باعتبارها الكيان صاحب الخبرة الأكبر في السلطنة، يأتي اتجاه شركة تنمية نفط عُمان إلى تطوير خدماتها لتصبح شركة طاقة متكاملة ليواكب المتغيرات التي يشهدها قطاع الطاقة عالميًّا مع وجود آفاق أكبر للاستثمار في الطاقة وتطوير مواردها.
فمنذ بدايات استكشاف الثروة النفطية بالسلطنة وتتحمل شركة تنمية نفط عُمان إنتاج النسبة الأكبر من النفط الخام ومن ثم الغاز الطبيعي في البلاد، مع إيلاء الاهتمام لتحقيق التميز والنمو وإيجاد قيمة مستدامة كونها هي الشركة الرائدة في مجال الاستكشاف والإنتاج بالسلطنة.
ولأن مصادر الطاقة لم تعد حكرًا على إنتاج النفط والغاز أو ما يعرف بـ(الطاقة الأحفورية)، بل امتد الأمر إلى مصادر أخرى مثل الطاقة المتجددة التي باتت تحتل مساحة لا بأس بها على خريطة الطاقة العالمية لدرجة أن قطاع الطاقة الشمسية وحده نمى على مدار السنوات الست الماضية بحوالي 50% سنويًّا، وهو معدَّل أسرع من أي مصدر آخر للطاقة، كما هبطت أسعاره بنسبة 80% منذ العام 2005، وهو نمو دفع وكالة الطاقة الدولية إلى رفع توقعاتها بشأن الطاقة الشمسية، التي تمثل حوالي 1% من الطاقة في العالم اليوم، لتصبح 27% بحلول عام 2050.
ولأن إدارة المصادر الجديدة للطاقة تحتاج إلى كيانات ذات خبرة تراكمية في القطاع، شرعت شركة تنمية نفط عُمان في العمل على خريطة طريق من شأنها أن تنقل الشركة إلى مجال الخدمات والاستشارات، سواء داخل البلاد أو خارجها، مع التحول تدريجيًّا حتى تصبح تمامًا شركة طاقة، مع الإبقاء بطبيعة الحال على النفط والغاز كمحور أساسي في عملها.
فهذا الكيان العملاق وبما بناه على مدار العقود الماضية بات يمتلك الكوادر المؤهلة لإدارة عملية إنتاج الطاقة، مع القدرة على إضفاء عنصري الإبداع والحيوية على عملية الارتقاء بخدمات الشركة.
إن القراءة الواعية للمؤشرات المستقبلية تبين أن الطلب على الوقود الأحفوري وإن كان سيبقى لسنوات قادمة إلا أنه سيشهد تراجعًا مع الاتجاه إلى الطاقة البديلة، الأمر الذي يستدعي من الكيانات العاملة في مجال النفط استكشاف فرص أخرى خارج النطاق الطبيعي لأنشطتها، واغتنام ما توفره صناعة الطاقة المتجددة من فرص للاستثمار والتوظيف.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن