسلطنة بهذا المركز قد سبقت بلدانًا تملك من البنية الأساسية في القطاع السياحي الكثير، وذلك رغم أنها لا تزال في مراحلها الأولى لتحقيق استراتيجيتها السياحية، فجذب استثمارات البنية الأساسية لا يزال في بدايته.
ولعل ما يوضح هذه القفزة السياحية هو حصول السلطنة على 1ر5 نقطة في المؤشر الفرعي لبيئة الأعمال، والذي جاءت فيه في
المركز الـ29 عالميًّا والرابعة عربيًّا، وحصولها على 5ر6 نقطة في مؤشر السلامة والأمن، حيث جاءت في المركز الرابع عالميًّا، وحصلت على 6ر5 نقطة في مؤشر الصحة والنظافة، و6ر4 نقطة في مؤشر
الموارد البشرية وسوق العمل، و1ر5 نقطة في مؤشر تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، رغم أنها لا تزال تخطو خطواتها الأولى في بناء البنية الأساسية السياحية، والدليل على ذلك حصولها على 3 نقاط في مؤشر البنية الأساسية للنقل الجوي، و4ر4 نقطة في مؤشر جودة البنية الأساسية للسياحة، فما بالك عندما تكتمل هذه البنية الأساسية وتصبح بالجودة التي تؤهلها للمنافسة العالمية التي تزداد شراسة لما يمثله قطاع السياحة من مصدر للنمو الاقتصادي المستدام. فبحسب التقرير تسهم السياحة بأكثر من 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتوفر وظيفة من كل 10 وظائف في العالم.
صحيح أن الأرقام العمانية مبشرة، حيث ذكر التقرير أن عائدات السلطنة من السياحة تبلغ ما يزيد على مليار دولار سنويًّا، أي ما يعادل 5ر2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما يعمل بقطاع السياحة والسفر نحو 251ر53 شخص بواقع 7ر2 بالمئة من إجمالي الوظائف، وهو رقم سيزيد بمرور الوقت مع اكتمال البنية الأساسية للقطاع، وجذب المزيد من الشركاء في القطاع السياحي، وهو ما يوضح تنظيم وزارة السياحة للملتقى الثاني لشركاء العمل في القطاع السياحي العماني والذي سيحمل شعار “تواصل”، حيث تهدف الوزارة من خلاله إلى تحقيق التواصل المباشر مع مختلف الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بهذا القطاع، حيث تستعرض الوزارة أبرز مستجدات القطاع السياحي العماني من مشروعات ومبادرات قامت بها وزارة السياحة والأذرع الرئيسية لمقدمي الخدمات السياحية الحكومية في السلطنة كالطيران العماني وعمان للإبحار، كما سيتم مناقشة الموضوعات ذات الصلة بالاستراتيجية العمانية للسياحة 2040 والمبادرات السياحية الخمس عشرة ضمن البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي، وأبرز المشروعات السياحية التي تم وسيتم التوقيع عليها خلال المرحلة الحالية والقادمة، بالإضافة إلى استضافة شركة “اس تي آر” العالمية المتخصصة في مؤشرات القطاع السياحي الفندقي، وهي خطوات جميعها تؤكد أن السلطنة رغم الإنجاز الذي حققته تسعى إلى المزيد عبر التواصل مع الشركاء السياحيين من جهة، والاستمرار في إكمال بنيتها السياحية من جهة أخرى، وعدم الارتكان إلى إنجازات تحققت، بسعي دؤوب نحو استمرارية الإنجاز.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى