احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / المال .. ودوره للفرد والمجتمع (1 ـ 2)

المال .. ودوره للفرد والمجتمع (1 ـ 2)

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري:
المال في هذه الدنيا الفانية لهو شريان الحياة المادية، كما أن الشرع والدين شريان الحياة الروحية والمال ما لم يحكم بضوابط الشرع فإنه سيصل بالإنسان إلى الجشع لأن حب المال يسري من ابن آدم مسرى الدم في العروق، قال تعالى: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا).
والمال سلاح ذو حدين فهو لأهل الإيمان نعمة يشكرون الله عليها ليل نهار وهو لأهل الكفر وبال وندم وحسرة، قال تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وقال أيضا: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ).
وحول هذا الموضوع كان لنا هذا اللقاء مع الباحث والكاتب سالم بن سعيد البوسعيدي ليحدثنا عن دور المال للفرد والمجتمع.
بداية حول الآيات التي تحث على اكتساب المال الحلال قال: سأكتفي هنا بقول الحق تبارك وتعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}، وقوله سبحانه:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}.
هكذا حث الإسلام المسلمين على ممارسة النشاط الاقتصادي بكل صوره ومختلف طرقه من زراعة وصناعة وتجارة واحتراف بشتى أنواع الحرف، وكل عمل أو وظيفة، في إطار الحدود الشرعية، يؤدي إلى إنتاج سلعة أو خدمة للناس، يعتبر عبادة، ويبارك الإسلام هذا العمل الدنيوي من حيث إنه ينفع الناس ويجمل حياتهم ويعمر بلادهم، وذلك إذا صحت نية العامل من حيث إنه لم يشغله عن ذكر الله تبارك وتعالى ولقاءه وحسابه، فالعمل واجب لإغناء النفس حفظ ماء الوجه من أن يراق بالسؤال .. وليس في توجيهات الإسلام وهدى النبي (صلى الله عليه وسلم) تصنيف للأعمال، يجعل بعضها محترماً والآخر وضيعاً فالأعمال كلها سواء، ما دامت تجمع الشروط السابق ذكرها (من النفع والاحتساب وعدم المخالفة الشرعية).
* المال عصب الحياة
وقال عن دور المال في حياة المسلم: ان المال في الإسلام يعتبر عصب الحياة ولا يمكن أن تتقدم الحياة بدونه، وقد حرصت الشريعة على حفظ المال كأحد مقاصدها الأساسية لأنه من خلال الثروة يستطيع الإنسان أن يحقق الخير لنفسه ولمجتمعه لذلك يجب التصرف فيه على نحو سليم كما تحدث القرآن عن المال ووصفه بأنه خير قال تعالى: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) وأنه زينة قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) وهو ضرورة لإعمار الأرض استجابة لأمر الله قال تعالى: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) أي: طلب منكم عمارتها والتعمير هنا يعني صنع حضارة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ على المستويات المادية والأخلاقية والروحية والاجتماعية قال تعالى: (وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) فجعلها ربنا نعمة وطلب الشكر عليها، وتحدث عن الأنبياء فقال: (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ)، وعاب على الكافرين قولهم: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا)، وقال:(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ)، وذكر في معرض امتنانه على عباده وتذكيرهم بنعمه عليهم فقال: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) وقال:(أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ)، وقال:(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)، وقال:(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) وقال: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ) وقال: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ)، وقال: (وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ..)، وقال: (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ..).
وقال: حين بدأت نواة الدولة الإسلامية من المدينة المنورة، تلك المدينة الصغيرة التي لم يتخيل أحد وقتها أن تكبر وتتحول إلى عاصمة لدولة الخلافة الراشدة، ثم كبرت الدولة واتسعت فتوحاتها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف وصلت الدولة الإسلامية إلى هذا المستوى من الغنى والاستقلال ..؟ والإجابة بسيطة جداً وتكمن في تنفيذ الأخلاقيات التي دعا إليها الإسلام في كافة شؤون الحياة من أولها إلى آخرها. ومن أهمها أخلاقيات التعامل اليومي بين الأفراد من ناحية وبين الدولة وجيرانها من ناحية أخرى، ثم اتباع ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من أوامر ونواهٍ.
لقد جاءت تعاليم الإسلام في النواحي الاقتصادية واضحة قاطعة لا تحتمل أي لبس، ولكن بسبب ما حدث للأمة من تراجع عن أوامر القرآن والسنة النبوية جاءت النتائج واضحة، وهي تراجع الأمة كلها وتخلفها وتأخرها!.
وأن تعاليم الإسلام تخاطب في المسلم ضميره وإيمانه .. فقد تخلى المسلمون عن الأخلاق الرذيلة والمذمومة (مثل: الشح والبخل) وأصبحوا إخواناً متحابين مترابطين آمنين يبذلون أموالهم بكل سخاء ورخاء، قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن الأشعريين: (إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم في المدينة، جعلوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم).
