بغداد ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
دخلت الأزمة العراقية في صلب حراك دولي وإقليمي، حيث أدرجت الأزمة ضمن مشاورات الولايات المتحدة وإيران وسط ما بدا أنه حرب تصريحات بين البلدين، في حين عبرت السعودية عن رفضها للإقصاء، في الوقت الذي تجري فيه تركيا مباحثات مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي زار أمينه العام أنقرة أمس، فيما شهد الوضع الميداني احتدام المعارك بين القوات العراقية والمسلحين لحسم السيطرة على قضاء تلعفر الاستراتيجي، كما دخلت قوات البشمرجة الكردية مدينة كركوك النفطية والمحاذية لإقليم كردستان العراق.
ودعت الولايات المتحدة إيران إلى عدم التعامل “بأسلوب طائفي” مع الأزمة العراقية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي “نطلب من إيران معالجة المشاكل بأسلوب غير طائفي” أي في شكل لا يؤجج التوتر بين الشيعة والسنة في العراق، مجددة التأكيد على أن الحكومة الاميركية “منفتحة على (إجراء) مشاورات مع إيران بشان الوضع في العراق”.
وصباح أمس، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده تعتزم البحث مع إيران في الرد على تقدم الجهاديين في العراق. وتطرق أيضا إلى توجيه ضربات ممكنة بواسطة طائرات من دون طيار.
وأقرت الولايات المتحدة بعد وصول وفود الممباحثات بشأن النووي الإيراني إلى فيينا بأنها “قد تجري” بعض المحادثات بهذا الخصوص (الشأن العراقي) على هامش لقاءات ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا).
وفي الرياض ندد مجلس الوزراء السعودي بسياسة “الاقصاء والطائفية” في العراق مؤكدا رفض المملكة التدخل الخارجي.
وافاد مصدر رسمي ان المجلس عبر عن “القلق البالغ لتطورات الأحداث في العراق التي ما كانت لتقوم لولا السياسات الطائفية والإقصائية” مؤكدا “رفض التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية”.
واكدت السعودية ضرورة “تجنب السياسات القائمة على التأجيج المذهبي والطائفية التي مورست في العراق”. ودعا مجلس الوزراء السعودي الى اتخاذ الإجراءات التي “تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب والمساواة بينها في تولي السلطات والمسؤوليات في تسيير شؤون الدولة وإجراء الإصلاحات السياسية والدستورية اللازمة” كحل وحيد للخروج من الازمة.
وفي أنقرة كان الوضع العراقي محور مباحثات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن مع المسؤولين الاتراك.
وقال راسموسن خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في أنقرة: “آمل الإفراج عن الرهائن سالمين”، مضيفا أنه يتابع تطورات الأوضاع في العراق بقلق كبير.
يذكر أن نحو 80 تركيا، بينهم القنصل التركي، اختطفوا من قبل المسلحين الأسبوع الماضي في مدينة الموصل.
وأبلغت تركيا في اجتماع طارئ للناتو حلفاءها بعملية الاختطاف.
وفي خضم ذلك قالت الحكومة الهولندية ان النجاحات العسكرية الاخيرة لما يسمى تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) ستشجع دفعة جديدة من المسلحين الأوروبيين على التوجه الى منطقة الشرق الاوسط.
وما يثير مخاوف هو عودتهم الى اوروبا اكثر تشددا والتدرب على شن هجمات واستخدام السلاح.
وقال سوف “ستتعرض هولندا واوروبا لتهديد اكبر بوقوع هجمات ارهابية” اذا انضم هولنديون واوروبيون اخرون الى تنظيم داعش.
وعلى الأرض تدور اشتباكات بين مجموعات من المسلحين من جهة والقوات العراقية من جهة ثانية في قضاء تلعفر الاستراتيجي الشمالي وسط نزوح الاف العائلات، كما افاد مسؤولان، بينما تؤكد السلطات ان القضاء لم يخرج عن سيطرتها.
وقال عبد العال عباس قائممقام تلعفر (380 كلم شمال بغداد) اكبر اقضية العراق والقريب من الحدود مع سوريا وتركيا “هناك 200 الف نازح والاشتباكات مستمرة داخل تلعفر”.
واضاف “لدينا قتلى وجرحى وفوضى ونزوح”، داعيا “الامم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي الى ان ينقذونا من هذا الوضع”.
وذكر من جهته مصدر مسؤول رفيع المستوى في محافظة نينوى حيث يقع القضاء والتي خرجت معظم مناطقها عن سيطرة الدولة العراقية منذ اسبوع ان المسلحين تمكنوا بعد هجوم شنوه في ساعة متأخرة من الليل من السيطرة على بعض احياء القضاء.
واضاف ان “قضاء تلعفر يشهد حاليا سيطرة المسلحين على ابنية حكومية ما عدا الاحياء الشمالية التي لا تزال تشهد اشتباكات”.
كما قال شاهد عيان في تلعفر “هناك اشتباكات مستمرة والمسلحون يسيطرون على احياء بينما تشهد احياء اخرى اشتباكات متواصلة”.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان “الجيش صد هجوما على المدينة، وارسلنا تعزيزات الى المدينة وقد كبدنا العدو خسائر جسيمة، ولم يستطيعوا السيطرة على شبر واحد منها”.
في غضون ذلك تغير واقع مدينة كركوك العراقية في غضون ايام قليلة، بعد ان انتقلت هذه المنطقة الغنية بالنفط من مرحلة التنازع عليها بين العرب والاكراد، الى سيطرة قوات البشمرجة، وسط مخاوف من احتمال ان يثير هذا التحول التاريخي توترات قومية في مرحلة لاحقة.
وفرضت قوات البشمرجة الكردية الخميس الماضي سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) بهدف حمايتها من هجوم محتمل للمسلحين.
وهذه المرة الاولى التي تسيطر فيها القوات الكردية على كركوك التي تتولى المسؤولية الامنية فيها عادة قوات مشتركة من العرب والاكراد والتركمان هم عناصر في الشرطة المحلية، بينما تنتشر قوات من الجيش عند اطرافها من الجنوب والغربية.
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / العراق: مشاورات وحرب تصريحات بين أميركا وإيران والسعودية ترفض الإقصاء وتركيا تتباحث مع (الناتو)