صنعاء ـ وكالات: هيمن العنف على بداية شهر رمضان في اليمن، حيث تبنى داعش سلسلة من الهجمات التي استهدفت مساجد بما يتدهور وضع المدنيين يوما بعد يوم، لاسيما في عدن كبرى مدن الجنوب. وقتل 31 شخصا على الأقل في العاصمة صنعاء التي هزتها خمسة انفجارات متزامنة عشية بدء الصوم. وسارع “داعش” إلى تبني الهجمات التي استهدفت العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر. واستهدفت سيارتان مفخختان مسجدين وسيارة ثالثة منزل رئيس المكتب السياسي للمتمردين الحوثيين صالح الصمد. كذلك، انفجرت عبوتان أمام. وتتزامن الهجمات الجديدة على صنعاء مع استمرار المفاوضات غير مباشرة في جنيف بين الحوثيين وممثلي الحكومة اليمنية. ولا يبدو أن المفاوضات تحقق أي تقدم حتى الآن. وأسفر النزاع في اليمن حيث يواصل تحالف عربي بقيادة السعودية حملته العسكرية الجوية ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، عن أكثر من 2600 قتيل وفق الأمم المتحدة. وأتت هجمات الأربعاء أيضا غداة تأكيد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقتل زعيمه ناصر الوحيشي في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار. ويبقى الوضع الإنساني في اليمن كارثيا لاسيما في مدينة عدن حيث تستمر المواجهات العنيفة بين الحوثيين ومقاتلي “المقاومة الشعبية”، وهو الاسم الذي يطلق على مجموعات المسلحين الموالين لحكومية الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي والذي يقاتلون الحوثيين. وقال موظف في صحيفة محلية في عدن “لم نحصل على رواتبنا منذ بداية الأزمة في مارس”. وأضاف “أن المواد الغذائية نادرة والأسعار تضاعفت ثلاث مرات. رفوف المتاجر فارغة تماما”.
وتدهور الوضع الصحي بشكل كبير في المدينة، فيما يجد السكان صعوبة في الحصول على العلاج للأمراض التي ظهرت بسبب الظروف الصحية السيئة مثل التيفوئيد وحمى الضنك والملاريا. وقالت الطبيبة مروى مروان التي تعمل في قسم الطوارئ في مستشفى البريحي “نستقبل كل يوم من 90 الى مئة مريض بحمى الضنك”. وأضافت “كل ما يمكننا فعله هو تشخيص المرض، ويتوفى كل يوم ما بين 10 و15 شخصا بسبب المرض”. من جهة أخرى، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بمناسبة بدء شهر رمضان إن بلاده “أخذت على عاتقها منذ نشأتها” على يد المؤسس الملك عبدالعزيز “الاعتدال في الدين، والوقوف بجانب المظلومين المقهورين وتغيث الملهوفين”.
وأكد في الكلمة التي نقلتها الوكالة الرسمية ” إننا ماضون بحول الله تعالى على النأي ببلادنا ومواطنينا عن الفتن والقلاقل والاحتقانات الطائفية، ونؤكد رفضنا التام للتصنيف المذهبي والطائفي، إدراكا منا بمخاطره على اللحمة الوطنية في بلادنا”.