وفي سؤال عن الأنبياء والمرسلين وأنهم كانوا قدوة لنا في إنفاق المال قال: قصَّ لنا القرآن الكريم عن حياة الأنبياء والمرسلين، وأشار في آيات عديدة لبعض المهن التي كانوا يعملون بها، فهذا نوح (عليه السلام) كان يعمل في النجارة، وقد صنع بيده السفينة التي كانت سببًا في نجاتهم من الغرق بعد فضل الله؛ قال تعالى: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) .. وهذا نبي الله داود (عليه السلام) كان حدَّادًا، وقد ألان الله له الحديد، فكان يصنع منه الدروع وغيرها من الأشياء النافعة؛ قال تعالى: (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، وكان زكريا (عليه السلام) نجَّارًا، كما أخبر بذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) وهذا حبيبنا ونبيُّنا وقدوتنا (صلى الله عليه وسلم) كان يرعى الغنم على قراريط لأهل مكة، وكان يعمل في التجارة، فيسافر ويتعب؛ من أجل تحصيل الرزق الحلال، وعلى الرغم من مكانتهم العالية، وحملهم لأمانة الدعوة، إلا أنهم كانوا يعملون بأيديهم، ويتكسبون أرزاقهم عن طريقها.
وقال: انه يمكن للمسلم أن يزيد الرزق في المال من خلال الكتاب والسنة، حيث نستجلب البركة من الله تعالى بالعمل والتوكل، ومن الأمور المعينة:
أولاً ـ تقوى الله عز وجل: قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)، ويقول:(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً).
ثانياً ـ قراءة القرآن الكريم: قال تعالى: (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ).
ثالثاً ـ الصدق في البيع والشراء: فعَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: (الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا).
رابعاً ـ الصدق بين الشركاء: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يقول الله عز وجل: (أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خان خرجت من بينهما)، زاد رزين فيه: (وجاء الشيطان) ويقول (صلى الله عليه وسلم):(يد الله على الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خان أحدهما صاحبه رفعها عنهما).
خامساً ـ البعد عن الفسق: قال تعالى: (قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ) فمن لم يتقبل الله منه، فليس في نفقته بركة، وسيعود ألم ذلك على الشخص نفسه.
ومن تقبل الله منه نفقته، فهو على خير كبير، وأجر عظيم، وما وقع بلاء ولا فتنة ولا نُزعت بركة إلا بذنب، ولا زادة بركة ورفع بلاء إلا بتوبة.
سادساً ـ البكور في كل أمر: عن علي ـ كرم الله وجهه ـ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، فالبكور فيه خير وبركة، ومن أعظم البكور، أن تصلي الفجر في وقتها مع جماعة المسلمين، ولا تؤخرها إلى ما بعد طلوع الشمس، فليس ذلك ببكور، بل ذلك تأخير وفتور وضمور.
ومن البركة أن تعمل بتجارتك وأعمالك باكراً، وتسافر باكراً، فكل ذلك مجلبة للبركة، وفوز بحصول بركة دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم).
سابعاً ـ الاستخارة: قيل: ما خاب من استشار، وما ندم من استخار، فالإنسان قبل أن يُقدم على أمر ما، كشراء سيارة، أو شراء أرض أو منزل، أو أقدم على الزواج من امرأة أو أسرة معينة، فإنه ينبغي له ألا يقدم على ذلك حتى يستشير أهل الخبرة من الناس في ذلك، ليدلوه على الطريق الصواب، وإن كان رأيهم يحتمل الخطأ والصواب، لكن يسأل الثقات الإثبات.
وعن جابرِ بنِ عبدِ الله رضيَ اللّهُ عنهما ـ قال: (كان رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) يُعلِّمُنا الاستخارةَ في الأُمورِ كما يُعلِّمنا السورةَ منَ القرآنِ يَقولُ: (إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فلْيَركعْ رَكعتَينِ منِ غيرِ الفريضةِ، ثمَّ لِيَقُلْ: اللَّهمَّ إني أستخيرُكَ بعلمك ، وأستَقدِرُكَ بقُدرَتِكَ، وأسألُكَ من فضلكَ العظيمِ، فإنَّكَ تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلمُ ولا أعلَمُ ، وأنتَ علاَّمُ الغُيوب، اللهم إِنْ كنتَ تَعلم أن هذا الأمرَ ـ ثم يسمِّيه بعينِهِ ـ خيراً لي في عاجلِ أمري وآجِلِهِ ـ قال: أو في دِيني ومعاشي وعاقِبةِ أمري ـ فاقدُرْه لي ويَسِّرْه لي ثم باركْ لي فيه، وإن كنتَ تَعلم أنه شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري ـ أَو قال في عاجِلِ أمري وآجِلِه ـ فاصرفه عني، واصرِفني عنه، واقْدُرْ لي الخيرَ حيثُ كان ثم رضِّني به).
ثامناً ـ الدعاء: والدعاء من أجَلِّ العبادات، وأرفعها منزلة عن ملك الأرض والسماوات ، فالدعاء هو العبادة ، والدعاء صلة بين العبد وربه، فيجب على العبد ألا يغفل عن هذا الباب العظيم ، والحبل الممدود بين الله وبين عبيده، فبالدعاء تستجلب البركة والرحمة والمغفرة من الله الرحيم الرحمن، وهناك أمثلة على الدعاء الذي ينفع الإنسان وينفع غيره وبه تستجلب البركة والخير في الرزق والعمر والمال والولد ، فمن ذلك: الدعاء لمن أكل عندهم بالبركة والدعاء بعد الطعام.
تاسعاً ـ التوكل على الله: التوكل مأخوذ من الوكالة، وكل فلان أمره إلى فلان: أي فوض أمره إليه، واعتمد فيه عليه، فالتوكل عبارة عن اعتماد القلب على الموكل، ويجب أن يكون حال العبد مع ربه في التوكل، كحال الطفل مع أمه لا يعرف سواها ، ولا يشكو لغيرها، ولا يفضي إلا لها، ولا يعتمد إلا عليها، وإن حصل له أمر، فأول خاطر يخطر على قلبه، وأول سابق إلى لسانه: يا أمَّاه.
قال تعالى:(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، وقال تعالى: (وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ).
عاشرا ًـ بر الوالدين، وصلة الرحم: بر الوالدين وصلة الرحم من أعظم أسباب استجلاب البركة، بركة العمر، وبركة المال، وبركة الوقت، وبركة الأبناء، وهكذا دواليك، وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه).

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى