رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبدالقادر حماد:
تسلمت السلطة الفلسطينية رسميا امس، معابر قطاع غزة من حركة المقاومة “حماس” التي تديرها منذ أكثر من عشر سنوات، في خطوة تشكل اختبارا لاتفاق المصالحة الفلسطينية الذي أبرم الشهر الماضي. ووقع المسؤول في السلطة الفلسطينية نظمي مهنا ونظيره في حماس غازي حمد وثيقة تنص على نقل مسؤولية الإشراف على المعابر إلى الحكومة الفلسطينية. وبالإضافة إلى معبر رفح الذي يربط مصر بقطاع غزة، تم تسليم معبر كرم ابو سالم التجاري الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة ومصر، ومعبر كارني التجاري شرق قطاع غزة الفاصل بين اسرائيل وغزة والمخصص لنقل البضائع. ثم تم تسليم معبر بيت حانون في شمال قطاع غزة (ايريز) الفاصل بين اسرائيل والقطاع. وبذلك تكون السلطة سيطرت على كافة المعابر في القطاع المحاصر من اسرائيل منذ عشر سنوات.
ورفعت أعلام فلسطينية ومصرية وصور لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عند معبر رفح، كما فككت حركة حماس منشآت لها عند أحد المعابر بإشراف مسؤولين من حركتي فتح وحماس. وقال عضو لجنة استلام المعابر ووزير الاشغال مفيد الحساينة في مؤتمر صحفي عند معبر رفح “تم استلام كافة معابر قطاع غزة”. وأشرف وفد امني مصري على عملية التسلم.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية إن حركته سلمت معابر قطاع غزة بوفاء دون مقايضات واشتراطات، مشددًا على أنه “لا رجعة للوراء مهما كان الثمن”. وذكر هنية في كلمة بافتتاح مؤتمر “الأمن القومي الفلسطيني” الخامس بمدينة غزة، أنه بتسلم المعابر وبتمكين الحكومة وبالتوجه إلى القاهرة لبدء الحوار الوطني الفلسطيني الشامل، “ندشن عهد الوفاق الوطني”. وأضاف: نحن انتهينا المرحلة الأولى من المصالحة، ونأمل أن نقدم كل ما علينا من التزامات، داعيا السلطة للوفاء ببعض الأمور المتعلقة بغزة، (لم يحددها لكيلا تُفهم أنها اشتراطات) وفق تعبيره. ودعا هنية إلى أن تكون المصالحة شاملة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني، وأن تشمل كل المكونات والجغرافيا الفلسطينية، وقال: “نريد جمع شتاتنا، نريد تثبيت عناصر قوتنا وأن نواجه التحديات التي يفرضها الاحتلال علينا”. كما لفت إلى أن حماس تريد المصالحة لترتيب مستويات ثلاث: إدارة الضفة والقطاع عبر السلطة، وإدارة القرار الفلسطيني عبر منظمة التحرير الفلسطينية، والاتفاق على البرنامج السياسي الذي يشكل القاسم المشترك لشعبنا الفلسطيني.
وتأتي هذه الإجراءات تنفيذا لاتفاق المصالحة الذي وقعت عليه الحركتان في 12 اكتوبر برعاية مصرية في القاهرة ويهدف إلى إنهاء عقد من الانقسامات بين الطرفين. واتفق الطرفان على تسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة الخاضع منذ القطيعة بين الطرفين في 2007 لحركة حماس. وقال المتحدث باسم معبر رفح التابع لحماس هشام عدوان ان “جميع موظفي السلطة الفلسطينية عادوا الى العمل على المعبر، وجميع الموظفين السابقين (المعينين من حماس) غادروا”. واضاف “من الآن فصاعدًا حكومة التوافق هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن معابر القطاع”. وتمنى عدوان “أن تضغط حكومة التوافق باتجاه فتح المعابر بشكل سريع وإنهاء الأزمة التي يُعانيها المسافرون”، مشيرا إلى أن المصريين وعدوا بفتح المعبر حال تسلمته السلطة”. واعتبر “أن عملية تسليم المعابر خطوة للأمام تجاه تحقيق المصالحة الكبرى بين حماس وفتح”. وقال الحساينة إن رئيس الوزراء رامي الحمد الله “سيزور قطاع غزة خلال أيام”، مضيفا “سنذهب إلى المصالحة رغم كل التحديات والعقبات”. ويفترض ان تتسلم السلطة إدارة كل القطاع بحلول الاول من ديسمبر.
إلى ذلك، قال مدير إداري معبر رفح العقيد رشيد البوجي إن طواقم السلطة الفلسطينية بدأت العمل على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، وأضاف البوجي في تصريحات صحفية أن 70 عنصرًا من الأمن بدأوا العمل على المعبرين، فيما سيصل نحو 70 موظفًا آخرين في غضون أيام ويتوزعون ما بين موظف “جمارك، واقتصاد، وإداريين”. ولفت إلى أن هذا العدد “مبدئي” وحسب حالة المعبر والاحتياجات ستجري زيادة الأعداد، مشيرًا إلى أنهم باجتماعات دائمة لإتمام عمليات التسلم.
المصدر: اخبار جريدة الوطن