احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / “الوطن الاقتصادي يستعرض رؤية “ديم” لتعزيز وضمان الأمن المائي في السلطنة

“الوطن الاقتصادي يستعرض رؤية “ديم” لتعزيز وضمان الأمن المائي في السلطنة

توسعة وإنشاء عدد من محطات تحلية المياه في كل من صحار وبركاء وصور وقريات وخصب
ـ مدير عام التخطيط وإدارة الأصول: تعزيز خطوط نقل المياه الرئيسية في كل من الداخلية والشرقية والباطنة

ـ مشاريع جديدة ودراسات استشارية لإيصال شبكات المياه إلى عدد من ولايات ومحافظات السلطنة

مسقط ـ الوطن:
تحرص “ديم” على تطوير الاستراتيجيات والخطط الرئيسية لضمان تنفيذ رؤيتها الطموحة الرامية إلى “الحرص على توفير مياه صالحة للشرب عالية الجودة وخدمات طاقة لكافة المقيمين على أرض السلطنة” ومن أجل تحقيق هذه الرؤية وضعت الهيئة استراتيجيتها الطموحة والتي تسعى إلى تحقيقها بحلول عام 2040 م من خلالتغطية 98% من السكان في السلطنة وفق منهجية القيم التي تسير عليها والتطوير المستمر في خدماتها المقدمة لتكون مؤسسة من الطراز العالمي تركز على خدمات المشتركين وتحقيق كفاءة تشغيلية عالية وتطوير الموارد البشرية وفق الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة.
وتعمل “ديم”جاهدة للتوسع في خدماتها لتشمل كافة المدن والقرى التي تضطلع بتقديم خدمات المياه لها وذلك في إطار استكمال البنية الأساسية حيثُ تقوم ديم بمراجعات دورية للخطط الرئيسية لقطاع المياه التي تعكس توقعات معدلات النمو في الطلب على مياه الشرب، بالإضافة إلى وضع الاستراتيجيات والخطط الطويلة المدى نظرا لما تشهده السلطنة من توسع سكاني وعمراني بالإضافة إلى متابعة سير العمل والتأكد من تطبيق البرنامج وفق الخطط المرسومة والموازنات المرصودة لها في الخطط الخمسية.
الخطط والبرامج
و”الوطن الاقتصادي” التقى عبدالعزيز بن سعيد بن حمد الشيذاني مدير عام التخطيط وادارة الأصول التي استعرض معه مشاريع الجاري تنفيذها وجهود “ديم” لتحقيق الأمن المائي واهم الخطط والاستراتيجيات المنفذة او الجاري تنفيذها حيث قال: تعد مشاريع محطات تحلية مياه البحر من المشاريع الكبيرة والتي تساهم بشكل كبير في تعزيز الامن المائي للسلطنة من خلال الاعتماد عليها كمصدر رئيسي لمياه الشرب والابقاء على المياه الجوفية كمخزون استراتيجي، بسبب وقوع السلطنة ضمن النطاقات التي تصنف على أنها شحيحة الموارد المائية المتجددة، وبالتالي انتهجت السلطنة سياسة تقوم على الاعتماد على مياه التحلية كمصدر رئيسي لمياه الشرب والإبقاء على المياه الجوفية كمخزون استراتيجي يمكن استخدامه في الحالات الطارئة أو الحالات التي قد ينتج عنها نقص في إمدادات المياه.
واضاف الشيذاني ان ديم تعمل جنبا إلى جنب مع الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه بوضع الخطط الرامية للتوسع في محطات تحلية المياه القائمة وإنشاء محطات تحلية جديدة من خلال استثمار القطاع الخاص لتغطية الطلب المتزايد على المياه، في مقابل التزام “ديم” بشراء الكميات المنتجة من هذه المحطات وفق عقود طويلة الأجل تتراوح ما بين 15 سنة و 20 سنة، الأمر الذي أتاح من خلال اجراءات المنافسة تحفيز القطاع الخاص المستثمر في هذه المحطات على تقديم حلول تقنية ذات كفاءة تنافسية الأمر الذي ترتب عليه مع الوقت الحصول على أسعار تنافسية للمياه المنتجة وهو ما ظهر جليا من خلال التعاقدات الأخيرة في شراء المياه مقارنة بالتعاقدات الأسبق، ونتوقع ان يستمر النموذج المتبع لتوفير سعات التحلية من خلال المنافسة لدخول السوق في الحصول على كلفة منخفضة عن سابقاتها، تعكس التقدم في توفير الحلول التقنية.
المشاريع المستقبلية
وفيما يتعلق بمشاريع التحلية المستقبلية اكد المهندس عبدالعزيز الشيذاني ان العمل جار على إنشاء محطات تحلية مياه جديدة في ولاية بركاء بطاقة إنتاجية تبلغ 281,000م3/ في اليوم ومن المخطط الانتهاء من تنفيذها في الربع الثاني من عام 2018م. وإضافة محطة تحلية مياه أخرى جديدة بولاية صحار بطاقة إنتاجية تبلغ 250,000 م3/ في اليوم ومن المخطط الانتهاء من تنفيذها خلال النصف الثاني من عام 2018م. مع الاستمرار في الأعمال الإنشائية لمحطة التحلية الجديدة بولاية قريات بسعة إنتاجية تبلغ 200,000 م3/ في اليوم ومن المتوقع الانتهاء منها في خلال هذا العام 2017م.

محطة جديدة
واضاف مدير عام التخطيط وادارة الأصول انه من المتوقع ان يتم التوقيع مع القطاع الخاص خلال هذا العام على مشروع إنشاء محطة جديدة لتحلية المياه بمحافظة جنوب الشرقية بسعة انتاجية تبلغ 80 ألف م3/ في اليوم، لتخدم محافظتي جنوب وشمال الشرقية ومن المتوقع تشغيلها بحلول عام 2021م، وكذلك يتوقع التوقيع خلال الفترة المقبلة على مشروع إنشاء محطة تحلية مياه في ولاية خصب بمحافظة مسندم بطاقة إنتاجية 16,000 م3/ في اليوم على أن تبدأ التشغيل في العام ويتم حاليًّا استكمال الموافقات والإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه المحطات.كما سيتم العمل على الاستفادة من مشاريع التحلية الجاري تنفيذها او تلك المتوقع البدء بها قريبا.
وعما إذا كان توفير مياه الشرب من خلال تحلية المياه البحر سيشمل كافة ربوع السلطنة، أوضح المهندس عبد العزيز الشيذاني بأن السياسة المعتمدة حاليا ترتكز على ذلك، إلا أن التوسع أكثر في تنفيذ الخطة الرئيسية للمياه وبعد الانتهاء من ايصال المياه للتجمعات ذات كثافة سكانية معقولة، قد يتطلب الأمر تقييم خيارات أخرى أكثر جدوى اقتصادية لتوفير المياه للتجمعات والجيوب الصغيرة في مناطق بعيدة وذات تحديات متعلقة بالطبيعة الجغرافية.
كما تستهدف “ديم” بحث جدوى خيارات أخرى متعلقة بتخزين وحقن المياه الفائضة في فترات غير الذروة في الخزان الجوفي للاستفادة منها في فترات ذروة الطلب وتقليل الكلفة الاقتصادية لشراء المياه.
واوضح المهندس عبدالعزيز ان”ديم” انهت الدراسات المبدئية لمشروعات مائية استراتيجية لتعزيز منظومة نقل المياه، واكملت إعداد تصاميم عدد منها كما شرعت في إعداد التصاميم الإطارية لعدد آخر، ومن المخطط البدء في تنفيذ هذه المشاريع الاستراتيجية تباعًا خلال عامي 2017 و2018م على ان تستكمل بمشيئة الله خلال السنوات القادمة وحتى عام 2021م، والتي من شأنها بلا شك أن تعزز قدرة قطاع المياه على الاستجابة للزيادة المطردة في الطلب على المياه في بعض المحافظات.
واكد مدير عام التخطيط وادارة الأصول ان”ديم” ستقوم بتنفيذ عدد من المشاريع المائية في عدد من المحافظات ومن أبرز هذه المشاريع مشروع تعزيز خط نقل المياه الرئيسي لمحافظة الداخلية حيث تم الانتهاء من التصاميم الإطارية للمشروع وتكمن أهمية هذا المشروع في الاستجابة للنمو المتزايد على مياه الشرب في المحافظة والتي تعتمد بشكل شبه كلي على مياه التحلية ويتضمن المشروع تمديد خط مياه رئيسي رديف للخط الحالي بالإضافة إلى تعزيز قدرة محطات الضخ الحالية وإضافة محطات ضخ أخرى وإنشاء خزان مياه استراتيجي وعدد من خزانات معادلة المياه ومن المخطط الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في عام 2019م والمرحلة الثانية في عام 2022م .
موكدًا ان ديم طرحت مؤخرا مناقصة لمشروع ربط محافظة الظاهرة بمحطة تحلية مياه البحر بصحار لتلبية الطلب المتزايد على المياه وتنفيذا لسياسة الأمن المائي لمحافظة الظاهرة، ويتضمن المشروع مد انابيب من الحديد المطاوع بمسافة 225 كم بأقطار تتراوح من 400 ملم إلى 1600 ملم، وإنشاء 9 خزانات لتجميع وتوزيع المياه المنتجة من محطة التحلية بسعة تخزينية تبلغ 445 ألف متر مكعب، وإنشاء أربع محطات لتقوية الضخ ، ومن المخطط الانتهاء من تنفيذه في عام 2020م.
وأوضح الشيذاني ان العمل جار على اعداد التصاميم الإطارية لمشروع تعزيز خط نقل المياه الرئيسي صحار-بركاء ، ويعد هذا المشروع من المشاريع المهمة لتعزيز موثوقية امدادات المياه في حالات الطوارئ وفي حالة حدوث اي عطل بمحطات التحلية المتركزة في كل من مسقط وبركاء وصحار. ومؤمل الانتهاء من تنفيذ المشروع في النصف الثاني من عام 2020م.
مضيفًا ان ديم تعكف حاليًّا على استكمال اجراءات تعيين استشاري للتصاميم الإطارية لمشروع تعزيز خط نقل المياه الرئيسي بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية حيث تكمن أهمية هذا المشروع في ارتباطه بالتوسعة الجديدة لمحطة تحلية المياه بصور والتي اكتملت مؤخرا والمحطة الجديدة المزمع إنشاؤها بولاية جعلان بني بو علي لخدمة محافظتي جنوب وشمال الشرقية حيث من المخطط تشغيل هذه التوسعة بحلول عام 2021م مشيرا إلى ان “ديم” انجزت تنفيذ أعمال تعزيز محطات الضخ مرحليا في المحافظة لحين اكتمال المشروع.
مراحل مختلفة
واكد المهندس عبدالعزيز الشيذاني ان “ديم” تنفذ حاليا عددا من المشاريع المائية في مختلف محافظات السلطنة وهي في مراحل مختلفة من التنفيذ، ومن المؤمل بعد الانتهاء من تنفيذ تلك المشاريع زيادة التغطية بشبكات المياه وتحسين أداء الشبكات، وتحقيق تقدم أكبر في جانب تعزيز موثوقية امدادات مياه الشرب من خلال ربط النظام بمصادر مياه جديدة ومن أبرز هذه المشاريع مشروع إنشاء خط النقل في محافظة مسقط من منطقة الغبرة بولاية بوشر إلى ولاية السيب وحيث يتوقع انجازه قبل عام 2020م، وتكمن أهميته في تعزيز منظومة نقل المياه في محافظة مسقط ومنها إلى محافظتي الداخلية وجنوب الباطنة بالإضافة إلى مشروع إنشاء خزان المياه الاستراتيجي المرتبط بمشروع محطة التحلية الجديدة بقريات وخط نقل المياه بسد وادي ضيقة، ومشروع انشاء خط نقل مياه وادي عدي – العامرات وشبكات مياه ولاية بدبد ومشروع إنشاء شبكات مياه جيوب بوشر (الحزمة الأولى)، ومشروع شبكات المياه بولايات نخل والعوابي ووادي المعاول، كما ان هناك عددا من المشروعات التي تم إسنادها و كان من المؤمل أن يبدأ العمل فيها فور الانتهاء من الإجراءات التعاقدية، كمشروع إنشاء محطة معالجة مياه سد وادي ضيقة، إلا ان اجراءات التعاقد لم تكتمل جراء اعتذار الشركة التي تم اسناد العمل عليها، وقامت ديم بالتنسيق مع الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه، لإعادة طرح هذه المناقصة على مستثمرين من القطاع الخاص اسوة بمحطات تحلية مياه البحر، وجراء هذا التأخير لا يتوقع الانتهاء من محطة معالجة مياه سد وادي ضيقة وفق ما هو مخطط لها في عام 2019م.
شوط كبير
واكد الشيذاني ان “ديم” قطعت شوطا كبيرا للانتهاء من الدراسات المبدئية لعدد من المشروعات المائية لإيصال شبكات المياه الحكومية لها في كل من ولاية إزكي و ولاية المضيبي وتوصيل المياه للمخططات المخصصة للمتأثرين بمشروع طريق الباطنة الساحلي وعدد من الجيوب بكل من ولاية صور ونيابة سناو بولاية المضيبي (المرحلة الثانية) بالإضافة إلى مشروع ربط منطقة سمائل الصناعية بمياه التحلية والتي تضمنتها الخطة الخمسية التاسعة وسيتم تنفيذها وفق توفر الإمكانيات المالية اللازمة، كما انهت “ديم”التصاميم لإنشاء شبكات المياه الحكومية لكل من ولاية الحمراء وعدد من الجيوب بولاية السيب بمحافظة مسقط، ومن المؤمل في حال جاهزية المشاريع الجاري تنفيذها حاليًّا والمخطط من تنفيذها أن تسهم بشكل كبير في تغطية منظومة قطاع المياه في السلطنة كما ونوعا.
وبهدف إيصال خدمة المياه للمناطق القريبة من الشبكات والتي لم تشملها الخدمة سابقًا (الجيوب البسيطة) نتيجة التوسعات العمرانية ولإيجاد حلول سريعة للمناطق التي تعاني من صعوبة في توفر المياه افاد المهندس عبد العزيزالشيذاني ان “ديم” شرعت ومنذ منتصف عام 2013م في تنفيذ برنامج للمشاريع الإنمائية الصغيرة في المحافظات كتمديد شبكات المياه القائمة وإنشاء محطات تعبئة الناقلات وحفر الآبار وغيرها من الأعمال التي من شأنها توفير خدمة المياه للقاطنين بشكل أسرع. وقد تم الانتهاء من مجموعة من المشاريع ضمن هذا البرنامج ويتواصل العمل في مجموعة من المشاريع المندرجة ضمن هذا البرنامج.
التحديات
وفي نهاية حديثه قال المهندس عبدالعزيز الشيذاني إن التحديات التي تواجه قطاع المياه وهو قطاع نام بوتيرة متسارعة سواء تلك المتعلقة بالتغيرات الديموغرافية أو تلك المتعلقة بالتنظيم التخطيطي وتغيير استخدامات الأراضي أو التحديات المتعلقة بالموارد المالية وقدرة سوق المقاولات على تنفيذ المشاريع المائية يضاف إليها النمو المتسارع في العمران بالمخططات، يقابلها في الجانب الآخر الالتزام بالتعاقدات مع القطاع الخاص المستثمر في سعات التحلية، كل ذلك يضع “ديم” أمام مسؤولية كبيرة للوفاء بالتزاماتها، وهي ماضية بعون الله بخطى حثيثة نحو تطوير انظمة إدارة الأصول بما فيها حصر وقيد كافة أصول الهيئة بسجل الأصول وتكوين قاعدة بيانات عن ادائها من خلال نظم المعلومات الجغرافية والاستفادة منها في توجيه برامج الصيانة والإحلال استعانة ببرامج الصيانة المحوسبة واجراء الدراسات الفنية من خلال برامج النمذجة الهيدروليكية وتمضي”ديم” بخطى جيدة في بناء قدراتها الداخلية والاستثمار في الشباب العماني وتأهيله في الجوانب الفنية والتخصصية، كما هو الحال أيضا في استكمال الجوانب المتعلقة برفع اعتمادية إمداد المياه وزيادة الكفاءة التشغيلية والارتقاء أكثر بالخدمات التي تقدمها لمشتركيها والمتعاملين معها والعمل على رفع مستوى الوعي بندرة الموارد المائية وبقيمتها الحقيقية وكلفتها الاقتصادية والدعوة إلى الترشيد في استخدامها كمورد محدود ومكلف في بلد يقع تحت خط الفقر المائي العالمي، بجانب التركيز بشكل أكبر على رفع كفاءة منظومة المياه، يضاف إلى ذلك كله تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في تطوير هذا المرفق والاستفادة من الممارسات الفضلى في هذا الجانب. وتنطلق ديم في تنفيذ كافة أعمالها بروح بفخر بخدمة المواطنين والمقيمين في محافظات السلطنة أينما كانوا.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى