التلاحم الرسمي والشعبي يوجه مؤشر السلطنة صوب فلسطين
ـ استعداد عماني لبذل كل جهد ممكن لإعادة بيئة التفاؤل للتوصل إلى اتفاق شامل
ـ السلطنة على رأس الدول المشاركة في الفاعليات الهادفة لإعمار المناطق الفلسطينية
ـ الإعلام العماني يضع القضية الفلسطينية في صدارة اهتماماته
كتب ـ جودة مرسي:
تأتي زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السلطنة في ظل أوضاع إقليمية وعربية مفصلية للقضية الفلسطينية ما يستدعي التشاور بين القيادتين العمانية والفلسطينية انطلاقا من علاقات وطيدة تتجلى في دعم متواصل تقدمه السلطنة انطلاقا من النهج السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ خاصة وأن الوضع الراهن والمصيري لقضية العرب المركزية يحتاج إلى حل شافٍ قائم على رؤى سديدة.
وقد دأبت السلطنة على وضع القضية الفلسطينية هدفاً رئيسًا في صدر اهتماماتها الإقليمية والدولية، وينعكس هذا الاهتمام على دورها السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وتنطلق السلطنة في دعم الشعب الفلسطيني من محور ريادتها وثقلها في الحراك السياسي العالمي، والتي اكتسبته منذ عصر النهضة المباركة بفضل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم ودعوته الدائمة والمتجددة إلى السلام، ولذلك تعتبر السلطنة القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى على النطاق الدولي الخارجي.
السياسة الرسمية:
تعزي السلطنة حالة التوتر في المنطقة إلى الاحتقان السياسي الناجم عن عدم ايجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية منذ منتصف القرن الماضي، وتعتبر السلطنة أن مفتاح استقرار المنطقة يكمن في إيجاد حل مناسب للقضية الفلسطينية والالتزام بمبادرة السلام العربية، مع ضرورة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وفي سبتمبر الماضي استهل معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، كلمة السلطنة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية تعد هي القضية المركزية لمنطقة الشرق الأوسط، ولذلك فإن تعاون المجتمع الدولي ضروري لإيجاد بيئة مناسبة تساعد الأطراف على إنهاء الصراع، مشيراً إلى أن الظروف القائمة حاليًا، رغم صعوبتها وتوقف الحوار، إلا أنها باتت مواتية لإيجاد بيئة لنقاشات إيجابية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى تسوية شاملة على أساس حل الدولتين، حيث إن عدم قيام الدولة الفلسطينية يؤدي إلى استمرار العنف والإرهاب.
وأكد استعداد السلطنة لبذل كل جهد ممكن لإعادة بيئة التفاؤل للتوصل إلى اتفاق شامل يضع في الاعتبار مستقبل التعايش السلمي في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما بين الأجيال الفلسطينية والإسرائيلية، فتحقيق بيئة سلمية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يعد أساسًا لإقامة السلام في المنطقة.
ودعت السلطنة في كلمتها دول العالم، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأميركية التي لها دور أساسي في تحقيق السلام والاستقرار في مناطق العالم، بالنظر إلى مستقبل هذه القضية من منظور دعم توجهات السلام وتسهيل عمل المنظمات الدولية، وعدم التضحية بالسلام.
كما مثلت زيارة معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية إلى فلسطين في النصف الأول من العام الجاري، أهمية خاصة، حيث التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن نقل من خلالها تأكيد دعم السلطنة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فيما أكد أبو مازن أن موقف السلطنة بقيادة جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ ثابت ولم يتغير منذ بدء القضية الفلسطينية، معرباً عن اعتزازه وتقديره لمواقف السلطنة الدائمة والمساندة، ووقوفها الدائم مع الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية.
كما زار معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية المسجد الأقصى، والتقى مدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب، ومدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، ونائب محافظ مدينة القدس عبد الله صيام، وأكد لهم أن موقف السلطنة “ثابت” في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه حتى نيل حريته واستقلاله.
ولم يترك معاليه فلسطين دون زيارة قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والذي يمثل رمزاً للمقاومة والصمود كما اختار جامعة “القدس” لإلقاء محاضرة بها طالب خلالها بضرورة التمسك بقيام الدولة الفلسطينية واستعادة الأرض.
تلاحم شعبي:
وفي إطار عملية التكامل التي تشهدها السلطنة والتي تعكس تلاحم الشعب مع القيادة، كان هناك حراك شعبي لدعم القضية.
كما كانت السلطنة على رأس الدول المشاركة في كل الفاعليات والمناسبات التي تهدف لإعمار المناطق الفلسطينية بخلاف كافة أشكال الدعم الذي قدمته حكومة السلطنة بشكل مباشر أو خلال الفاعليات والمؤتمرات الإقليمية والدولية.
وامتد التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية إلى ملاعب كرة القدم، فعلى هامش مباراة منتخب السلطنة أمام ضيفه الفلسطيني، في إطار تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة إلى النهائيات المقرر إقامتها في الإمارات مطلع العام المقبل، رفع العمانيون لافتات الدعم لفلسطين في مدرجات ملعب “مجمع السلطان قابوس الرياضي.
إثمار التأييد:
ولم تتوان السلطنة في دعم الشباب الفلسطيني ، فقدمت منحا تعليمية متنوعة المجالات ومختلفة تأخذ منحني تصاعدي كل عام، وكان آخرها المنح الدراسية التي قدمتها لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية هذا العام للدراسة في السلطنة بمجال البكالوريوس في تخصصات الهندسة والمحاسبة والعلوم المالية والمصرفية.
وفي العام الماضي تبنت الجمعية العمانية للسينما إطلاق مهرجان القدس السينمائي الدولي في دورته الثانية دورة “الحرية للأسرى” من قلب العاصمة مسقط، وأعلنت رئاسة المهرجان أنه تهدف إلى أن يكون حدثاً ثقافياً دولياً، واختارت موعد انطلاقه في 29 نوفمبر تزامناً مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وذكرى الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية.
وهذه الفعاليات تعتبرها السلطنة جسراً لتوثيق أواصر المحبة بين الشعبين العماني والفلسطيني التعليمية والتربوية والثقافية والترفيهية.
وإعلامياً نجد أن كل وسائل الإعلام سواء الرسمية أو غير الرسمية تضع القضية الفلسطينية في خانة مركزية من عقلها وقلبها، وتعتبرها قضيتها الأولى، ويتجلى ذلك من خلال التغطيات الإخبارية بالقنوات الفضائية أو الأخبار الصحفية التي تتصدر الصفحات الأولى للصحافة المحلية، أو أعمدة الرأي بالصحف والدوريات وغيرها من المطبوعات.
المصدر: اخبار جريدة الوطن