احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : ويظل المعلم حامل مشعل حضارة

رأي الوطن : ويظل المعلم حامل مشعل حضارة

الشعوب تبني حضارتها بالعلم والعلماء والباحثين المبدعين في مختلف المجالات الذين تترجم عصارات عقولهم إلى تطور وتنمية، ووضع حلول لكل ما يواجه الحضارة الإنسانية من عقبات، وكل هذا الإبداع العلمي هو نتاج جهد المعلم الذي يأخذ على عاتقه مهمة تطويع العقل البشري منذ مراحل تكوينه الأولى كي يكون عقلًا نافعًا وواعيًا بكافة المدركات من حوله ومتبصرًا في أفضل السبل الموصلة إلى المستقبل الزاهر.
ومنذ بداية النهضة المباركة شدد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بنسعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على أهمية العلم والمعلم والعملية التعليمية بكاملها وأركانها وأدواتها.فالتعليم هو العصب الذي تقوم عليه أي نهضة حضارية متميزة، وتتحرك وفق سلامته تحركًا إيجابيًّا تنعكس آثاره الطيبة عليها، ويمثل المعلم والطالب والمنهج الأركان التي تقف عليها المسيرة التعليمية، فإذا كانت هذه الأركان قوية وصلبة، كانت النتائج أيضًا قوية وصلبة.
إن الكفاءات البشرية في عصرنا تشكل القوة الحقيقية في تحقيق نقلة نوعية وكيفية في مختلف المجالات والأصعدة، ويأتي المعلم ودوره الرئيسي في منظومة العمل الميداني التعليمي في مقدمة هذه الكفاءات. وتعد مناسبة يوم المعلم كل عام والاحتفال بتكريمه سانحة لنؤكد فيها على دورالمعلم كي يشعر أن الوطن والمواطن يقدر جهده ودوره في نهضة البلاد.
ولربما يتعين على كل الباحثين في أسباب أي قصور في العملية التعليمية أن ينظروا في حالة المعلم كمقدمة لأي بحث في هذا المجال. فرعاية العملية التعليمية كلها لا بد أن تبدأ من رعاية المعلم ذاته، وتوفير احتياجاته حتى يكون في حالة نفسية متأهبة دومًا للعطاء وفي ذلك استثمار وأي استثمار. والدأب على إقامة الاحتفالات بمناسبة تخرج الدفعات المستجدة من المعلمين والطلاب، وتخصيص يوم للمعلم يتم فيه تكريمه، يدل على مدى الاهتمام الذي توليه الحكومة بهذه الكوادر الفتية التي تناط بها مسؤوليات كبيرة من شأنها أن تضع البلاد في مركز متقدم ودرجة عالية رفيعة بين الأمم.
ويأتي احتفال وزارة التربية والتعليم أمس بتكريم عدد من المعلمين والمعلمات الفائزين في المبادرات المجيدة في الحقل التربوي في المحافظات، وذلك خلال احتفال الوزارة السنوي بيوم المعلم اعترافًا وعرفانًا بدور المعلم باعتباره حامل مشعل حضارة، ودلالةً كبيرةً وسمةً عظيمةً على مدى اضطلاع الوزارة بمسؤولياتها في أداء دورها ورسالتها العظيمة، وينم عن ما يحظى به المعلم العماني من مكانة واحترام يليقان به، نظرًا لما يترتب عليه من مسؤوليات جسام تحتم عليه أن يؤديها بكل تفانٍ وأمانة وإخلاص، ويتوقف على نجاحه في القيام بها ظهور أجيال متعلمة قادرة على البناء والعطاء.
ولا تزال وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية الأخرى تحرص على الجانب التدريبي والتأهيلي تجاه المعلمين؛ لكونه ضرورة لا غنى لرفع المستوى المعرفي والمهني والارتقاء به، وحسب الوزارة فإنها عملت على تقديم تقديم مجموعة من البرامج التدريبية الأكاديمية عبر المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين لمدة تتفاوت بين العام إلى العامين، حيث تم تنفيذ (ثمانية) برامج تدريبية استهدفت (3608) معلمين ومعلمات، هذا بالإضافة إلى البرامج التدريبية غير المركزية التي تنفذ على مستوى المحافظات التعليمية. كما تعمل الوزارة على إلحاق عدد من المعلمين في برامج الدراسات الجامعية والعليا، حيث وصل عدد المستفيدين من هذا الجانب 254 في الفترة بين العامين 2015 و2016م. ولما كان المعلم الكفء هو حجر الأساس في التعليم، والشريك الأساس والفاعل في تطوير التعليم، والمُعوَّل عليه في تنفيذ وتطوير برامج التعليم وأنشطته وتطبيقها، ودوره في بناء شخصية الطلاب وتنمية معارفهم وصقل شخصياتهم، وجعلهم مواطنين صالحين ومنتجين؛ فقد سعت وزارة التربية والتعليم إلى بناء إطار عمل متكامل لسياسات إعداد المعلم وتأهيله وتدريبه وآليات اختياره انطلاقًا من توصيات مجلس التعليم في هذا الشأن، حيث أقر هذا الجهد تحت عنوان (الإطار الوطني العماني لمهنة التعليم) ليكون وثيقة معتمدة ومرجعية لمهنة التعليم في السلطنة، ومنظومة متكاملة من المرجعيات والسياسات التي بنيت لتعزيز مهنة التعليم في المجتمع ولمساعدة المعلم على تطوير أدائه المهني، والارتقاء بأدواره ومسؤولياته ومهاراته وقدراته.
نبارك للمعلمين والمعلمات تكريمهم، وننتهز هذه المناسبة للتعبير البسيط لجميع المعلمين والمعلمات عن امتناننا وشكرنا واعترافنا بدورهم الوطني، ونشد على أياديهم نحو التفاني لخدمة هذا الوطن العزيز ورفعته.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى