ما من سلعة تعد الأكثر ارتباطًا بالحفاظ على الحياة مثل سلعة الدواء حتى أن حق الإنسان في الحصول عليها يعد ترجمة حقيقية للحق في الحياة، الأمر الذي يجعل من تيسير الحصول على الدواء بأسعار مناسبة وبفعالية جيدة من المهام الأساسية للدولة.
ومن هذا المنطلق تسعى السلطنة بالمشاركة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى الوصول إلى التسعيرة الخليجية عبر مقارنة أسعار الأدوية، ومخاطبة جميع الشركات المصنعة بتوحيد السعر لكل دواء واعتماد التسعيرة الأقل.
وبدءًا من يونيو الماضي عملت السلطنة على تخفيض سعر بيع الدواء للجمهور ليكون على أساس سعر ميناء الوصول مضافًا إليه هامش ربح بنسبة 45%، الأمر الذي أدى إلى تخفيض الهامش الربحي لبيع الأدوية في الصيدليات من 55% إلى 45%.
وسبق ذلك أيضًا تخفيض أسعار 120 دواءً مسجلًا ومسوقًا بالسلطنة خلال الربع الأول من العام الحالي وبنسب تصل إلى 65% لبعض الأدوية.
كذلك تم في مرحلتين سابقتين تخفيض ما يقرب من 2600 دواء مع التركيز على الأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض المزمنة، والتي تمثل الاستهلاك الأعلى في السوق الدوائي العماني، حيث تجاوزت نسبة التخفيض 60% لبعض الأدوية وتراوحت بين 20-40% لأغلبها.
واستكمالًا لهذه الجهود عبر مناقشة القرارات الوزارية والتنفيذية الخاصة بتنظيم عمل اللجنة الخليجية لتسعيرة الأدوية، والاعتراضات المقدمة من الشركات، وما تم بخصوص تسعير المستحضرات المعلقة استعرض الاجتماع الثالث والثلاثين للجنة الخليجية لتسعيرة الأدوية المنبثقة عن مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الذي استضافته السلطنة دراسة قواعد التسعيرة الخليجية، وجرت مناقشة توحيد سعر المستحضرات المقدمة من السلطنة والمملكة العربية السعودية، وجدول اجتماعات وأعمال اللجنة للمراحل المقبلة.
وقطعت اللجنة شوطًا كبيرًا لحصر الأدوية في كل دولة على حدة، ومقارنتها بأسعار الأدوية في كل الدول، واتضح أن هناك فروقات في التسعيرة ما بين دولة وأخرى تصل في بعض الأدوية إلى 80% ثم جرت دراسة الأمر بهدف الخروج بتسعيرة مماثلة لأقل تسعيرة في دول المجلس روعي فيها النسبة الربحية للشركات في كل دولة، ومنح حق الاعتراض لشركات الدواء.
ومع هذه الأشواط التي قطعتها السلطنة في مجال تأمين الدواء بأسعار مناسبة ينبغي أيضًا متابعة التعاقدات مع شركات الأدوية للتأكد من جودة وفعالية الأدوية من جهة مع دراسة إمكانية تكثيف الصناعات الدوائية مع التركيز على الأنواع الأكثر استهلاكًا بالسلطنة.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن
