احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن: ملتقى الدقم الاقتصادي .. عنوان لمستقبل واعد

رأي الوطن: ملتقى الدقم الاقتصادي .. عنوان لمستقبل واعد

ظلت التنمية بكافة جوانبها ومناحيها واتجاهاتها تمثل اهتمامًا كبيرًا، وحظيت برعاية وعناية كبيرتين من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ فجر النهضة المباركة، باعتبار التنمية القاعدة التي تقف عليها أركان الدولة العصرية، وللتأكيد على أن النهضة جاءت لتكون شاملة من أجل الإنسان العماني وخدمته، وقد مثلت الجهود المضنية التي تقوم بها حكومة جلالته ـ أيده الله ـ مثالًا نابضًا على عمق الصدق والمحبة من قائد مسيرة النهضة المباركة تجاه شعبه، بدليل أن المنجزات الخيرة والمعطيات الزاهرة لهذه النهضة لم تتوقف عجلة تنميتها عند زمن ولم يحدها مكان، وكذلك البحث عن البدائل التي تحافظ على وتيرة التنمية وتحقق في الوقت ذاته سياسة التنويع الاقتصادي.
وتعد الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في مضمار التنويع الاقتصادي واستغلال مقوماتها وطاقات شبابها أحد أسس النجاح، وتحضر في هذا المجال التجربة الماليزية التي قادها رئيس الوزراء الأسبق محاضر محمد، فهذه التجربة حازت إعجاب العالم بالنظر إلى النجاحات اللافتة والمنقطعة النظير، وبالتالي فإن الاستفادة من هذه التجربة عن كثب وتحديدًا من قائدها ومهندسها محاضر محمد خطوة رائدة ومطلوبة.
وتأتي أعمال ملتقى “الدقم .. المجتمع والاقتصاد الثالث 2017″ الذي
نظمته غرفة تجارة وصناعة عُمان ممثلة في فرع محافظة الوسطى أمس والذي رعى افتتاحه صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، لتؤكد صدق التوجه لدى السلطنة في الاستفادة من التجربة الماليزية، حيث حفل الملتقى بمشاركة الدكتور محاضر محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، ولفيف من كبار الاقتصاديين الوطنيين والأجانب الذي أسدى نصائحه وتجربة بلاده بقيادته في إحداث النقلة الاقتصادية الماليزية التي جعلت من ماليزيا إحدى دول النمور الآسيوية.
لقد بدا من كلمة الدكتور محاضر محمد إلمامه بالطبيعة العمانية وما تكتنزه من ثروات ومقومات تؤهلها لأن تصنع تجربة مماثلة للتجربة الماليزية. فبلادنا حافلة بفرص الاستثمارالصناعي والسياحي والخدمي أيضًا، وحتى طبيعة المناخ الحار الذي تتميز به بلادنا، حيث كان لافتًا نصيحة المجرب محاضر محمد بالاستفادة من الطقس الحار في جوانب الاقتصاد والتنمية على عكس الطبيعة الرطبة التي تتميز بها ماليزيا.
إشادة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد راعي افتتاح أعمال الملتقى بالكلمة التي ألقاها الدكتور محاضر محمد لم تعكس الاعجاب والاحترام فحسب، وإنما الاهتمام الذي تبديه السلطنة في الاستفادة من التجرية الماليزية وتطبيقها “قدر المستطاع”، حيث اعتبر سموه النموذج الماليزي “نموذجًا ناجحًا” يمكن للسلطنة أن تستفيد منه في مختلف جوانبه.
على أن هناك ركائز عديدة تتميز بها بلادنا وتجعلها قادرة على سلوك طريق النجاح في استلهام تجارب الدول المتقدمة والناجحة وبينها التجربة الماليزية، سواء في الجانب الزراعي أو الصناعي وما يتبعه من صناعات تحويلية وبتروكيماوية وتعدينية وغيرها وتوطين هذه الصناعات، أو التراثي كالقلاع والحصون، أو السياحي بما فيه السياحة الترفيهية، فضلًا عن الموارد البشرية الشابة القادرة على الإبداع والابتكار والإنتاج، وأهمية تشجيع الشباب وتأهيلهم وتدريبهم على المهن والتقنيات والتكنولوجيا. غير أن كل هذا يتطلب حزمة متكاملة من السياسات والقوانين الجريئة التي تنفتح على تجارب الآخرين وتستفيد منها، وتفتح طريق الاستثمار الأجنبي وتشجعه، وتمنحه التسهيلات اللازمة.
بالإضافة إلى فرص الاستثمار ورؤية التنويع الاقتصادي بالسلطنة، وفرص نمو الشركات التجارية والاستثمارية في ظل الركود الاقتصادي ورؤية التنوع الاقتصادي بالسلطنة، هناك أوراق تداولها الملتقى حول الاستثمار السياحي، وهو القطاع الحيوي الواعد بالتطور والمبشر بدعم كبيرللاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل والتخفيف من الاعتماد الكلي في دخلنا القومي على موارد الطاقة وحدها.
إن هذا الحراك التنموي والاستثماري يعزز التفاؤل بمستقبل معيشي واعد وباهر ومستقر بإذن الله، ويدل على أن الحكومة بقيادة جلالة السلطان المعظم ـ أعزه الله ـ تسابق الزمن لاستغلال كل مورد وكل الوسائل المتاحة لتنويع مصادر الدخل ومواصلة التنمية الشاملة.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى