باعتبار أن أمراض الكلى تمثل مشكلة عالمية فإن السلطنة لا تعتبر استثناء حيث إن أعداد المرضى المصابين في نمو متسارع الأمر الذي يقتضي من المنظومة الصحية مواكبة هذا النمو حفاظا على حق المرضى في الحياة.
ويخضع نحو أكثر من 1500 مريض للغسيل الكلوي الدموي بالسلطنة كما أن ما يقارب 190 مريضا يتلقون الغسيل الكلوي البريتوني، وغالبيتهم في سن يافع. بالإضافة الى ذلك، ما بين 1350-1400 مريض هم في مرحلة ما بعد عملية زراعة الكلى.
ومن قبل أن تتضح هذه الأرقام وضعت السلطنة من ضمن دعائم المنظومة الصحية برنامجا مبكرا لزراعة الكلى بدأت أولى خطواته منذ الأيام الأولى للنهضة المباركة في عام 1973م ، وذلك من خلال تجهيز المرافق الطبية وتأهيل وإعداد كوادر طبية متخصصة في برنامج زراعة الكلى .. بداية كانت الكوادر الطبية تقتصر أدوارها على إجراء كافة الفحوصات وتحضير المتبرع والمتلقي وذلك بغرض تجهيزهم لإرسالهم لزراعة الكلى خارج السلطنة إلى أن وصل إجمالي عدد العمليات التي أجراها المستشفى السلطاني حوالي 300 عملية زراعة بنسبة نجاح تصل إلى 95%.
ويعود هذا الإنجاز إلى توافر الكادر الطبي المؤهل إضافة إلى ما يحتويه المستشفى السلطاني من احدث المعدات والأجهزة الطبية المستخدمة لرعاية المريض والمتبرع قبل وأثناء وبعد عمليات زراعة الكلى .
وإذا كان لجوء بعض المرضى المصابين بالفشل الكلوي إلى زراعة الكلى خارج السلطنة هو أبرز التحديات التي تواجه برنامج زراعة الكلى في السلطنة حيث يلجؤون إلى الحصول على كلى من متبرعين مجهولين والقيام بزراعتها في أماكن غير معتمدة وظروف لا تراعي المقاييس والمعايير الدولية المتبعة في عمليات زراعة الكلى.. فإن ذلك لا بد أن يتم مواجهته بمساعي إنجاح برنامج التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً، وهو برنامج معمول به في كثير من الدول ومجاز شرعاً من قبل مؤسسات دينية كمكتب الإفتاء بالسلطنة والأزهر ودار الإفتاء بالحرمين الشريفين ومجمع الفقه الإسلامي، لكون هؤلاء المتوفين دماغياً لا يرجى شفاؤهم، علاوةً عن نيل هؤلاء المتوفين الأجر والثواب عبر مساهمتهم بالتبرع بأعضائهم لإنقاذ حياة آخرين .
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن