المحاضرة التي ألقاها معالي الدكتور وزير التجارة والصناعة في جامعة السلطان قابوس كانت بمثابة سرد مفصل لواقع الاقتصاد العماني وتوجهاته المستقبلية. إن هذا التفصيل يحمل بين طياته دعوة لكل من المستثمرين ورواد الأعمال بل وأيضا الباحثين عن عمل على الإقدام لاقتحام القطاعات التي تقود الوجهة المستقبلية للاقتصاد العماني.
فخلال المحاضرة قال معاليه إن الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية شهد خلال الربع الأول من العام الجاري نمواً بنسبة 5ر6%، حيث سجلت أنشطة النفط الخام ارتفاعاً بنسبة 1ر1% وأنشطة الغاز بنسبة 100% وارتفعت مساهمة الأنشطة غير النفطية بنسبة 2%، حيث تمثلت الأنشطة غير النفطية التي ساهمت في نمو الناتج المحلي الإجمالي في قطاع الصناعات التحويلية والتعدين واستغلال المحاجر وقطاع الزراعة والأسماك لتحدد هذه القطاعات الوجهة القادمة للاقتصاد العماني ليضاف إليها أيضا قطاع اللوجيستيات.
فهذا القطاع يستمد قوته من موقع السلطنة المطل على تقاطع ثلاث قارات وهي آسيا وإفريقيا وأوروبا وكذلك امتلاك السلطنة لبنية أساسية تتمثل في 3 موانئ كبيرة و5 مطارات وطرق تربطها بدول مجلس التعاون.
وبعرض ملامح هذه الوجهة فإن رواد الأعمال مدعوون للإقبال على توجيه أعمالهم إلى هذه القطاعات مع الاستعانة بالتقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وغيرها لإيجاد قيمة مضافة ومستوى عال من التنافسية لمشاريعهم.
كما أن هذه الوجهة تفرض على الشباب سواء كانوا باحثين عن عمل أو راغبين في تطوير ذاتهم التزود بمهارات أساسية لمواكبة تغيرات المراحل القادمة مثل مهارات حل المشكلات المعقدة، والتنسيق مع الآخرين، وإدارة الأفراد، ومهارات التفكير، والتفاوض، وتوجيه الخدمات، والحكم واتخاذ القرارات، والإبداع، والذكاء العاطفي، والمرونة المعرفية.
فبامتلاك هذه المهارات وبالإقدام على اقتحام مضمار الأعمال ينطلق الاقتصاد العماني نحو المستقبل الذي تتضح معالمه من خلال تراكم النجاحات والمبادرات الفردية التي تشكل القاعدة الرئيسية للابتكار.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن