احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / (المقيظة) .. عادة إجتماعية عمانية متأصلة عبر الأجيال

(المقيظة) .. عادة إجتماعية عمانية متأصلة عبر الأجيال

بالرغم من مزايا الحياة الحديثة وتطورها ..
الانتقال إلى المزارع تجنبا لحرارة الصيف وللاهتمام بالمزروعات وأعمال الحصاد تعاون الاسرة في قضاء الاعمال الزراعية وتجميع التمور وتخزينها

عبري – من سعيد بن علي الغافري :
الانتقال الى المزارع والبساتين حيث النخيل والمحاصيل الزراعية في اشهر الصيف من العادات الاجتماعية المتوارثة في العديد من قرى ولاية عبري وتسمى المقيظة او الانتقال من بيت الحارة الى النخل. عادة توارثتها الاجيال المتعاقبة وحافظ عليها الاهالي بالرغم من وجود مزايا الحياة الحديثة وتطورها حيث تقضي الاسر الاوقات الصباحية وحتى قبيل غروب الشمس في ضواحيها ومزارعها للاعتناء بالمحاصيل وتجميع تمور النخيل بما يطلق عليه جداد النخيل وايضا حصاد المحاصيل الزراعية الاخرى وبعض الاعمال الحرفية التي يزاولها الاهالي. وتستمتع الأسر بظلال الأشجار والمياه المنسابة من جداولها واستنشاق الهواء النقي من الطبيعة بعيدا عن حرارة الصيف الملتهبة في مثل هذه الاوقات من اشهر السنة في اروع صورة جمالية وعادة تراثية متأصلة، فالأسر تجتمع كفريق واحد في عملية الجداد وتنقية وتنظيف محصول التمور وايضا جمع بذور البرسيم والاعتناء بالمزروعات..

عادة متوارثة ..

يقول راشد بن ناصر الغافري: اعتاد الأهالي تقسيم اشهر السنة الى قسمين في الصيف ينتقلون الى بيوت النخل حيث المزارع والضواحي وبيوت النخل لعدة اهداف منها الابتعاد عن حرارة الطقس والاعتناء بالمزروعات و(رقاط) ثمار النخيل وتجميعها في عملية الجداد ويتم الانتقال من بداية شهر ابريل وحتى نهاية اغسطس ثم ينتقلون الى بيوت الحارة في فصل الشتاء ترويحا للنفس وللاستمتاع بالهواء المنعش حيث طبيعة المكان وهذا مايميز المقيظة وتقوم الاسر ببعض الاعمال والزراعات وقطف ثمار الامبا المانجو والليمون والتين والعنب والزيتون وبذور البرسيم، وهذه العادة تبعث في النفوس البهجة والسعادة وتغرس في نفوس الأبناء سيرة الآباء والأجداد وتعودهم على حفظ عادات وتقاليد اهاليهم.

موسم عطاء..

راشد بن سالم السعيدي يقول : يعد موسم القيظ من المواسم الاقتصادية لأصحاب المزارع وقد اعتدنا من الزمن الماضي على الانتقال من بيوت الحارة الى النخل وتقوم الاسر في هذه الاوقات بالاعمال الزراعية من زراعة الاعلاف والاعتناء بالاشجار وجمع التمور وتنقيتها ووضعها في اماكن الحفظ كالخصفة والاواني المخصصة لحفظها وهذه العادة من العادات التراثية التي نجد فيها التكاتف والتعاون من افراد الاسرة والجيران والتجمع على فنجان قهوة الظهيرة والمساء مع تناول الرطب والفواكة في جو تسوده الالفة والتعاضد بين الجميع.

دور المرأة..

تقول عيدة اليعقوبية : هذه العادة التراثية ذات قيم وخلاصتها بأن الاهالي يرتبطون ارتباطا وثيقا بالارض والزراعة تجد حركة مستمرة في مزارع النخيل، الجميع يشمرون سواعدهم للعمل الجماعي والمرأة لها دور كبير في هذا الجانب من حيث تنقية التمور واعداد مايسمى المدلوك وتجهيزه وبعض الاعمال المنزلية وتنظيف الزراعات من الحشائش الضارة وغيرها من الاعمال الاخرى .

موسم الخيرات..

سعيد بن سعدون الغافري يقول : ارتبط الانسان العماني بالارض والزراعة منذ القدم، والناس في معظم قرى عبري تنتقل في هذه الاوقات الى المزارع في مظهر جمالي، فتجد الاسرة بأكملها تتعاون على قضاء الاعمال في النخيل والزراعة، فهي صورة من صور الحياة الاجتماعية التراثية التي يتصف بها المجتمع العماني وتوارثناها لما لها من إيجابيات وقيم راسخة في نفوسنا.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى