احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / خلال 50 عاما .. الرياضة العمانية مرت بمراحل تطور سريعة في عهد المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد

خلال 50 عاما .. الرياضة العمانية مرت بمراحل تطور سريعة في عهد المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد

44 ناديا و12 اتحادا والعديد من المنشآت الرياضية حصيلة الرياضة العمانية
كتبت – زينب الزدجالية :
اهتم المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – بالرياضة العمانية اهتماما بالغا منذ توليه مقاليد الحكم ، و دعا لها من خلال العديد من المنصات التي تواجد بها ، و ترجم اهتمامه بالتسلسل العلمي الصحيح من اجل ان يكفل شعبا ممارسا للرياضة من حيث انشاء المؤسسات و المرافق الرياضية والبنية الاساسية التي تكفل لابناء شعبه ممارسة الرياضة في اماكنها المخصصة لها ، على اعتبار ان الاندية و المجمعات الرياضية هي من تنجب رياضيين حقيقيين وانها المكان الطبيعي لممارستها و تطورها .
و تعتبر الرياضة العمانية جزءا لا يتجزأ من حضارة العماني القديم ، حيث ارتبطت الرياضة بتاريخ وامجاد السلطنة ، وان ممارسة الرياضة لدى العماني تجري مجرى الدم ، و التي بدأت من الرياضات البحرية و الالعاب التقليدية وغيرها من الرياضات التي دخلت الى السلطنة مع اختلاط ابنائها بالشعوب الاخرى كلعبة الهوكي و الكركيت و كرة القدم التي اتت بها البارجات البريطانية و الهندية وغيرها التي كانت ترسو على موانيء مسقط في الحقبات الماضية و نقل من على متنها ثقافات الرياضات الاخرى على سبيل الترفيه .
وانتقلت الرياضة العمانية بتطور سريع خلال الخمسين عاما ومنذ تولي المغفور له باذن الله تعالى – جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور الذي اولى اهتماما كبيرا بتطور الرياضة من خلال تشريفه السامي للمسابقات الرياضية منها مسابقات كرة القدم والهوكي وغيرها وحرصه على افتتاح المنشآت الرياضية وتطورها دعما منه لقطاع الرياضة والشباب حتى اصبحت الرياضة منتشرة في ربوع السلطنة وانتشرت الاندية بين الولايات واشهرت الاتحادات الرياضية والتي وصل عددها حتى الان الى اثنى عشر اتحادا واربعة واربعين ناديا.
القدم والهوكي
حملت تلك الالعاب التي لها السبق في الممارسة تاريخا في بناء الانسان العماني و ارتباطها ارتباطا وثيقا مع تنشئته تنشئة رياضية وكانت الالعاب مثل كرة القدم و الهوكي و الكركيت تمثل بداية ممارسة الانشطة الرياضية الحديثة .
تعد كرة القدم من الالعاب التي جاءت ممارستها من قبل الخارج مع توافد الجاليات الاوروبية والهندية وغيرها الى مسقط مع رسو البارجات والسفن التجارية، و تعد اللعبة الشعبية الاولى الان هي من الالعاب الاقل ممارسة في تلك الحقبات الفائتة لانها لم تكن شائعة ، الا انها في 1971 اقيمت اول مسابقة تحمل اسم المغفور له باذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد لكرة القدم وكذلك مسابقة الهوكي و استمرت المسابقة الى يومنا هذا وشهدت الكثير من التطور مواكبة للتطورات الكبيرة التي شهدتها المسابقتان واللتان حظيتا باهتمام كبير وتم اشهار اتحادات خاصة لهم وعملت الاندية عى تفعيلها بشكل كبير مما ساهم في انتشارها بشكل كبير.
اشهار الاندية
ان – دعوة المغفور له- لممارسة الرياضة هي حق طبيعي لكل عماني ، حيث دعا الى ممارستها بالشكل الصحيح الذي يسهم في تطوير الرياضة و الرياضي العماني على حد سواء ، و انها ايضا السبيل الى تطوير ذاته بدءا من التركيبة الفسيولوجية و الذهنية التي يتمتع بها العماني ، فجاءت فكرة انشاء الاندية من توجهاته السامية ليكفل حقا مشروعا لممارساتهم و هوياتهم من اجل تفريغ طاقاتهم بالطريقة الصحيحة واستكمالا للطموحات الشبابية التي تعبر عن النقلة النوعية التي تمثل البلاد في تلك الفترات .
وتعد مسقط هي بؤرة انطلاق الاندية العمانية , حيث يعد نادي عمان من اعرق تلك الاندية التي الذي يعتبر مؤسسوه ان اشهاره الفعلي تم في العام 1942 والذي كان يطلق عليه انذاك نادي ( مقبول ) ، التي كانت فيه الالعاب السائدة انذاك هي الهوكي و الكركيت و الطائرة و التنس الارضي و الذي تم في عهد السلطان السيد سعيد بن تيمور – رحمه الله – .
الا ان المغفور له – جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم و مع بزوغ عصر النهضة امر بتغيير مسمى النادي العريق الى نادي (عمان) تيمنا بانتقال الرياضة العمانية نقلة نوعية تواكب توجهات النهضة , حيث اصبح النادي مقر الانطلاقة الحديثة للرياضة .
ولم يكن نادي ( عمان ) هو النادي الوحيد الذي تم اشهاره قبل النهضة ، فقد كانت ولاية مطرح من الولايات الاكثر اهتماما انذاك بالرياضة حيث تم اشهار النادي الاهلي بها في العام 1960 حيث كانت فيها لعبة القدم سيدة الالعاب في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي ، حيث انطلقت الفكرة من المدرسة السعيدية بولاية مطرح – هي المدرسة الثانية التي اقيمت في العاصمة – .
كما توالت الاندية في عصر النهضة المباركة حيث تم اشهار نادي روي و سداب و الاهلي و مسقط و البستان و التي كانت نتاج تكافل من ابناء السلطنة ,فيما كانت هناك اندية ساهم الاجانب في اشهارها مثل اندية الباطنة ومنها نادي بركاء والمصنعة وكذلك الحال في محافظة ظفار التي شهدت هي الاخرى اشهار الاندية منها ظفار وغيرها من الاندية .
و تعاقبت الاندية الرياضية في اشهارها ، كما تم في بداية العقد الاول من القرن الحالي دمج عدد من الاندية الرياضية من اجل توحيد الفكر الرياضي لما يخدم الرياضة و الصالح العام , حيث كانت لها مزايا و هي ان اكرمها مولانا – طيب الله ثراه – بمقدار 250 ألف ريال للناديين المندمجين و 375 الف ريال في حالة اندماج ثلاثة أندية .
ومنح قطع ارض تجارية سكنة للنادي الجديد في مكان جيد في نحافظة مسقط ، كما يمكن للنادي شراء عقار قائم مع الاحتفاظ بالارض للاستثمار المستقبلي و انشاء مبنى جديد كمقر للنادي و قد خصصت الحكومة مبلغ 400 الف ريال لبناء المقر و المرافق الرياضية بالاضافة الى 15 الف ريال سنويا للصيانة و التشغيل على مدار 5 سنوات .
اشهار الاولمبية
من اوجه مواكبة التطور الرياضي الحاصل بالسلطنة ، ارتات حكومتنا الرشيدة انذاك ، بالتواجد الخارجي للرياضة العمانية ، لما يحقق الاهداف التكاملية للرؤية السامية و دورها في تنمية الوطن من خلال عدد من الخطط التي وضعتها حكومتنا لذلك حيث قامت ببلورتها عبر اشهار اللجنة الاولمبية العمانية في العام 1982و ذلك تزامنا مع قرار انضمام السلطنة لعضوية اللجنة الاولمبية الدولية ، بنص المرسوم السلطاني رقم 42 لسنة 1982م الصادر في شأن قانون الهيئات الخاصة العاملة في المجال الرياضي ، حيث اقتضى اشهار اللجنة الاولمبية العمانية تعيين عبدالله بن حمد آل علي كأول رئيس للجنة الاولمبيىة للفترة من ( 1982- 1985) ، حيث كان له دور في انضمامها الى عضوية اللجنة الاولمبية الدولية و تصبح العضو رقم (150 ) في الاسرة الاولمبية الدولية ، بالاضافة الى العديد من الهيئات و المؤسسات الرياضية القارية و الدولية ، كما شاركت السلطنة في عهده لاول مرة في دورة الالعاب الاولمبية رقم 23 بمدينة لوس انجلوس عام 1984م وتم تعيين اول رئيس للجنة الاولمبية العمانية عبدالله بن حمد آل علي في عام 1982.
وانتقل الجانب الاولمبية بعدها من التعيين الى الانتخاب وبشكل جديد , حيث تم انتخاب اول رئيس للجنة الاولمبية عبر صندوق الاقتراح خالد بن محمد الزبير هو خامس رئيس للجنة الاولمبية العمانية و اول رئيس منتخب لها ، حيث كسب ثقة اعضاء الجمعية العمومية على مدى فترتين (2013- 2017) و (2017-2019).
اشهار الاتحادات الرياضية
و لعل ان بعض الاتحادات تم تأسيسها في وقت سابق من اشهار اللجنة الاولمبية الا انها عملت وفق متطلبات الاتحادات الدولية ، حيث ان الاتحاد العماني لكرة القدم تم تاسيسه في العام 1978 الا انه تم اشهاره في العام 1983 ، فيما تم تأسيس الاتحاد العماني للهوكي في العام 1973 ، الا انه تم اشهاره في 18 اكتوبر من العام 1983 .
و على سياق متصل ، يذكر ان المغفور له – كان يتوق دائما لممارسة هواياته المتعددة و التي كانت جزءا لا يتجزء من شخصيته الفذة ، حيث اظهرت العديد من الصور و الوثائق المرئية بان جلالته كان يمارس رياضة الرماية وركوب الخيل بل انه كان يستمتع بها ، و قد تكون الرماية في مقدمة تلك الهوايات الرياضية التي يمارسها ، ومن هذا المنطلق فقد تأسس الاتحاد العماني للرماية في العام 1977 و تم اشهاره في العام 1984 ، حيث انه ومنذ اشهاره عمل الاتحاد وبشكل مستمر بالاهتمام بكل الامور التي تتعلق بالمحافل الرياضية و المشاركة بها و الاهتمام ايضا بهواة الرماية و ايضا الاهتمام بالفعاليات المحلية التي تقام على هامشها ، و تعد رياضة الرماية من انشط الرياضات ممارسة و تحقيقا للجوائز و المراكز المتقدمة بسبب المشاركات التي يخوضها على الصعيد الخارجي , حيث ظهر المنتخب الوطني للرماية تزامنا مع دورة الالعاب الاولمبية في العام 1984 و التي اقيمت بلوس انجلوس ، لتثمر التدريبات و التواجد العماني برياضة الرماية في دورة الالعاب الاولمبية الرابعة و العشرين في سيؤول عام 1988 م عن طريق الرامي عبداللطيف بن محمد موسى البلوشي و هو الرامي الوحيد الذي تاهل في لعبة الرماية الى الان في الدورات الاولمبية .
اما فيما يخص الاتحاد العماني للفروسية فقد تم اشهاره في الثاني من مايو للعام 1985 ، فيما تاسس الاتحاد العماني لالعاب القوى في 1982 و تم اشهاره في العام 1985 ، كما اشهر الاتحاد العماني للكرة الطائرة في 14 من سبتمبر من العام 1985 و اشهر الاتحاد العماني للتنس الارضي في 31 من يناير من العام 1986 و الذي تأسس في نفس العام .
اما الاتحاد العماني الذي اعيد اشهاره لاحقا كلجنة فقد تم تأسيسه سابقا في العام 1983 فيما تم اشهاره كاتحاد في العام 1988 اما الاتحاد العماني لكرة اليد فقد اشهر في العام 1988 ، فيما تأسس الاتحاد العماني للسباحة في عام 1973 فيما تم اشهاره كاتحاد لاحقا في العام 1988 .
وكان اخر الاتحادات المشهرة في حقبة الثمانينات هو الاتحاد العماني لكرة الطاولة و الاسكواش و الذي تأسس في العام 1978 فيما اشهر في العام 1988 في شهر ديسمبر وجاء اخر اشهار للاتحادات الرياضية الاتحاد العماني للجولف الذي اشهر قبل انتقال المغفور له باذن الله تعالى بايام قليلة.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى