احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن: إنجازات صحية تعكس حجم الاهتمام

رأي الوطن: إنجازات صحية تعكس حجم الاهتمام

حرصت السلطنة منذ انطلاقة نهضتها المباركة على بناء المنظومة الصحية حالها حال المسيرة التعليمية، وأولتهما الاهتمام البالغ الذي يشاهد الجميع انعكاساته، سواء في الحقل الصحي والتربوي، أو على الصعيد الإقليمي والدولي. ولما كانت الصحة أحد القطاعات الأساسية التي حازت أولوية الاهتمام فإن النجاحات المحققة يجب أن تكون على قدر الاهتمام، وهذا ما بدأت السلطنة تجنيه جراء الجهود الكبيرة المبذولة في سبيل الارتقاء بالمنظومة الصحية، والارتقاء بصحة الإنسان والبيئة على نحو خاص.
لقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ بدايات عصر النهضة المباركة أن الصحة حق للجميع، وسعى لتجسيد هذا الشعار من خلال الاستمرار في توسيع المظلة الصحية في البلاد، عبر مجموعة من المستشفيات والمراكز الصحية التي تغطي كافة ربوع السلطنة وتطوير الأداء العلاجي.
وإذا كانت اللحظات الأولى في بداية النهضة المباركة قد مثلت تحديًا حقيقيًّا في القطاع الصحي نظرًا لتواضع الإمكانات والموارد، فإن المنجزات المتوالية تؤكد النقلة النوعية التي شهدها القطاع ليس فقط على مستوى المؤسسات الصحية العديدة، أو على مستوى النقلة العلمية تجاه الموارد البشرية من خلال الجرعات الكافية من التعليم والتدريب والتأهيل للكادر الطبي، وإنما على مستوى النجاح في القضاء على الأمراض المعدية كشلل الأطفال والحصبة والسل، والمضي قدمًا في رفع كفاءة الكادر الطبي حيال الأمراض الخبيثة والمستعصية، وكذلك حيال الأمراض التي تتطلب عمليات دقيقة والتي كانت ينظر إليها على أنها عمليات يصعب إجراؤها إلا خارج البلاد. فقد غدت بلادنا تصبح وتمسي على نجاحات ـ بعون من الله وتوفيقه ـ في مجال الجراحة والعمليات الدقيقة يجريها كادر طبي عماني.
وبفضل الله وتوفيقه وبفضل الاهتمام الكبير المبذول لرفع كفاءة المنظومة الصحية في بلادنا، ومواصلة النجاحات، نقف اليوم على شواهد كثيرة، فمن بين هذه الشواهد الحديثة، نجاح المستشفى السلطاني أمس في تحقيق إنجاز طبي نوعي يعد هو الأول من نوعه بالسلطنة في مجال أمراض الغدة الدرقية، حيث تمكن طاقم طبي من استخدام تقنية علاجية نوعية ودقيقة، متمثلة في استئصال الغدة الدرقية عبر المنظار دون اللجوء إلى التدخل الجراحي أسفل الرقبة بالطريقة العلاجيةالتقليدية، لمريضتين كانتا تعانيان من أورام في الغدة الدرقية. وقد تمثل هذا الإجراء العلاجي في إدخال أنبوب دقيق عبر منطقة الفم، ثم يأخذ هذا الأنبوب مساره حتى يصل إلى منطقة الغدة الدرقية المصابة بالورم،ومن ثم استئصاله من قبل الكادر الطبي بواسطة المنظار. وما من شك أن هناك فرقًا بين الجراحة التي تستدعي فتح جرح في الجسد، وما يحتاجه الجرح من تقطيب وتعقيم ومتابعة، وما إذا كان المريض يعاني من مرض السكري حيث برء الجرح يحتاج إلى وقت.
على أن النجاح الآخر الذي لا يقل أهمية في هذا الجانب، هو إعلان وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة ظفار أمس الأول انتهاء أعمال الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة في مرحلتها الأولى بالمحافظة والتي حددت في البداية بالفترة من 14 – 20 من مايو الجاري. ونظرًا للإقبال الكبير من قبل المواطنين والمقيمين فقد قامت الوزارة بتمديد فترة الحملة لأسبوع آخر، وكذلك لإعطاء فرصة أكبر للفئة العمرية المستهدفة (20 – 35 سنة) للتحصين ضد المرض. والرقم المسجل لأعداد المحصنين يعكس نجاح الحملة والوعي لدى المواطن والمقيم بأهمية التحصين للحفاظ على الصحة، حيث بلغ في الفئة العمرية المستهدفة (20 – 35 سنة)162,453 ألفًا بنسبة وصلت إلى 84,1%.
وتتزامن تلك النجاحات مع انتهاء المسح الصحي الوطني للأمراض غير المعدية وعوامل خطورتها في جميع المحافظات والذي نفذته وزارة الصحة ممثلة في مركز الدراسات والبحوث بالمديرية العامة للتخطيط والدراسات. وتمثل مثل هذه المسوحات قاعدة معلوماتية صحية تعين المخططين ومتخذي القرار على وضع خططهم واتخاذ قراراتهم الصحيحة والسليمة المبنية على بيانات دقيقة وصحيحة.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى