احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / “الشرجة” مواقع أثرية وتاريخية عريقة بنزوى

“الشرجة” مواقع أثرية وتاريخية عريقة بنزوى

مبانيها تعود إلى الألف الثاني والأول قبل الميلاد

زار المنطقة ـ سالم بن عبدالله السالمي:
تعد منطقة الشرجة التي تقع تحت سفح جبل الحوراء من شمال منطقة سعال بولاية نزوى من المواقع الأثرية والتاريخية الإسلامية القديمة ويوجد بهذه المنطقة ذات الطابع الجبلي ـ السهلي عدد من المقابر الإسلامية والكهوف المتعددة بمساحاتها وتكويناتها بجانب إطلالة من المباني السكنية القديمة حيث يرجع تاريخها إلى ما قبل التاريخ فقد وجد العديد من اللقى الأثرية التي ترجع إلى الألف الثاني والأول قبل الميلاد فكان يقطنها الكثير من القبائل ولا يزال معالم الحياة التي كانت تعج بكثافة سكانية بالمنطقة واضحة في الكثير من الممارسات اليومية والزراعية والحرفية من خلال موارد المياه التي تنحدر من مصب الشرجة لجبل الحوراء وساقيتها التي تمد القرية بالمياه سواء كان للشرب أو الري أو الاستخدامات اليومية.
“الوطن” زارت المنطقة ورصدت الكثير من جوانب هذه المنطقة والتي تجلت في أرضها ومعالمها التاريخية والأثرية بيوت ومبانٍ قديمة ومساجد ومقابر إسلامية وجغرافيا وطبيعة وشواهد عديد من الحياة التي كانت تعج بها المنطقة.

بداية المدخل
الوصول إلى منطقة الشرجة من حلة الشمامير بمنطقة سعال عند مدرسة الحوراء بطريق يمكن أن تسلكه بالمشي او بالسيارة حتى الوصول لبداية معالم المنطقة، حيث تبادرك المباني الطينية والجصية القديمة التي ما زالت باقية بتاريخها الممتد لمئات السنين إلى وسط منطقة الشرجة، حيث يستقبل مسجدها التاريخي المسمى على اسم المنطقة (مسجد الشرجة) وهو عبارة عن مبنى بسيط مربع الشكل يعد من المساجد الأثرية لكونه بني في منطقة أثرية تحوي العديد من الشواهد الأثرية منها المباني الطينية القديمة والمقابر الإسلامية، كما أنه يعد من المساجد التي لها طابع تاريخي في التصميم والشكل ، كما جاءت أهمية هذا المسجد لكونه يعد من أقدم المساجد في محافظة الداخلية ، ويتسع لحوالي 50 مصليا، ويوجد به عمودان اسطوانيان يشكلان عقدين منفرجين (زورقي الشكل)، مشكلة غرفة الصلاة رواقين للصلاة. به أيضا 4 نوافذ و3 أبواب خشبية ذات تقويسة تحمل الطابع التراثي المنتشر في أبواب المساجد الاثرية في عمان حيث يعود بناء محراب مسجد الشرجة إلى سنة 924هـ/1518م وهو يحافظ على متانته حتى قبل البدء في عملية الترميم . هذا المحراب يكاد يكون الأروع من بين أعمال عبدالله الهميمي النقًاش المنحي (ينتسب إلى ولاية منح التابعة لمحافظة الداخلية) ، ويتناسب حجمه مع عدد من المحاريب الجصية في المساجد الأثرية في ولاية نزوى، يعلو المحراب أحرف الشهادتين كتبت بالخط الكوفي (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ، بينما الأشكال الزخرفية المنتشرة بالمحراب على وجه الإجمال تبرز مهارة الهميمي في ترويض الجص وكيفية التعامل معه. يرتفع هذا المحراب حوالي أربعة أمتار، ويصل عرضه حوالي ثلاثة أمتار ، كما أن محرابه يحتوي على خمسة عشر ختماً مزخرفاً، تفصل بين الختم والآخر دوائر صغيرة الحجم، كما تحيط بها الرسوم والأشكال الزهرية. وطبقة الإطار الداخلي العليا هي عبارة عن كتابة تتعدى الإطار المذكور وتهبط إلى مربع تحته يقع بينه وبين رسم على شكل قوس منكسر منقوش عليه عدد من الزخارف وفي زوايا هذا المربع أربعة تجاويف مزخرفة بالخزف الصيني سقط جزء منها ، كما سقط الخزف الذي كان يزين التجويف الأكبر في وسطه، تحت هذا المربع كما أسلفنا تقع قبوة تجويف المحراب النصف الدائرية المفصصة يتظاهر برفعها عمودان اصغر حجما من العمودين كما يحوي المحراب عددا من الحروف المتشابكة بخط النسخ كلماتها موزعة على مستويات مختلفة في جزئها الأول أسماء القائمين على عمارة المحراب الأربعة، وفي جزئها الثاني اسم الهميمي صانع المحراب وسنة بنائه، أما في جزئها الثالث فقد ذكر أن جماعة المسجد قد ساهموا بعمارته حيث أولت وزارة التراث والثقافة في هذا العهد الزاهر هذا المسجد اهتماما ضمن النهج الذي تسعى إليه الوزارة لإبراز القيمة الأثرية والأهمية التاريخية والثقافية والهندسية للمساجد الأثرية والذي تم الانتهاء من ترميمه مؤخرا بجانب مباني إسلامية ومساجد أخرى صغيرة تقع على منحدر جبل الحوراء ومازالت صامته رغم ما مرت به من تعري الطبيعة وتغير المناخ منذ مئات السنين.

المباني القديم والمقبرة الإسلامية
وتشغل المقابر الإسلامية بمنطقة الشرجة مساحة أخرى يؤكد ما كان بهذه المنطقة حياة عاش فيها البشر لسنوات عدة من خلال وجود الآبار وخاصة ما يلفت النظر أحد الآبار التي حفرت في الجبل وبجانبها المساجد والبيوت الأثرية وقنوات المياه حيث لا تزال معالم ساقيتها المبنية من الجص والصاروج شاهدا حيا على استخدامات من سكن المنطقة سواء بغرض الري أو الشرب أو الاستخدامات الأخرى في الحياة اليومية وخاصة الري نظرا لما تمتع به المنطقة من أرض خصبة والدليل على ذلك ما تحيط بالمنطقة من الأراضي الزراعية الخضراء الكثيرة والتي تزرع بها مختلف أنواع النخيل والمحاصيل والمنتجات الزراعية بجانب وجود الكثير من الأشجار والنباتات العطرية والأعشاب التي تستخدم لأغراض طبية.
ومن هنا فإن المنطقة جديرة بما يمكن أن يستفاد منها في السياحة الأثرية والتاريخية.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى